من المهم احترام قدرات الأبناء وعدم التقليل من شأنها, من المهم أيضا عدم المبالغة في هذه القدرات وتكليفهم بمهام تفوق قدراتهم, خاصة في مرحلة المراهقة, ومساعدتهم علي أن تكون طموحاتهم مناسبة لقدراتهم.
وإلا أصبحوا عرضة للمشاكل الصحية التي من بينها فقدان الشهية العصبي الذي يتسبب في أمراض سوء التغذية والنحافة الزائدة, وأحيانا السمنة الزائدة نتيجة التعرض لفقدان الشهية في فترة معينة.
كانت هذه واحدة من أهم النتائج التي خلصت اليها دراسة د. آمال عبد السميع باظة, عميدة كلية التربية بجامعة كفر الشيخ, حيث اوضحت ان فقدان الشهية العصبي هو رفض الطعام أو التحكم والسيطرة في منع الرغبة في الاشباع والنقص الحاد في الوزن وبرودة الأطراف وانخفاض ضغط الدم, ويكون سببا في النحافة الزائدة.
وكشفت الدراسة ـ التي شملت682 طالبة جامعية ــ انتشار فقدان الشهية العصبي بنسب تراوحت بين8% و20% وفقا للمراحل العمرية, حيث ترتفع النسبة في المراحل العمرية الأصغر, وترجع الأسباب الي بيئية وأسرية, أما الغالبية العظمي فسببها خصائص شخصية بسبب الميول الكمالية ووضع مستويات عالية من الطموح قد لايستطيع الانسان تحقيقها فينتابه شعور بعدم الرضا ويلجأ الي عملية ضبط السلوك عن طريق ضبط الطعام.
لذا أوصت الدراسة بوضع مستويات انجاز يمكن للمراهقة تحقيقها, أي عدم تكليفها بأمور تفوق طاقتها حتي لا تصاب بالإحباط أو الفشل, كما أوصت بعدم سيطرة الآباء والأمهات علي سلوكيات الأبناء وحل صراعات المراهقة بالمشاركة والمناقشة واحترام الآراء وتفهم التغيرات البيولوجية والنفسية المصاحبة لمرحلة البلوغ والاهتمام ببداية رفض الطعام في هذه المرحلة حتي لا تتطور في المراهقة الي فقدان الشهية العصبي.