الحب له الكثير من الاشكال فهل تعلم باي طريقة تحب
جلست في مقهى الخواجة كوستا و كان هو احد الصبية الصغار في ايطليا حيث انشئ عند اشتداد عوده مقهى صغيرا في بلدتة انتشر منه الى العالمية ، و تلك المقاهي ما هى إلا موضة مستحدثة في مصر ام المقاهي و المنتديات منذ فرعون الاصيل حيث ما كان يحلو لة الا الاستمتاع بهواء النيل العليل على المقهي الكبير المواجة لمعبد الكرنك لصاحبة المعلم "كنك رع" .
و المقهى عبارة عن العديد من الطاولات المستديرة و الموزعة في شكل منسق و في منتصف ذلك المكان يوجد اريكة بطول المقهى بالكامل و التي تتميز بانها من الجلد لتدل على الرفاهية و الراحة التي يستمدها الشخص عند الجلوس عليها ، و الغريب ان شكل تلك الاريكة لا يختلف عن شكل المسطبه التى كان يستند اليها فرعون حيث انه يمكن الجلوس عليها من الجهتين.
جلست ان على احدى الطاولات التى تطل على تلك الاريكة و اتخذت مقعدا خشبيا و لكنة مريح بالنسبة لي و نظرت عن يميني و شمال لاتفحص الرواد الذين من حولي فذلك النوع من المقاهي يشبه الامم المتحدة حيث يجتمع فيها كل الاجناس و الاعمار ، فهاهو الياباني الاصل يجلس عن يساري يتكلم بتلك اللغة مع احد من اصدقاءه و اتحداه لو ان الاخر يفهم ما يريد ، و امامهم العربي الاصل في ملابسة " الالترا مودرن " و اتوقع ان يكون سعودي ، و عن يميني تجلس عائلة مكونة من ام و ستة اطفال مختلفي الاعمار، فنظرت امامي لوصول الصبر حتى المنتهى لانظاري احد الاصدقاء حتى لفت نظري و تعجبت لما رايت.
شاب و فتاه يتبادلان النظرات في هيام هو في اوئل الثلاثين من عمره و هي في اواخر العشرينات متانق هو في قميص ابيض اللون و نظارة ذات الاذرع العريضة السوداء و هى في التي شيرت الاسود اللون ، ما تتعجب لهم انهم لا يتفوهون بكلمة و لكن يكتفي هو باحتساء ما امامة من العصر الطازج و هي تفعل في نمطية ما يؤدية .
اخيرا اتى هو بحركة هادئة حيث تلفح بيدة حول عنقة و ظل ينظر اليها في قنوت و خشوع و مستمرا يتعبد عينيها و كانها اللحظة الاخيرة التى سوف يراها فيها ، في بادئ الامر لم افهم معنى النظرات هل هي حب ام كره يأس ام امل امان ام خوف و لكن هذة النظرات و هذا الجفن الذي لم يرجف لكلاهما انة الحب الكبير نعم الحب ليس إلا ، هل الحب قليل؟؟!!!!! ، هي تنظر اليه و قد ارتسم على وجهاها اشراقة المناليزا و برائة الاطفال فصفاء الملائكة مع تلك الابتسامة التى لاتظهر من ثغرها شئ ترسمها شفاة وردة ناعمة ممتلئة بالحب و الدفئ التي تحتفظ بهما له ، و ما ابهرني ان تلك اللوحة التى امامي لهما لم تتحرك لمدة خمس عشرة دقيقة كاملة صمت في نظرات لا تسمع حتى همسا و لكن هناك الكثير من الكلمات التى تسمع اصواتها تترنم في الاذان و تعزف الحان هادئة حانيه.
و بعد كل ذلك الوقت ارتجف جفنة في شموخ يقول احب كل الحب و اهدية اليك ، و هي تنظر الى الاسفل في كل حياء و ادب و يكرر هو الكلمات لترد هي نفس الرد و تقول لن اترك لحظة تمر دون كل سعاده ، و فك هو يدة التى كانت له محبوبة يضمها حتى لا تضيع منه في زحمة الرواد ، فقامت هى بنقل حقبة يدها التى كانت بينهم جدار يفصل بين المشرق و المغرب و تلك الحقيبة التى في حجم كتاب من القطع المتوسط شكلت حاجزا بينهم و عند انهيار ذلك الجدار ما كان منه اللى ان تحرك بجسدة ليقترب منها و يقترب و يقترب اكثر حتى اصبحا شخصا واحدا .
ثم لف هو ذارعه حول كتفيها يريد تخبأة معشوقتة في جلدة لا في قلبة فذابت هي في احضانه ذوبان قطرة ماء في محيط ثم مالت راسها في تلقائية عجيبة على كتفة و غابت في احلام كثيرة و جنات الحب و الغرام ... تعش في دنيا من الخيال لا ترجوا منها سوا استمرار ذلك الحب للابد ، و لولا وجود هو و هى فى مكان عام لارتمى في احضانها يشرب و يسقيها من حبهما و لكن انها الدنيا دنية دائما و تنهي تللك اللحظات في سرعة و براعة حيث استقذوا على صوت النادل يطلب منهما دفع الحساب حيث ان الوقت مر سريعا و ان تلك اوامر الحياة و لم يلاحظا انهما طوال فترة كبيره وحدهم و اياي بالمقهي فقما متشابكي الايدي و الخوف باعينهم من عدم ظهور تلك اللحظات مرة اخري في دنياهم الجامدة القلب و التى لا تعي ما بين المحبين.
تامر الميهي
6/6/2008
ساحة النقاش