يهتم الآباء والأمهات بتغذية أطفالهم فى مرحلة النمو والمراهقة، ولكن يبدو اهتمام البعض منهم فقط بحشو بطون أبنائهم بأى طعام من أى نوع، وتكون سعادتهم بالغة، حينما يرون أبناءهم يأكلون ما يحلو لهم، ولكن التغذية الحقيقية شىء آخر غير هذا، فالإنسان يجب أن تكون تغذيته مبنية على أساس أن الجسم يحتاج عناصر غذائية محددة فى أوقات محددة، ولا يحتاج بالطبع لمجرد ملء معدته، أو إشباع شهيته فى تناول ما يحب من الطعام.
ويؤكد الدكتور أسامة حفنى، استشارى التغذية وعلاج السمنة، أن الاهتمام بتغذية الأطفال فى مرحلة النمو والشباب فى مرحلة المراهقة، فى غاية الأهمية، بشكل عام، ولكن تزداد أهمية الاهتمام بالتغذية السليمة فى أوقات الدارسة والامتحانات بشكل خاص.
والطلاب فى فترة الاستعداد للامتحان يحتاجون إلى طعام صحى وسهل الهضم، ويجب أن يكون الطعام مدعماً للنشاط الذهنى، ويجعل الطالب نشيطاً ويفكر بصفاء، ويزيد من قدراته الاستيعابية، والقدرة على التركيز.
كما أن الاهتمام بالتغذية السليمة ليس فقط هو الطريقة المثلى لتشجيع الطالب على الاستعداد للامتحانات، فإن النوم المنتظم مهم جدا فى نفس الوقت.
ويحذر حفنى من الأكل أثناء المذاكرة ويصفه بأنه أسوأ شىء يمكننا فعله، لأننا يجب أن نعرف أن الجسم يحتاج لوقت وجهد لهضم الطعام وتمثيله، موضحاً أن الأكل أثناء المذاكرة يقلل من القدرات الذهنية لانشغال الجسم بشىء آخر، كما أنه يجعل الطالب لا يأبه بكمية ولا نوعية الطعام فيؤدى به إلى السمنة بدلا من أن يكون الطعام مصدراً للطاقة والمساعدة على الاستذكار والاستيعاب.
ويمكن للطالب بدلا من الأكل أثناء المذاكرة أن يقسم احتياجاته من الطعام على 5 أو 6 وجبات صغيرة، بدلا من 2 أو 3 وجبات كبيرة، فهذه الطريقة تسهل على الجسم هضم وتمثيل الطعام دون أن تشعر الطالب بالامتلاء والرغبة فى النوم.
وعند الشعور بالجوع فإن تناول طبق من الخضار السوتيه متعدد الألوان ويفضل أن يحتوى على بروكلى وبازلاء وفاصوليا خضراء وفلفل ألوان وجزر وكوسة، يكون له مفعول رائع فى تقوية التركيز وإمداد الجسم بجرعة وافية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ويجب تجنب المشروبات الغازية أثناء المذاكرة ويمكن استبدالها بالمشروبات الطبيعية مثل الليمونادة والكركديه والينسون.
