مملكتي الأردنية

الولاء لله وحده .. والإخلاص للأردن .. والوفاء للقائد .. والحب للشعب

 

 

مِنْ أجْلِكَ يَاْ وَطَنِي

 أجمل تحية وإحترام وتقدير لك يا وطني الأردن الغالي وبعد ،

تلكأت خلال الأيام السابقة وغير مبالاً في الحصول على البطاقة الإنتخابية ، لا أعلم لماذا هذا التأخير مني ، ربما أنني لا أرغب بالمشاركة في العملية الإنتخابية ، أو ربما شيء يقول لي ليس هناك داعي لأن تجهد نفسك بالحصول على تلك البطاقة كون الحصول عليها يتطلب الوقوف على القدمين وقت طويل كما كنت أسمع من الناس أو لعل أن موظف التسجيل للبطاقات الإنتخابية بطيئاً جداً في إستصدارها ، وشيء ما في صدري يحدثني لماذا هذا العناء والجهد المضني في الذهاب لمركز إستصدارها ، وهل هناك من يستحق هذا التعب لتفرغ نفسك لتتحمل هذه البهدلة ، أو ربما أني فقدت الأمل والمصداقية فيمن يمثلني تحت قبة البرلمان ، وربما ربما !!! وهي كثيرة وهواجس عديدة تحول دون التفكير أو حتى الحديث عن عملية الإنتخابات المقلبة وكيفية الحصول على البطاقة الإنتخابية كي يتمكن الفرد من ممارسة حقه في التصويت لمن يرغب من السادة المقترح ترشحهم لهذه الدورة .

وذات يوم كنت فيها متفرغ من عملي ، صحوت باكراً وكأنني لست مجازاً ، أحسست بأن هناك شيء يناديني ، يحرك إحساسي ، يدغدغ قلبي ، وينعش أنفاسي ، ويقول لي ، الم تتذكرني بعد ، ألم تحس بي بعد ، ألم تشتاق لي ، ألم تسمع بنادئي لك ، العالم كل سمعني ، وأنت ما زالت في سباتك ، أرجوك إسمعني جيداً وإصغي إليَّ ، فإني لك وبك ومعك أكون قوياً ، فنفسك هو نفسي الذي أتنفس به ، وإحساسك هو  إحساسي الذي أحس به ، وقلبك هو ربوع جبالي وودياني وسهولي التي أنبض بها ومن حرصي علينا جميعاً أرجوك لبي ندائي  يا إبني البار فأنا بغيرك لا أقوى على شيء ، ومن غيرك أنا لا شيء ، وإعلم أنت بدوني لا شيء أيضا ، وأعلم بأننا بدون بعض ليس لنا مكان في هذا العالم ، وسنكون فرقاء وغرباء ولا تجمعنا صلة ولا تقربنا صفه نجهل بعضنا نعيش تعساء لا نعرف الصديق من العدو ولا الخير من الشر ولا الحلال من الحرام ولن يكون مصيرنا سوى مصير لا يحمد عقباه لا سمح الله  .

عندها ، تنهدت قليلاً متذكرً أجمل لحظات في حياتي ، وأنا أعيش في أمانٍ وسلامٍ وطمأنينةٍ ، أذهب لعملي وأنا واثق من نفسي ومطمئن على أهل بيتي ، أنام الليل بطول وأنا مطمئن البال وهادئ النفس ، وأستيقظ باكراً وكلي أمل بصباح مشرق بالحب والعطاء ، لذا فأجمعت قواي النفسية والجسدية ، وأشددت عزائمي ، وعزمت نيتي ، وقلت لنفسي قد حان الآن الأوان يا نفسي لأن أقوم بواجبي تجاه أغلى وأغنى وأكرم وأجمل وأحلى أب وأم وأخ وأخت وصديق هو أنت ولك يا وطني الأردن المقدس .

 ذهب وأنا واثق الخطوة ، ونفسي قد جددت نشاطها في تحمل العناء من أجل الوطن ، وسرت بخطوات سريعة نحو دائرة الأحوال المدنية في مدينة الزرقاء ، وعند وصولي للدائرة وجدت هناك الكثيرون من الإخوة ، أبناء الوطن ، قد عزموا النية في تلبية نداه ، ففرحت كثيراً ، وكم كنت سعيداً عندما إصطففت معهم بالدور وحسب النظام المتبع في الدائرة للحصول على البطاقة الإنتخابية ، وإحساسي وإحساس الجميع كان مفعماً بالمعنويات العالية ، والتي ليس لها حد يذكر ، لنصرة وطننا الأردن الغالي والحصول على البطاقة الإنتخابية ، وتمكننا من حق التصويت وإدراكنا الأكيد من أن الوطن يحتاج إلينا لإنتخاب من يخدمه بكل ثقة ووفاء وإخلاص ويمثله بشتى الجلسات والندوات والمنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية أكمل تمثيل ، وبعد حصولي على البطاقة وأخذت بقراءتها مرات ومرات ، أحسست عندها بإنتعاش يجعلني أطير من الفرح ، وأُغرقت عيوني بالدمع وقلت صراحة " من أجلك يا وطني " كل شيء يهون .

 ومن هذا المنطلق ، فإنه قبل أن نفكر ماذا قدم وطننا لنا ، يجب علينا نحن المواطن أن نفكر  ماذا نحن قدمنا لوطننا من حب وولاء وإخلاص وإنتماء ووفاء .  ويتطلب أيضاً منا الإخلاص للوطن الحرص على المساهمة في مساعدة باقي الإخوة المواطنين والمساهمة في تشجيعهم إلى المبادرة في تلبية نداء الوطن والإسراع في الحصول على بطاقاتهم الإنتخابات قبل فوات الأوان وحيث قال الشاعر :

 ألَمٌ أَلَمَّ أَلمْ أُلِمَّ بِدائِهِ ... إنْ آنَ آنٌ آنَ لِي شِفَائِه

 فالوطن يحتاج لنا في مثل هذه الأوقات ، ويحتاج منا الصوت الصادق في صندوق الإقتراع ، وإختيار نائب الوطن الصادق والمخلص والشريف والذي يقول كلمة حق دون خوف أو تمايل ، ويعمل ليل نهار من أجل خدمة الوطن والمواطن على حدٍ سواء ، كما نعلم بأن المواطن هو من يختار النائب وليس النائب هو الذي يختار منتخبه فلنكون جميعاً يداً واحدة في إختيار نائبنا نائب المستقبل بكل نزاهة وشفافية وبدون عصبية أو قبلية ، وبدون بيع أو شراء ، وبدون واسطة أو محسوبية  ، لأننا في النهاية سنكون نحن المواطنين المسؤولين عن أمن وسلامة وإستقرار وتقدم وإزدهار وطننا إن شاء الله ، أو إنعدام الأمن والأمان والسلام والإستقرار وتردي التقدم والنمو لوطننا لا سمح الله .

بقلم : سميح علوان الطويفح

 

المصدر: سميح الطويفح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2013 بواسطة Twafihnews

سميح علوان فلاح الطويفح

Twafihnews
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,801