قال أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس الأربعاء إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أصبحت أكثر ضعفاً الآن مما كانت عليه عندما بدأ الحلف عمليته ضدها.
وتابع في إفادة صحافية: «كل أسبوع... كل يوم نحرز تقدماً جديداً ونصيب أهدافاً مهمة ولكنني غير قادر على أن أحدد إلى أي مستوى أضعفنا قدرات القذافي العسكرية إلا أنها بالتأكيد أكثر ضعفاً الآن مما كانت عليه عندما بدأت العملية».
وفي ما يتعلق بمواصلة الضغط على قوات القذافي، أضاف راسموسن: «لا أشعر بأي تعب. على العكس كان هناك اجتماع اليوم هنا في المقر حضره المشاركون (في العملية) وكان ذلك بمثابة تأكيد على التزامنا القوي بالعملية».
وكان ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي» قال لشبكة تلفزيون «أن بي سي» الإخبارية يوم الثلثاء إن مسؤولي الاستخبارات الأميركيين يعتقدون أن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي لم ير في مكان عام منذ هجوم صاروخي لحلف شمال الأطلسي قيل إنه قتل ابناً له، ما زال على قيد الحياة. وقال بانيتا في مقابلة: «معلومات الاستخبارات المتاحة لنا تفيد أنه ما زال حياً». ولم ير القذافي في مناسبة عامة منذ هجوم صاروخي لحلف الأطلسي يوم السبت على منزل في مجمعه في طرابلس. وقال مسؤولون ليبيون إن القذافي نجا لكن ابنه الأصغر سيف العرب وثلاثة من أحفاده قتلوا. ولم يستطع حلف الأطلسي تأكيد أنباء أن سيف العرب القذافي قتل.
في غضون ذلك، قال ناطق باسم الثوار لوكالة «فرانس برس» إن ما لا يقل عن خمسة قتلى سقطوا الأربعاء جراء قيام القوات الموالية للقذافي بقصف ميناء مصراتة. وقال جلال القلال من بنغازي معقل المتمردين شرق البلاد: «نستطيع التأكيد أن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قُتلوا»، مشيراً إلى أن المتمردين يحاولون حصر ضحايا المعارك التي وقعت في مصراتة خلال الساعات الـ 72 الماضية.
وأفيد أن معارك وقعت في غرب وجنوب غربي مصراتة على مسافة بضعة كيلومترات من الوسط، بحسب ما أفاد ثوار.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة (مقرها جنيف) أن سفينة محملة بمساعدات إنسانية استأجرتها المنظمة تمكنت من الرسو في مرفأ مصراتة أمس. وقال جون فيليب شوزي لوكالة «فرانس برس» إن «الباخرة «ريد ستار» رست في ميناء مصراتة» بعدما حصلت صباحاً على الضوء الأخضر من الحلف الأطلسي وسلطات المرفأ. وكانت السفينة تنتظر منذ السبت في عرض البحر على بعد 16 ميلاً بسبب الخشية من وجود ثلاثة الغام بحرية كانت قوات القذافي قد ألقتها في مياه البحر قبالة المرفأ.
وأعلن الحلف الأطلسي الاثنين أنه تمكن حتى آلان من تدمير اثنين من هذه الألغام الثلاثة، مؤكداً أن الميناء «غير مغلق» وأن السفينة حصلت على ممر آمن للوصول الى المرفأ.
وأوضح الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة أن «العمل يجري لتفريغ حمولة السفينة البالغة 180 طناً من المساعدات الإنسانية»، على أن تقوم بعدها بنقل حوالى ألف مهاجر من نيجيريا خصوصاً بالإضافة الى 40 جريحاً مدنياً ليبياً أصيبوا خلال المعارك. وغادرت السفينة بالفعل بعد الظهر ناقلة على متنها 800 مهاجر افريقي وعدداً من الجرحى.
وكان النظام الليبي اقترح على ثوار مصراتة تمديد مهلته التي حددها لإلقاء السلاح بعد أكثر من ستة أسابيع على بداية التدخل الدولي في ليبيا. واعتبر وكيل وزارة الخارجية الليبي خالد الكعيم أن «هناك إشارات إيجابية بين صفوف المواطنين في مصراتة»، متحدثاً عن «400 شخص» ألقوا السلاح. وأوضح أن العقيد القذافي الذي نجا من غارة جوية قتل فيها ابنه وثلاثة من أحفاده، «بخير» وأنه التقى «عدداً من المسؤولين القبليين» قبل لقاء قبلي كبير مقرر الخميس والجمعة. وبث التلفزيون الليبي أمس أن قوات الحلف الأطلسي قصفت منطقة الهيرة غرب العاصمة طرابلس مما أدى الى وقوع إصابات. وأضاف: «عدوان التحالف الاستعماري الصليبي قصف قبل قليل منطقة الهيرة مما أدى الى وقوع خسائر بشرية ومادية وأضرار بالبنية التحتية». واتهم التلفزيون قطر والإمارات، الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين تشاركان في عمليات حلف الأطلسي في ليبيا، بتمويل الحملة العسكرية على معمر القذافي ودفع ثمن كل قنبلة يسقطها «الصليبيون»، قائلاً إن كل صاروخ يتكلف مليوني دولار.
في غضون ذلك، قال ثوار إن الجيش الليبي أطلق وابلاً من الصواريخ على بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة الجبل الغربي. وقال ناطق باسم المعارضة الليبية المسلحة إن قوات القذافي قصفت الزنتان بأكثر من 40 صاروخاً من طراز غراد في وقت متقدم الثلثاء. وتبادلت المعارضة وقوات القذافي السيطرة على معبر الذهيبة الحدودي مرات عدة في الأسبوع الماضي حيت امتد القتال الى الأراضي التونسية. وجعلت عاصفة رملية عنيفة ضربت المنطقة الوضع أكثر صعوبة بعدما دمّرت مئات الخيام التي تؤوي نازحين إلى تونس.