WA-WEEKLY

 

 

قد تتعدد الأسماء والمسمى واحد ..وقد تدل كثرة التسميات على كبر المسمى وصغر التمسية  وعجزها على الإحاطة بجوهر المسمى أكثر من دلالتها على  أهمية هذه الأسماء ..فثورة تونس المجيدة التي انفجرت كالعيون الدافقة والفوارة من جبل شاهق نجد أن كل واحد فينا  يسميها حسب هواه فمنهم من أطلق عليها تسمية ثورة الكرامة ومنهم من سماها ثورة الحرية ومنهم سماها ثورة النار ومنهم من سماها ثورة محمد البوعزيزي ومنهم من سماها ثورة الياسمين ومنهم من سماها ثورة 14 جانفي.. والملاحظ أن هذه التسميات على اختلافها تخضع إلى منطق الذات المسمية وإسقاطاتها أكثر من منطق الموضوع المسمى. و لهذا السبب نريد أن نراجع هذه التسمية ونقترح لها تسمية بديلة تكون وفية ومخلصة  لحجم الحدث التونسي والعالمي  المزلزل ..

وكي لا نعيد نفس الاشكال ونسقط في نفس الخطأ ومن اجل ان نلتزم بالموضوعية قدر المستطاع والجهد  لابد من إخضاع هذه التسمية إلى أهم جملة تمّ تكرارها في ثورة تونس تلك الجملة التي لاحظنا هجرتها النارية من ثورة شعبنا إلى ثورة الشعب المصري ثم إلى ثورة الشعب الليبي والشعب اليمني والشعب العماني والبحريني ومازالت تنتقل وتسري بين الشعوب سريان  النار بين  الهشيم بحيث أننا عندما نسمعها تقشعر لها أبداننا ويمتلكنا فخر عجيب أن تكون تلك الجملة تونسية النبرة والهوية والمعنى ...فماهي هذه الجملة الساحرة التي فتنت لبّ الشعوب وأسرت الأفئدة وأطاحت بالأنظمة وقلبت كل المفاهيم السياسية الحمقاء الساذجة وأكدت حقيقة لم يفهمها لا الرئيس المخلوع ولا من بقي جاثما على قلوبنا من بعده ينتظر الخلع والكنس ...

هات نستمع إلى هدير الشعوب المزلزلة ونقطع مع عوائد الاستماع المرضي إلى الانوات الأنانية الفاسدة ...

إن الجملة التي تكررت هي باختصار : الشعب يريد إسقاط النظام ..أو الشعب يريد إسقاط الرئيس ..أو الشعب يريد مجلس تأسيسي ...ووو

هذه الجملة حافظت على صياغتها الأساسية في الجزء الأول الجامع بين الشعب والإرادة  بينما أدخلت على الجزء الثاني المتعلق بمضمون الإرادة تحويرات كي تستجيب للمطالب المتنوعة وهذا يؤكد أن الشعوب العربية على اختلافها تردد هذه الجملة بكامل الانطلاق والسعادة و القوة وكأنها تكتشف فيها سرّ الحياة والوجود الذي حرمت منه طويلا ..هذا السرّ هو : الإرادة ...

.إنها ترفع صوتها عاليا لتوصل رسالة قوية إلى جميع قوى الهمينة والطغيان سواء في القمة أوالقاعدة.. في المغرب أو المشرق مفادها : إننا أصبحنا نريد والقدر يلبّي لنا ما نريد...وكأن شعوبنا المقهورة منذ عقود استفاقت وهي تردد هذا المعنى  - الذي لم يكن أبدا عنها غريب -على أن لها قوة عجيبة لم تكن تصدق أنها يمكن أن تطيح بالحكام وتغيّر مفردات العالم السياسية وأبجدياتها الصهيونية المعاصرة ..

