وسط متابعة إعلامية واسعة ، تبدأ محكمة جنايات أمن الدولة العليا "طواريء" في مصر يوم السبت الموافق 15 يناير أولى جلساتها لمحاكمة طارق عبد الرازق بتهمة التخابر لصالح إسرائيل والقيام بأعمال وتصرفات عدائية ضد دولتين أجنبيتين "سوريا ولبنان" من شأنها تعكير صفو العلاقات مع مصر .
وخلال الجلسة الأولى ، سيتم أيضا محاكمة ضابطى الموساد الهاربين إيدى موشيه وجوزيف ديمور غيابيا ، وكانت نيابة أمن الدولة نسبت إلى المتهمين الثلاثة فى قرار الاتهام أنهم خلال الفترة من مايو 2008 وحتى أول أغسطس 2010، داخل مصر وخارجها، تخابروا مع من يعملون لحساب إسرائيل بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق المتهم الأول طارق عبد الرازق أثناء وجوده بالخارج مع ضابطى الموساد الهاربين إيدى موشيه وجوزيف ديمور على العمل معهما لصالح المخابرات الإسرائيلية وإمدادهما بالتقارير والمعلومات عن بعض المسئولين الذين يعملون بمجال الاتصالات لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد بغية الإضرار بالمصالح المصرية.
كما نسبت النيابة إلى المتهم طارق عبد الرازق أيضا أنه قام بعمل عدائى ضد سوريا ولبنان من شأنه تعريض الدولة المصرية لخطر قطع العلاقات السياسية معهما بأن اتفق بالخارج مع المتهمين الإسرائيليين ولمصلحة المخابرات الإسرائيلية على إمدادها بتقارير بمعلومات عن بعض السوريين واللبنانيين لانتقاء من يصلح منهم للتعاون مع الموساد وبنقل تكليفات من إسرائيل لأحد عملائها بسوريا وكان من شأن ذلك تعريض مصر لخطر قطع العلاقات السياسية مع هاتين الدولتين.
واعترف المتهم طارق عبد الرازق تفصيليا خلال التحقيقات بعمليات تجنيده لحساب الموساد والتى بدأت في ضوء مبادرته بإرسال رسالة للموساد على شبكة الإنترنت عارضا فيها رغبته فى التعاون معهم وإبلاغه لهم بأنه مصرى مقيم فى الصين.
كما أدلى باعترافات تفصيلية تتعلق باللقاءات التى جرت بينه وبين رجال الموساد فى عدد من الدول وهى الهند والصين وتايلاند وكمبوديا ونيبال ولاوس مكاو وأقر أيضا خلال التحقيقات بتلقيه لتعليمات منهم للعمل على انتقاء واستقطاب عناصر سورية ولبنانية ومصرية للتعاون مع الموساد.
وذكر المتهم فى أقواله بالتحقيقات أيضا أنه قام بتنفيذ تكليف صادر إليه من الموساد الإسرائيلى بالسفر إلى سوريا حيث التقى هناك بمواطن سورى عميل للموساد ونقل منه بعض المعلومات لضابطى الموساد الهاربين من خلال شبكة الإنترنت.
كما كشف أن الموساد سعى إلى الحصول على أرقام هواتف كبار المسئولين المصريين خصوصا فى الوزارات الحساسة بهدف تنفيذ عمليات ضدهم في أي وقت.
وتابع أن ضباط الموساد أبلغوه أنه من خلال معرفة أرقام كبار المسئولين فى الدولة فإنه يمكن للموساد معرفة أماكنهم فى أى لحظة وتنفيذ أى عملية ضدهم فضلا عن التجسس على مكالماتهم.
وأضاف أن الموساد حاول التجسس على السفارة المصرية فى بكين من خلال دفع المتهم إلى التعامل معها وإمدادها بأجهزة حاسب آلى مزودة ببرامج تجسس خلال عملية إحلال وتجديد أجهزة الحاسب.
وقال المتهم فى التحقيقات عن محاولة "الموساد" اختراق شركات الاتصالات المصرية: "فى بداية شهر مارس/اذار 2010 كنت فى العاصمة الصينية بكين أمارس حياتى الطبيعية، وكانت هناك اتصالات وإيميلات بينى وبين ضابط "الموساد" إيدى موشيه، وكلمنى وقال لى تعالى على جزيرة مكاو جنوب الصين، فسافرت إليه، ونزلت فى الفندق، وكلمته ورحت قابلته فى فندق آخر، وقال لى أنا عايزك تدور على حد يشتغل معانا فى "الموساد" من مصر فى شركات المحمول سواء فودافون أو اتصالات أو موبينيل، وهذا الموضوع مهم جدا، وضرورى يكون مهندس أو فى خدمة العملاء فى الشركات الثلاث لأن "الموساد" مهتم بقطاع الاتصالات فى مصر".
