قالت صحيفة واشنطن بوست إن الفرحة بسقوط نظام مبارك غطت على أي حدث آخر في العالم لتمتد الاحتفالات إلى أجزاء كثيرة من العالم في تكرار لمشاهد حدثت في عدة أجزاء من العالم خلال 30 عاما مضت، في مانيلا 1986، براج 1989، جاكرتا 1998.
وقالت افتتاحية الصحيفة الأمريكية اليوم التي جاءت بعنوان "التحدي المصري : التحول إلى الديمقراطية"، إن المصريين بما فعلوه قد أذنوا للحرية السياسية بالانتشار في المنطقة كلها التي هي أحوج ما تكون إلى الديمقراطية و الحرية.
وأضافت الصحيفة إنه لو تحولت مصر إلى ديمقراطية حقيقية أو حتى إذا عادت إلى عصر الفاشية أو حتى الحكم الاسلامي فإن الشئ الوحيد المؤكد هو أن ذلك لن يكون إلا برغبة أولئك المصريين الذين ثاروا ولم يرضوا بأقل من تغيير النظام.
أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فقالت في صفحتها الأولى إن الاحتفال بالنصر ومجده يشبه هزيمة اسرائيل على يد الجيش المصري عام 1973 ، حيث غسلت فرحة الانتصار أعواما طويلة من الهزيمة والذل والاحتلال الذي كان يسيطر به رجال مبارك على أرض مصر.
وتابعت الصحيفة بالقول إن شباب التحرير الثائر أمامه الكثير من التحديات، خاصة وأنه من الآن فصاعدا سيكون هو الملهم الأساسي لجميع شباب الوطن العربي الذي يحلمون بالحرية، وقالت إن هؤلاء الشباب سيكونون هم السياسيون وصناع الفكر والقرار في مصر أكبر دولة في الوطن العربي من حيث عدد السكان، ما يعني أنه لن يكون بمقدور الدول العربية ذات الحكام المسنين مجاراة الحياة السياسية المصرية.
وفي صحيفة الجارديان، احتلت مصر معظم العناوين في الصفحة الرئيسية لموقع الصحيفة على الانترنت، بينما قالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه بعد 18 يوماً من الاحتجاجات المتواصلة قاوم خلالها الشباب المعتصمون في ميدان التحرير كل ما واجههم به النظام من البلطجية وإطلاق النار والاعتقالات إلى قطع خدمات الانترنت وشبكات التليفون المحمول وملاحقة وسائل الإعلام، إلا أنه بعد كل ذلك استطاع الشعب المصري أن يفرض كلمته على الديكتاتور.
وقالت الصحيفة إلى أن أهم ما يميز تلك الثورة الشجاعة هي أنها بلا قائد، واذا كان لابد من قائد فستكون الروح الوطنية التي سادت الثورة حيث أن المسلمين والمسيحيين وقفوا فيها جنباً إلى جنب ولم يرفع فيها إلا العلم الوطني.
وأظهر المصريون معاً أنهم إذا كان بإمكانهم قهر الخوف لديهم فإن بمقدورهم أن يطيحوا بأعتى الديكتاتوريين.