الشاعر علاء الدين سعيد
• بيان " رابطة الشاعر / علاء الدين سعيد .. للفنون و الآداب و العلوم الإجتماعية " بشأن حادث الإعتداء على كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية فى 1-1-2011 ميلادية
*******************************************
• ببالغ الحزن و الأسى تلقيت و إخوانى أعضاء الرابطة و إداريوها خبر الإعتداء الإجرامى الغاشم على كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية المصرية ، على يد إجرامية عبثت بأمن و أمان المواطن المصرى بلا أدنى وازع و لا قيم أخلاقية ليروّع الآمنين من أبناء شعبنا العربى فى مصر مسلمين و مسيحيين على السواء أملا فى النيل من وحدة هذه الأمة المصرية التى ندر أن توجد أمة أخرى تجمع مثل هذا النسيج الأزلى من وشائج الألفة و التآخى و الوئام بين عنصرى الأمة فى مصر .. المسلمين و المسيحيين .. و بينما يحتفل الإخوة المسيحيون بليلة دينية عندهم و بينما يأمن المرء منهم على نفسه و ماله و عرضه إذ بيد ليست كيدنا و بقلب ليس بقلبنا و بجرم لا يخطر ببال أحد أخذت الجميع يد الغدر و البطش و الترويع و إنتهاك حرمة النفس فى بلد لا يقر مسلموه بحكم دينهم ما آلت اليه الأمور من قتل و جرح للعشرات من أبناء أمتنا العربية من أبناء مصر ، و إن ظن هؤلاء المجرمون أنهم يقومون بإيذاء ملّة أو طائفة أو شرعة أو معتقد بعين خاصة فإنهم مخطئون حيثما ظنوا و حيثما توهموا آثمين .. إن الشعب المصرى عبر تاريخه الطويل إنما ضرب و لا زال يضرب المثل الحى الحيوى الحقيقى فى وحدته الوطنية رغم ألسنة التطرف و الجهل و العنجهية و اللامسئولية التى تنطلق من هنا أو هناك من كلا الطرفين مسلمين و مسيحيين .. إنه الشعب المصرى الذى تربى فيه أبناءه على ان كلا منهم اخ لأخيه المصرى بلا حاجز دينى و لا عرقى و لا قبلى و لا عقائدى أيا كان .. إنه الشعب الذى تآخى فيه أباءنا و أمهاتنا و اختلطت فيه الأرواح محبة و رحمة و تواد و تواصل ، بل و يشهد التاريخ اختلاط دماء أبناءه مسلمين و مسيحيين فى مواقف عاتية و حروب ضارية حماية لتراب هذا البلد الذى خلقه الله عز و جل بلدا آمنا مطمئنا لولا احقاد الاستعمار و غلاة الغرب الذين لم يفرقوا فى عدوانهم و استعمارهم لمصر فيم سبق فى التعامل بين مسلم و مسيحى مصرى ، فالكل معتدىً عليه و الكل تحت وطأة الاستعمار و الكل يسعى لتحرير مصر من هؤلاء المستعمرين فى العصور السابقة .. و الآن الآن الكل يعمل على جعل حياة مصر أفضل و الكل يسعى لجعلها مصر التى عرفها العالم رمزا باسقا عاليا خفاقا فى كل موقف .. إلا أن غلاة العملاء الجهلاء من الطرفين مسلمين و مسيحيين كانت لهم يد السبق فى تأجيج صراعات نفسية اولا و من ثم احقاد و مهاترات يلقيها كل طرف نحو الآخر .. و نحن هنا من خلال الرابطة نادينا فى غير موقف بعدم الإنجرار وراء هذه النزعات المتطرفة الغبية التى لا طائل من وراءها الا الهدم و الدمار لا البناء و الإعمار .. نادينا و معى عقلاء الأمة من الطرفين الا نستهين بعواقب الانجرار وراء ما نسمع من عملاء متطرفين و أصحاب مصالح بلهاء تؤجج صراعا ليس موجودا اصلا بين ابناء هذا الوطن .. و إننا إذ نحزن اليوم إنما نحزن على حال آل اليه وطننا بفعل عوامل عدة منها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بما فيها من فساد أدى الى تفسخ الكثير من عرى المبادىء و من ثم الروابط و من ثم التفكك المتعمد و المعتمد من اصحاب السيادة على أشلاء الفرقة و التشرذم ، و بما فيها من تسيب يجعل أبناء الأمة يصارع بعضهم بعضا من أجل أن ينجح تافه او عربيد فى انتخابات مثلا و لو بتأجيج الصراع و القتل و الاعتداء على من يعترض و بشرط ان يكون المعتدى و المعتدَى عليه كلاهما من أبناء الشعب الواحد بل و من أبناء الدائرة الانتخابية الواحدة إن لم يكن من أبناء نفس القبيلة او العائلة او الاسرة .. حينما يصل الأمر بنا الى حد الانصياع لالغاء عقولنا فإنما نتيح المجال كاملا لأعداء هذا الوطن مجالا فسيحا شاسعا لفعل ما يرغبون بنا و بالتالى نضع انفسنا تحت وطأة استعمار من نوع جديد نحن ادواته و جلادوه و ضحاياه نحو بعضنا البعض فى أن واحد ..
• عزائى لك يا مصر .. عزائى لك ايتها المحروسة بأبناءك البررة الكرام و رعاية الله لك بإذنه تعالى .. عزائى لك يا مصر مسلمين و مسيحيين على السواء .. عزائى لك يا مصر و حدادى على الضحايا من أبناءك فى كل موقف نبيل و و حزنى على الآمنين بين جنباتك ملتحفين بحبك و أمانك .. حدادى و حزنى على ابناءك احياء و اموات فلا حى سعيد بحياته و لا ميت شفاه الموت مما لاقى من أجلك فى هذا العصر المجهول الهوية و الانتماء الا لأعداءك فى الداخل و الخارج .. لك الله يا مصرنا العزيزة الغالية ، و لشهداءك و ضحاياك العفو و المغفرة ، و لنا الصبر و السلوان .. و على الظالمين تدور الدوائر و لن يفلت من يديك معتدٍ آثم بغيض وقح أبدا مهما طال الزمان و مهما حملت خفاياه ..
ختاما اتقدم باسمى و باسم " رابطة الشاعر علاء الدين سعيد .. للفنون و الآداب و العلوم الإجتماعية " بأخلص التعازى لآسر الضحايا و المكلومين و الثكالى ، و أحذر من الانجرار فى تيار رسمه لنا أعداء هذه الأمة و ارجو الله اطيب الأمانى بالعزة و النصر و الكرامة لأمتنا و ابناءها فى كل مكان ..
رابطة الشاعر علاء الدين سعيد
للفنون و الآداب و العلوم الإجتماعية
• فى 1-1-2011