المكملات الغذائية أو الفيتامينات إنها تلك المركبات التي تم اللجوء لها مؤخرا بهدف تحسين صحة الإنسان في مختلف المراحل العمرية، في الوقت الذي فقدت فيه الأغذية الطبيعية كثيرا من قيمتها الغذائية، نتيجة لعدة عوامل التلوث التي جعلتنا نلجأ في كثير من الأحيان لاستخدام المكملات الغذائية.
وطبقا للمثل القائل بأن "الشئ إذا زاد عن حده انقلب لضده"، فإن استخدام جميع أنواع المكملات الغذائية لابد وأن يخضع لشروط معينة، تفاديا لخطورة آثارها الجانبية التي قد تؤدي للوفاة.
الكون والألوان
بداية تؤكد الدكتورة "رابحة أباظة " خبيرة التغذية على ضرورة تناول جميع الألوان التي خلقها الله عز وجل في الكون، فكل لون يحمل مجموعة من الفيتامينات، لكن الأهم هو الكميات التي نتناولها من كل غذاء، ففي الوقت الذي نحذر فيه مثلا من زيادة تناول السكر والملح لابد من التأكيد على عدم الإمتناع عن تناولهما، لأن ذلك يحرمنا من مركبات ضرورية لصحة الجسم.
ونظرا لسرعة العصر التي جعلت الشباب على وجه الخصوص يبتعدون عن تناول الأغذية الصحية المتوازنة، وكذلك الأسمدة الكيماوية ورش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية أصبح لابد من اللجوء للمكملات الغذائية لتحسين الحالة الصحية، بشرط الاعتدال في تناولها خاصة بالنسبة لمرضى الكلى والكبد والحوامل.
المكملات الغذائية
وفي تعريفها للمكملات الغذائية قالت الدكتورة "رابحة "هي مجموعة فيتامينات وأملاح معدنية لابد من توافرها لإتمام العمليات الحيوية داخل الجسم، والتي يصعب توافرها في أي غذاء، ويتم استخلاصها من مكونات غذائية طبيعية حيوانية أو نباتية، تنتج على شكل أقراص أو كبسولات أو سوائل أو بودرة.
وتعد المركبات البودرة أو المسحوق من أسهل أنواع المكملات الغذائية استخداما، مع اضافة اللبن أو أي عصائر، ومنها مسحوق الصويا الذي يحتوي على بروتينات ممتازة تضاهي بروتينات اللحوم، وبالتالي تعد غذاء مناسباً جداً للراغبين في إنقاص الوزن.
كما تساعد المكملات الغذائية على تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم، لاحتوائها على كمية كبيرة من الألياف (البكتين)، وتحوي على المواد التي المقوية للعظام، و تقي الجسم من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.
وبشكل عام لاتوجد مراحل عمرية محددة لتناول المكملات الغذائية، بينما تختلف النسب والأنواع حسب كل مرحلة عمرية، علما بأن هناك أنواع لا تجدي أي نفع مع الأطفال قبل سن 18 سنة ومنها فوسفات الكيرياتين.
الطريقة الصحيحة لتناول المكملات الغذائية
من جانبه أكد الدكتور "وليد موسى " استشاري التغذيه العلاجية وخبير الماكروبيوتك، على ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول أي نوع من أنواع المكملات الغذائية، مع اجراء التحاليل الطبية لتحديد وظائف الكلى والكبد مع صورة دم كاملة، لتحديد نوع وكمية المكمل الغذائي المناسب للمرحلة العمرية والحالة الصحية .
مشيرا إلى أن عدم استشارة الطبيب قد تتسبب في تحول حالات القصور الكلوي إلى كسل أو عجز كلوي، كما قد تسبب حساسية في حالات نادرة، أو اضطرابات، اسهال، تقلص في العضلات، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
كما أثبتت الدراسات أن استخدام كبار السن لمكملات الكالسيوم لتقوية العظام وتفادي هشاشتها دون استشارة طبيب قد يزيد من مخاطر الإصابة بنوبات قلبية.
وأكد "موسى" على عدم الإستمرار في تناول المكملات الغذائية لفترات طويلة حيث تشكل حملا على الكلى والكبد، لذا ينصح بتناول أغلبها لمدة شهر ثم يتوقف المستخدم عن تناولها لمدة شهرين حتى يتمكن الجسم من امتصاصها.
وكي نحصل على أعلى درجة من الإفادة يفضل استخدام الأقراص التي تحتوي على نوع واحد من المكملات الغذائية حتى يسهل على الجسم امتصاصها، وتؤخذ خلال تناول وجبة الغداء لتتفاعل مع الطعام ولاتؤثر على الكبد، أو تتسبب في عسر الهضم أو الإرتباك المعوي.
أما تلك الأنواع التي تحتوي على فيتامينC فيمكن تناولها في اي وقت مع كوب عصير فاكهة ويفضل عصير طماطم.
مستخدمو المكملات الغذائية
ويشير الدكتور "موسى" ، إلى أهم الفئات التي تحتاج إلى تناول المكملات الغذائية، ومنهم الأطفال فكما هو معروف أن 85 % من المناعة يوجد في الأمعاء، وبما أن العديد من الأطفال لا يملكون كفايتهم من البكتيريا المفيدة التي يحتاجون إليها للحصول على مناعة مثالية.
هنا يأتي دور مركب "البروبيوتكس" أو البكتيريا المفيدة الموجوده في الأمعاء، التي تساعد على الهضم الصحي وإمتصاص الغذاء، وصناعة بعض الفيتامينات بشكل نشيط، والمعادن التي تدعم النظام المناعي الصحي، كما يمكنها أن تخفض الأكزيما، وحساسية الغذاء والربو.
"دي إتش أي" وهو حمض دهني أوميغا -3 ويتوفر في حليب الأم، ويمكن الحصول عليه من الطحالب البحرية وزيت السمك، وهو مفيد جدا للدماغ وتطوير النظام العصبي عند الأطفال الرضع والأطفال بشكل عام.
و تلاشيا لتلوث الزئبق الموجود في المأكولات البحرية، أثبتت الدراسات أن اعطاء الأطفال مكمل "دي إتش أي" أفضل من إطعامهم كميات كبيرة من من الأسماك.
كما ينصح بتوفير مكملات المغنيسيوم لموازنة الغذاء و الكالسيوم لمقاومة الإجهاد، ولبناء عظام قوية.
ولصحة العظام ينصح بتوفير فيتامين د 3 الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، ويعد ضوء الشمس هو المصدر الطبيعي الأساسي لفيتامين د 3 ، لذا ينصح بتعريض الأطفال وقتا كافيا لأشعة الشمس.
وعلى الجانب الآخر ينصح بتناول المرأة الحامل لحامض "الفوليك" وذلك لتفادي تشوهات الأجنة، والمغنيسيوم لتفادي الإصابة بتسمم الحمل والقيئ .
بينما يجب أن تبتعد الحامل خلال أول 3 شهور حمل عن المكملات التي تحتوي على فيتامين أ – ب6 .
أما بالنسبة للراغبين في تقليل وزنهم فعليهم متابعة الطبيب الذي يقوم بوضع جداول غذائية حسب عمل الشخص والمجهود العضلي والذهني الذي يقوم به، تشمل على الوجبات الغذائية الصحيحة بالإضافة إلى المكملات الغذائية حتى لا يتعرضوا للضعف أو تساقط الشعر.