بالأرْدُنِيُوْن وَحْدَّهُم يَكُوْنُ الأُرْدُّنِّ أوْ لاَ يَكُوْن !!!
كان الأردن ولا زال ملاذاً آمناً للأحرار من العرب والمسلمين في شتى بقاع العالم ولمن ضاقت عليهم سبل الحياة في أوطانهم سواء كان ذلك نتيجة للصراعات والنزاعات والحروب فيها أو لضيق الأحوال وتردي الأوضاع المعيشية والصحية والإقتصادية في بلدانهم وأوطانهم فكان الأردن هو الوجهة الرئيسية في تطلعاتهم والملاذ الآمن المستقر لهم والمستقبل المشرق الذي يتوفر فيه السكن المطمئن والعمل الوفير والتعليم الراقي لهم ولأبنائهم وما كان من الشعب الأردني النبيل إلا بالوقوف جنباً إلى جنب مع إخوتهم من العرب والمسلمين ومناصرة قضاياهم ومواساة الآمهم وأوجاعهم وتقاسمهم لقمة العيش دون أن يكون هناك تمييز أو تفريق والجميع شعب واحد لا فرق بين عربياً على أعجمياً تحت مظلة هاشمية آلت على نفسها بأن تعمل جاهدة ليلاً نهاراً من أجل وحدة عربية وطنية وتاريخ الأردن بمسيرته الحافلة بالتضحيات والمنجزات منذ تأسيسه بقياداته الهاشمية المتعاقبة أكبر دليل على ذلك .
لذا فالآردن وشعبه الآن يمران بمرحلة تاريخية صعبة لم يمر بها سابقاً تتمثل بثورة إصلاحية لمختلف نواحي مجالاته الدستورية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية ومحاربته للفساد وبمظلة ملكية سامية ، وما يتعرض له من الفئات والجماعات التي لها أجندات خارجية ومتطرفة تسعى دوماً لإشعال نار الفتنة ولهيب الحرب بين مختلف مكوانات شعبه وإختلاق بعض الحراكات النابية والمسيئة المدمرة للأوطان وإفتعال النعرات والنزعات بين أبنائه وتدمير إقتصاده وهدم إنجازاته ومقدراته محاولة منها بشتى الطرق والوسائل زعزعة أمن الأردن إستقراره وإحداث فجوة عميقة بين أبناء شعبه الذين كانوا ولا زالوا يقفون صفاً واحداً بالمرصاد لتلك الحراكات المناهضة لأمنهم وإستقراهم ويتجمعون متحدين بمختلف منابتهم وأصولهم كالدرع الصامد في وجهها وذلك لقوة العلاقات الوطنية والإجتماعية التي تربطهم مع بعضهم إلبعض وحسهم الوطني النابض بالحياة تجاه وطنهم . إذ لا يغيب عن البال ما شهدته وتشهده الأحداث الدامية في بعض الدول العربية وما آلت إليه الأمور من إلتجاء ما يقارب المليون والنصف من الإخوة الأشقاء السوريين إلى الأردن نتيجة ما يحدث في سوريا من حرب ونزاع وما قامت به حكومتنا الموقرة مشكورة من بناء المخيمات في شمال الوطن لهم والوقوف إلى جانبهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم ليكونوا في أمن وإستقرار وبعيداً عن الموت والدمار بالوقت الذي يعانيه الأردن من مشكلة إضطراب إقتصاده الداخلي والخارجي والمتمثل بالإرتفاع المتكرر لأسعار النفط ومشتقاته المتنوعة والسلع والمنتوجات الزراعية والصناعية المختلفة ، وشح موارده وقلة ثرواته .
فبرغم من ذلك كله نحن في الأردن نعيش بأمن وأمان وإستقرارِ نوعياً والحمدلله إلا إننا لا نخفي على أحد بأننا نمر بمرحلة صعبة جداً ، يجب أن تراعى فيها أولاً: المحافظة على أمن وإستقرار الوطن والمواطن وحمايتهم من أوجه الفتن والفساد ، وثانياً: أن تكون حراكاتنا سلمية ومطالبنا مشروعة وبدون هدم وتخريب سواء للأموال العامة أو الخاصة ، وثالثاً: أن يكون نقاشنا وحوارنا بنَّاءً وبدون تعنت أو تعصب وبعيداً عن الشتم والتجريح لأي أحد ، خامساً يجب أن نكون عمال أو مسؤولين أو مواطنين أحرار كلاً منا في موقعه غيوريين على وطننا وعلى مقدراته وإنجازات أبائنا وأجدادنا وأن نعمل بكل جد وإخلاص من أجل ذلك ، وبما أن الدستور ضمن لنا حرية الرأي والفكر والتعبير إذ يجب علينا أن لا نؤثر مصلحتنا الخاصة على المصلحة العامة وأن لا نعطل أثناء حراكاتنا وإعتصاماتنا ومسيراتنا مصالح الآخرين وأن نكون عند حسن ظن وطننا بنا لا عند حسن ظن من يريد تعطل المصالح الخاصة والعامة لإثارة الإضطراب والقلائل والشغب وتعطيل عجلة التنمية الوطنية ولنكون مواطنين صالحين لهذا الأردن الذي نعيش على ترابه الطهور ونستظل تحت سمائه النقية ونعتاش من خيراته المائية والزراعية والصناعية ونستدفء بأمنه وإستقراره وأن لا ننساه ولا نكون له من ناكرين الجميل ، سادساً: عدم إحراج رجال الأمن وتحديهم وإستفزازهم كونهم إخوتنا وأبنائنا ووجدوا في موقع الحراك ليكونوا حماية لنا ولأرواحنا ومراقبين لأولئك الأشرار من المفسدين والمفتنين والحاسدين كي يكونوا لهم بالمرصاد نيابة عنا كوننا منشغلين بمطالبنا التي نرجو تحقيقها ، فنحن معشر الأردنيين الأحرار بأمس الحاجة لوطننا الغالي ولا نريد أن نفقده أو أن تشوبه شائبة وهو أيضاً بأمس الحاجة إلينا فلا نكون له ناكرين عاقين ولنكون جميعاً أبناء أبرار ومواطنين صالحين ورجال درك وأمن وعسكريين حماة حقيقيين للوطن كي لا ننزلق في متاهات الخراب والدمار – لا سمح الله وقدر - والتي لا يحمد عقباها . فبكم إخوتي الأردنيون وحدكم أيها الشرفاء يكون الأردن أو لا يكون ! .
بقلم : سميح علوان الطويفح