فالتاريخ الحديث وثقافته المنافقة  الفاسدة  ربّت بشكل لاواعي العرب على الخضوع والهيمنة والاستسلام والعجز ..لقد ربتهم على الاستعمار في كل أشكاله ومعانيه  كقدر لامفرّ منه ...ربتهم على العبودية للحاكم والخوف من ذوي السلطان ومن كل فكرة أو معنى له اتصال بالثورة وكسر الأغلال حتى أصبحت ثقافتنا مجرد حاوية لفضلات المجتمعات المصنعة وسوقا لترويج أفكارهم المنافقة القذرة ..

وحين ننصت إلى الموج الشعبي الهادر نرى حقيقة جديدة مدهشة ورائعة جدّا : نرى الشابي يقود الثورات من المشرق إلى المغرب ...إن الناس بعد مائة عام من ولادة الشابي  اختاروا لسانه وضميره الإبداعي الخلاق  ليعبروا به عن حقيقة لحظتهم التاريخية بعد أن فقدوا الثقة في السياسيين جميعا وفي شعاراتهم فاختاروه قائدهم الذي رفعوه على أعناق المدى الصاروخي لأصواتهم الهاتفة ...

إن الشعب وجد نفسه في هذا اللقاء النادر بين الإبداع والحقيقة /بين الإبداع والواقع يحبّ الشعر ويؤمن بمعانيه المزلزلة،ولماذا لا يحبّ هذا النوع من الشعر الذي يقطع مع الهلوسة والأحاجي و الألغاز  ويصنع التاريخ أمامهم بشكل ساحر عجيب ،بل ويستطيع أن يمكّن صاحبه من تسيير الثورات من وراء اللحود في حين يعجز بعض الشعراء أن يكونوا في صميم الحدث وهم أحياء ؟؟...

إن القراءة العميقة لجوهر ثورات العالم العربي الإسلامي اليوم تكشف أن محورها الجامع هو : الارداة كمنطلق أي طاقة محركة دافعة نحو الأمام...

إنها إذن بحسب ماتردد في مظاهرات الجماهير ثورة الإرادة لا ثورة شيء آخر ... 

أما الكرامة والحرية وغيرها من التخمينات فهي مطالب تبقى متعلقة بأحلام اليقظة أكثر منها بالواقع ومتعلقة بثقافة قادمة تحتاج إلى ترسيخ معنى إرادة الكرامة والحرية أولا كي يقع التأسيس لأرضية ثقافية واجتماعية قابلة لتحقيق هذه المطالب القيمية  ولو في شكلها البسيط المبدئي لأن قيم الكرامة والحرية تحتاج  إلى أن تسود ثقافة الاحترام المتبادل وإلى القضاء على ثقافة الطغيان والاستكبار والإذلال والأنانيات الحمقاء...إنها تحتاج إلى قيم الصدق والإخلاص في القول والعمل والترفّع على السخافات والصغائر والضغائن والأحقاد ..تحتاج إلى مناخ مصارحة وحوار نزيه .. إلى مجتمع إنساني راق متشبّع بالقيم الأخلاقية العفيفة الطاهرة لا القيم الاستهلاكية الذئبية الهابطة ...

وتحتاج بشكل أهمّ إلى مبدعين في عمق الشابي وعبقريته الاستثنائية يوفّرون للسياسيين مرجعية فكرية إبداعية تساعدهم على قيادة الشعوب بصدق وحكمة وعدل إلى مقام جديد من مقام إنسانيتهم الفذة  دون الحاجة إلى الشعارات الفضفاضة ودعارة الخطابات الكاذبة التي أفقرت اللغة من فعلها ومضامينها ...فأين انتم أيها الجيل الثالث من أجيال توجه أسئلة الإبداع العالمي بتونس لتتحملوا هذه المسؤولية الجسمية التي تنتظركم لاستئناف مشروع النهضة العربية الإسلامية الثوري كي لا تتركوا  الشابي وحيدا فيخرسوا صوته ثانية ؟؟؟...

