سمع دوي انفجارين قويين بعد ظهر امس الثلاثاء في منطقة باب العزيزية حيث يقيم العقيد معمر القذافي في طرابلس، وسبعة انفجارات اخرى في تاجوراء في الضاحية الشرقية للعاصمة، كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس وشهود.
وسمع دوي الانفجار الاول اتبع بانفجار ثان بعد ثلاث دقائق في باب العزيزية حيث سمعت صفارات سيارات الاسعاف.
كما سمع دوي سبعة انفجارات قوية في تاجوراء التي تستهدفها غارات التحالف الدولي بوتيرة شبه يومية.
وافاد شاهد ان عددا من القنابل استهدف موقعا عسكريا للرادارات في الحي. وقال آخر انه رأى الدخان والسنة اللهب تتصاعد من المكان.
وسبق دوي الانفجارات تحليق طائرات في اجواء العاصمة، التي تتعرض لغارات تشنها قوات الائتلاف الدولي منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا في التاسع عشر من اذار.
من جهة اخرى نقل التلفزيون الليبي الرسمي عن مصدر عسكري قوله «تعرضت مواقع مدنية وعسكرية في طرابلس لقصف العدوان الاستعماري».
اعلن الثوار في مصراتة التي تقع في غرب ليبيا إنهم تعرضوا للهجوم من جديد مساء امس على أيدي قوات القذافي وناشدوا الحكومات الغربية أن تساعدهم.
ومصراتة التي تخضع الآن لحصار مستمر منذ عدة أسابيع هي آخر معقل كبير للمعارضة الليبية في غرب البلاد.
ويشير بعض الزعماء الغربيين للمدينة كدليل على أن التدخل العسكري الغربي يجب أن يستمر لحماية أرواح المدنيين في الحرب الليبية.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى سامي لرويترز «قوات القذافي حاولت دخول المدينة عن طريق البوابة الغربية ولكن الشباب صدوهم.»
ومضى يقول إن القوات «حاولت دخول البلدة من البوابة الشرقية, وكان القصف العشوائي وقتل ثمانية من المدنيين وأصيب عدد آخر.»
ولا يمكن التحقق من مصادر مستقلة من التقارير الواردة من مصراتة لأن المسؤولين الليبيين لا يسمحون للصحفيين بالعمل بحرية من المدينة.
وقتلت القوات الموالية للقذافي 142 شخصا على الاقل واصابت اكثر من 1400 بجروح خلال هجومها ضد الثوار في مصراته، حسبما اعلن طبيب من مستشفى المدينة لوكالة فرانس برس.
واوضح الطبيب الذي رفض الكشف عن هويته «منذ 18 اذار تلقيا 142 قتيلا على الاقل».
واضاف «نعجز عن احصاء الجرحى لكننا تجاوزنا 1400 شخص» اكثر من تسعين منهم في حالة الخطر.
واشار الى انه من المتوقع وصول سفينة تركية خلال النهار لنقل نحو خمسين جريحا. من جهتها اعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس امس لشبكة «ايه بي سي» ان الولايات المتحدة «لا تستبعد» تقديم مساعدة عسكرية للثوار الليبيين بهدف مساعدتهم على الاطاحة بالزعيم القذافي.
وقالت رايس «لدينا بالطبع مصلحة كبرى في رحيل القذافي من السلطة» مذكرة بانه رغم ان مهمة الولايات المتحدة في اطار تفويض الامم المتحدة محصورة «بحماية المدنيين» الا ان هدفها على المدى الطويل هو الوصول الى اسقاط نظام الزعيم الليبي.
واضافت ان «ذلك يتطلب قطع الموارد عن القذافي ومنعه من استخدام مرتزقته واسلحته وتقديم مساعدة للثوار والمعارضة واطلاق عملية سياسية».
وردا على سؤال عن احتمال ان تقدم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية مباشرة للثوار لتحقيق هذا الهدف، قالت «لم نتخذ هذا القرار (...) لكننا لا نستبعده».
وتابعت «على القذافي ان يتخذ قرار مغادرة السلطة، لكن ليس لدينا مؤشرات بعد تدل على انه يستعد للقيام بذلك».
وقالت رايس «نسمع امورا مختلفة من مختلف الاشخاص في محيط القذافي او يقولون انهم من اوساطه».
واضافت «لكن الى جانب الاقوال، نحن ننتظر افعالا» مشيرة في الوقت نفسه الى ان الامر يعود في نهاية المطاف «للشعب الليبي لكي يقرر ظروف رحيل» القذافي.