" لك الله أيها الشعب السوري والفلسطيني والعربي "
<!--إن ما يؤسفنا ويؤلمنا ويؤرق عيشنا وينغص حياتنا في هذه الأيام الموقف العالمي المخزي والمتردي من المذابح الجماعية والهمجية التي تقشعر منها الأنفس والأبدان والتي لا تفرق بين الصغير ولا الكبير ولا تفرق بين الرجال والنساء من المدنيين الأبرياء من الشعب السوري الشقيق وقبله الشعب الفلسطيني الشقيق والذين لا حول لهم ولا قوة مرعبة بذلك حياتهم وأمنهم وإستقرارهم ومحطمة مستقبلهم وأحلامهم بالعيش الكريم والحرية والسلام وقتل الطموح بالرفعة والتقدم والإزدهار ، وعدم قدرة هذا العالم بأنظمته ومؤسساته على مختلف أحجامها وأشكالها وقوتها وتقدمها على إيجاد الحل الوسط للحيلولة دون إراقة الدماء الطيبة الزكية البريئة وإحلال الأمن والإستقرار بدل الرعب والخوف وإنعدام الأمن والأمان على تلك الأرواح الزكية وإستباحة القتل والإغتصاب والتشريد والتدمير للإنجازات الوطنية لتلك الشعوب سواء الخاصة أو العامة والتي جاهدت في تأسيسها وإنشائها وتقدمها على مدار قرون عديدة مضت والتي إن دل على شيء فإنما يدل ذلك على أن شريعة الغاب قد بدأت متقدمة بأبشع أفعالها وأحقرها وكشرت وحوشها عن أنيابها الحادة ليأكل القوي الضعيف ويطغى الظالم على المظلوم ويقتل الكبير الصغير وينشط الخبيث على الطيب والخائن على الأمين فلا وعود ولا عهود ضامنة ولا حياة لمن ينادي متناسين ومتغاضين عن المبادئ الإنسانية العظيمة والأعراف الطيبة والعادات والتقاليد الإجتماعية الحسنة والعقائد السماوية السمحاء والتي تحترم البشرية و الإنسان وتضمن حريته وكرامته في هذا الزمان ولم ينتهي بها الخصال العادلة الطيبة إلى هذا الحد إلى أن ذهبت إلى الرفق بالحيوان أيضاً . فأين هم العرب العرب الشرفاء؟ وأين هم العرب المسلمون الأتقياء ؟ وأين هم الإخوة العرب المسيحيون الأحرار ؟ وأين هو الإنسان البالغ والعاقل والراشد والمفكر والفيلسوف الطيب في هذا العالم ؟ وأين هي منظمات حقوق الإنسان وفروعها في كل دولة ؟ وإين هي منظمة الأمم المتحدة والتي أنشأت على أساس حماية الشعوب من ويلات الحروب ؟ فأين سنذهب من الله غداً يوم الحساب يا كل العالم ويا كل البشر ويا كل الحكام والعقلاء ...
ولنتذكر قول من بعث للناس كآفة سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم " لا تقطعوا شجرة لا تقتلوا بهيمة لا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا " . وكما قال عليه الصلاة السلام أيضا " لا تقتلوا ذرية ولا عسيفا ." وقوله صلى الله عليه وسلم " ولا تقتلوا أصحاب الصوامع " .
وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالأسرى خيرا ". وإجمالا فإن الإسلام أوصى بألا يُقاتَل إلا من يقاتِل ، ويحذر من الغدر والتمثيل بالجثث وقطع الأشجار، وهدم المباني، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان المنقطعين للعبادة والمزارعين المنقطعين لحرث الأرض والتوصية بالأسرى خيراً . ولنعلم جميعاً لقد كان استصراخ وإستغاثة امرأة واحدة كفيلاً بتحريك جحافل جيش المسلمين زمن خلافة المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور من بغداد لعمورية، لإنقاذ امرأة من المسلمين صرخت من الهوان "وامعتصماه" فاهتزت لها دار الخلافة وعاصمتها، فأين جيوش العرب والمسلمين ليعيدوا سيرة آبائهم وأجدادهم العظام الأبرار الصالحين ؟! فأين نحن الآن من تلك الحادثة ؟ عندما يستباح الدم العربي الطاهر وتحت غطاء دولي لـ (أطفال ، نساء ، شيوخ ، مدنيين ، وأبرياء) حتى لحقت هذه الإستباحة بالضيف والغريب والزائر والدخيل دون رأفة أو رحمة أو شفقة وبأبشع ما يتصوره العقل البشري وبوجه الخصوص في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا ومصر وما يجري في العراق والسودان ولبنان وفي مختلف دول العالم . بالوقت الذي لا يحرك الغرب به عضواً ساكناً إلا لمصلحته الخاصة حيث لا توجد هناك مبادئ إنسانية تؤخذ بعين الإعتبار وتولى ضرورة الإهتمام بما يجري بما هو لصالح البشرية جمعاء .
فكل ما أستطيع قوله هو " لك الله أيها الشعب السوري والفلسطيني والعربي " حسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، رحم الله شهداء الأمة العربية والإسلامية الأبرار وعظم الله أجركم ولكم من بعدهم جميل الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
بقلم : سميح علوان الطويفح