 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حركةالمباردة والتأسيس  التونسية ليس لها مطامع سياسية 

بل اهداف إبداعية 

 

 

WA-WEEKLY

صحيفة " الوطن العربى الأسبوعية " المستقلة الشاملة - لندن ، المملكة المتحدة .. رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير : د. علاء الدين سعيد

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 28 إبريل 2011 بواسطة WA-WEEKLY

رئـيـــــــس مـجــلـــــــس الإدارة و رئـيــــــس الـتـحـــــــــريــــــر د. عـــلاء الـديــــن ســــــعــيــد

WA-WEEKLY
* السـنة الرابعة * العدد رقم ( 208 ) - ************ الخميس الموافق 27 نوفمبر 2014 تصــدر مـن الـقـاهـرة - جمهـورية مصــر العربيـة ====================== ALWATANULARABY JOURNAL ********* Chairman and Editor in Chief : ALAUDDIN SAID ====================== No. 208 - 27 of Nov 2014 ====================== CAIRO - ARAB REPUBLIC OF EGYPT »

ابحث

إشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك كل جديدنا ضع ايميلك هنا ثم اضغط للإشتراك

Delivered by FeedBurner

لا تنسَ الرجوع إلى أيميلك لتفعيل الإشتراك

لمراسـلتنا بأعمالكم و أخبارِكم و آراءِكم .. إيميلات إدارة النشر بالصحيفة 

  [email protected]
أو إلى
[email protected]
أو إلى
[email protected]

 برسـالة متضمنة السيرة الذاتية الموجزة موضحة بها بياناتكم وعنوانكم وجنسيتكم وصورة شخصية مختارة للنشر مع موضوعاتكم ، مع خالص تحياتنا وتمنياتنا 

  

أهم و آخر الأخبار

================================

  •   مفتي تونس: 16 تونسية سافرن الى سوريا ل"جهاد النكاح" الذي اعتبره "بغاء"
  •  طلاب إماراتيون يصممون سيارة تقطع ألف كم بلتر واحد من الوقود
  •  طيران الامارات يرعى بطولة فرنسا المفتوحة للتنس خمسة أعوام ..
  •  الأمم المتحدة تطلق تقريرها السنوي للتنمية البشرية لعام 2013
  • عاطف عبدالعزيز وقراءة في" الحياة السرية للآباء " للشاعر صلاح فاروق
  • أقـلامٌ و آراءٌ حُـرّة

    =================================

  • الكاتب العراقى دكتور : عزيز العلي ، يكتب : ثورة ربيع العراق ، والمعركة الاستخبارية الدبلوماسية
  •  الكاتب السورى دكتور غسان شحرور ، يكتب : لغتنا الجميلة في عيدها .. هل اقترب نعيها ؟!
  •  الكاتب السورى دكتور غسان شحرور ، يكتب : في يوم "داون" العالمي ، دعوة إلى مواجهة التحديات
  • حينما توشك الدولة على الافلاس ، هل يمكن انقاذها - بقلم الكاتب المصرى دكتور : حسين الكاشف

  • كُتـَّاب ٌ و أعمـِدَةٌ و أقلام

    ============================
     

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

    ضع هنا التعليق المناسب

          

      شاركونـا صفحاتنـا 
    على المواقع الأخرى

    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// 
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// 
    مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  /// مواصفات الأعلان :: ينتهي الإعلان بتاريخ  ///  

    تقارير و دراسات

    =========================

  • مصر- نقيب عمال مصانع الطوب:اصحاب مصانع الطوب اعلنوا توقف المصانع نهائيا بعد ان فوجئوا بان التفاوض كان حبرا على ورق ...
  • خاص " الوطن العربى "- اليمن : قضية صعده من وجهة نظر(الحوثيين) في ورشة عمل بصنعاء  
  • ننشر القائمة الأُولى لأسماء افراد جماعة الاخوان الذين إحتلّوا مناصب الدولة خلال 7 أشهر فقط 
  •  تقرير لـ"سي آي إيه" يُلمح إلى استخدام إسرائيل السلاح النووي في حرب 1973 ضد مصر وسوريا
  •  إسرائيل خططت لقتل خال صدام لنصب فخ لاغتياله خلال جنازته