وتابع "أنا قلت له أنا لا أعرف أى مهندس فى مصر يعمل فى مجال الاتصالات، وفى اليوم الثانى قابلت الضابط إيدى موشيه ومعه ضابط آخر اسمه جيفرى، وحدثنى باللغة العبرية، والضابط إيدى موشيه كان بيترجم، وقال لى الضابط إيدى أنا سأنشئ "إيميل" على الانترنت، وسأكتب إعلان فى الموقع إن شركتنا الوهمية تحتاج مهندسين مختصين فى مجال الاتصالات أو التليفونات المحمولة فى مصر، وسأعطيك الرقم السرى الخاصة بالموقع كى تبحث الطلبات التى ستقدم من مصر، وتفرز الناس اللى تقدمت وتشوف من الذى يصلح يشتغل مع "الموساد"، وكل فترة تدخل على الإيميل وتشوف الطلبات اللى تقدمت من المهندسين فى شركات المحمول".
واستطرد المتهم في اعترفاته ، قائلا :"قال لى الضابط إيدى موشيه إن الموضوع مهم جدا جدا ولا بد تركز فى المهندسين المتقدمين وبشرط يكون سبق لهم العمل فى الشركات الثلاثة فى خدمة العملاء أو المهندسين الفنيين، وتتابع على طول الموقع، وبالفعل وإحنا قاعدين أنا وإيدى وجيفرى عملنا الإعلان على الإنترنت باسم شركة هوشتك ومقرها هونج كونج وتعمل فى الاتصالات والتكنولوجيا، وكتبت: يسرنا الانضمام إلينا ، ورجعت بكين وكل فترة كنت أفتح الإيميل علشان أشوف الباحثين عن عمل كى أفرزهم وأختار منهم".
وأضاف أن ضابطى "الموساد" أبلغاه أن "الموساد" مهتم جدا بتجنيد عناصر فى مجال الاتصالات لأن الهواتف الحديثة من السهل جدا مراقبتها ومعرفة مكان صاحبها، ولذلك التكنولوجيا الحديثة خصوصا فى مجال الاتصالات متقدمة جدا ولذلك جهاز "الموساد" مصمم يجند عناصر من مصر فى مجال الاتصالات لأن من خلالها يقدر يعرف أرقام مسئولين كبار فى الدولة ورجال أعمال ومسئولين فى قطاعات مهمة فى الدولة يقدروا يعرفوا أرقام تليفونات مهمة، خصوصا أن التليفونات الحديثة فيها خدمة الإنترنت ويقدر من خلال الأجهزة الحديثة يخترق شبكة الإنترنت لو توصل إلى رقم هاتفه ويقدر من خلالها يعرف مكانه والاتصالات اللى يقوم بها والأشخاص الذين يعرفهم ويقدر يتصنت على التليفون ويتم تنفيذ عمليات ضدهم".
وبسؤال المتهم في التحقيقات ما هى البيانات التى قاموا بتحريرها على الموقع ، أجاب قائلا: "إحنا كتبنا على الموقع إننا شركة هوشتك تعمل فى مجال الاتصالات فى هونج كونج ونرحب بالانضمام إلينا للعمل معنا".
وعن عدد الرسائل الإلكترونية التى تلقاها من خلال هذا الموقع ، أجاب " نحو سبعة طلبات أو عشرة وعلى ما أتذكر أنى تلقيت من مصر نحو أربع طلبات مهندسين وعاملين فى مجال الكمبيوتر".
وبسؤاله عن رد فعل الضابط إيدى ضابط "الموساد" على راغبى العمل ، قال : "إنها لم تعجبه، لأن المهندسين الفنيين لم يتقدموا، وطلب منى البحث في طلبات أخرى أوضح".
وبسؤاله هل استجاب لطلب المدعو إيدى ضابط "الموساد" لتغيير البيانات الواردة على الموقع الإلكترونى ، قال المتهم طارق :"لا" ، معللا ذلك بانه " كان يرفض "ولم يرتح لتجنيد عناصر من مصر لذلك لم يهتم.
وأشار إلى أن إيدى ضابط "الموساد" قام بكتابة بيانات جديدة على الموقع قال فيها :" نرغب فى مهندسين وموظفى اتصالات فى خدمة العملاء للانضمام إلى شركة هوشتك".
وكشف أيضا أن الموساد وجهه للاقتراب من العاملين بالسفارة المصرية ببكين بغرض دفعهم لشراء أجهزة كمبيوتر جديدة وبأسعار مخفضة حيث سيقوم القائم بالتشغيل "الضابط إيدى" بإمداده بأجهزة مزودة ببرامج تسمح لهم بالتنصت على كل ما يتداول عليها من معلومات وذلك أثناء خطة الإحلال والتجديد لأجهزة الكمبيوتر بالسفارة المصرية.