تخلت الإدارة الأمريكية عن الجهود الرامية لاقناع اسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبارها وسيلة ً لاحياء محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار مسؤولٌ رفيع في البيت الأبيض في تصريح لبي بي سي الى فشل محاولات الولايات المتحدة لإقناع إسرائيل بتجديد تجميد جزئي للاستيطان.
ومع ذلك، قال المسؤول إن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لن تحاول احياء المحادثات التي كانت معلقة منذ نهاية فترة تجميد إسرائيل الجزئي لبناء المستوطنات في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
في المقابل ، اعتبر د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مقابلة مع البي بي سي التصريحات الأخيرة بمثابة فشل أمريكي.
أما صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير فاعتبر في مقابلة مع بي بي سي أن"الحكومة الإسرائيلية أفشلت الجهد الأمريكي" محملا إسرائيل مسؤولية انهيار عملية السلام.
وقال عريقات "كنا نتوقع أن تقوم الحكومة الأمريكية بتحميل إسرائيل مسؤولية هذا الفشل لكن هذا لم يحدث".
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعرض الموقف على لجنة المتابعة العربية والقيادة الفلسطينية ممثلة في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح.
واعتبر أن حكومة بنيامين نتيناهو" اختارت الاستيطان على حساب المفاوضات وعملية السلام".
وأضاف" كنا نأمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 كرد على الاستهتار الإسرائيلي".
وجدد عريقات رفض السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات قبل وقف الاستيطان قائلا " إما السلام وإما الاستيطان".
فشل
وفي اسرائيل، أوردت بعض وسائل الإعلام مساء الثلاثاء أنباء عن فشل الولايات المتحدة في جهود تجميد الاستيطان.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض أن واشنطت "تخلت عن سعيها" لاقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
وأضاف المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه أن الأمر سيناقش الاسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الاميركية بحضور مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين.
وأعلنت الإذاعة العسكرية في اسرائيل أن "الولايات المتحدة واسرائيل ستعلنان في الساعات المقبلة فشل هذه المفاوضات التي كانت تهدف الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين".
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في وقت سابق إن المحادثات مع الولايات المتحدة قد تأجلت بسبب انشغال واشنطن بتداعيات تسريبات ويكيليكس والوضع في كوريا الشمالية.
لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قال إن جهود بلاده لم تعلق بهذا الشأن، مضيفا "لدينا محادثات (مستمرة)، حتى ونحن نتحدث الآن".
وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد رفضت العودة إلى المفاوضات مع استمرار عمليت البناء في المستوطنات.
ونفى الرئيس محمود عباس أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن يكون الجانب الفلسطيني قد تسلم أي رد من الادارة الامريكية حول مساعيها مع الحكومة الاسرائيلية.