إِن من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات، والتقصير في اللوم والعتاب، والبعد عن مجاراة السفهاء، والرد على جهل الجهلاء.

ومن عجائب الأخلاق أن الغفلة مذمومة، وأن استعمالها محمود؛ وإنما ذلك لأن من هو مطبوع على الغفلة يستعملها في غير موضعها، وفي حيث يجب التحفظ، وهي تغيب عن فهم الحقيقة، فدخلت تحت الجهل فذمت لذلك.

وأما المتيقظ الطبع فإنه لا يضع الغفلة إلا في موضعها الذي يذم فيه البحث والتقصي.

والتغافل فهم للحقيقة، وإضراب عن الطيش، واستعمال للحلم، وتسكين للمكروه؛ فلذلك حُمدت حالة التغافل، وذمت الغفلة(1).

وقال الشاعر:

ليس الغبي بسيد في قومه       لكن سيد قومه المتغابي

وعن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: «سمعت عثمان بن زائدة يقول: (العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل)»، قال: «فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافل»(2).

عن أبي بكر بن عياش قال: «قال كسرى لوزيره: (ما الكرم؟)، قال: (التغافل عن الزلل)»(3).

ولابن الوردي:

وتغافل عن أمور إنه       لم يفز بالحمد إلا من غفل

وقال علي رضي الله عنه: «التغافل يرفع بلاءً كثيرًا».

لقد كتب الله لأنبيائه رعي الغنم قبل البعثة؛ كفرصةٍ للتدرب على سياسة الناس والصبر والجلد، إضافةً إلى ما تورثه برعيها من الرحمة واللين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم)، قالوا: (وأنت يا رسول الله؟)، قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)»(4)، قال ابن حجر معلقًا: «قال العلماء: الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيتها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة؛ لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح، ودفع عدوها من سبع وغيره، كالسارق، وعلموا اختلاف طباعها، وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة، ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها، فجبروا كسرها، ورفقوا بضعيفها، وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك لأول وهلة، لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم.

وخُصّت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها، ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر؛ لإمكان ضبط الإبل والبقر بالرباط دونها؛ أي الغنم، في العادة المألوفة، ومع أكثريتها فهي أسرع انقيادًا من غيرها.

فبناءً على ما هو مقرر من لزوم الخطأ لبني الإنسان فإنه يحسن بالنابه الفطن أن يتغافل عن الأخطاء التي لا يترتب عليها مفسدة(5).

وقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: (السامُ عليك)، ففهمتها، فقلت: (عليكم السامُ واللعنة)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مهلًا يا عائشة! فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) فقلت: (يا رسول الله، أوَلم تسمع ما قالوا؟)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد قلتُ: وعليكم)»(6).

قال النووي: «استُنبط منه استحباب تغافل أهل الفضل عن سَفَه المبطلين، إذا لم يترتب عليه مفسدة، قال الشافعي رحمه الله: (الكيس العاقل هو الفطن المتغافل)»(7) .

فإذا كان هذا التغافل في مثل هؤلاء الكفار، فإنه يتأكد على المسلم أن يتغافل عما يجري من أخيه المسلم من الأخطاء المعتادة؛ فالكمال عزيز، ولن تجد زوجةً، أو ولدًا، أو أخًا، أو معلمًا، أو صديقًا، أو إمامًا لمسجد، أو نحوه إلا وفيه ما يصفو وما يتكدر، فلا ترجُ خالصًا نفعه؛ فانهل من صفو صاحبك، وتعامَ عن كدره، كأنك ما سمعتَ ولا دريتَ، ولقد أجاد أبو تمام حين قال:

ليس الغبي بسيد في قومه       لكن سيد قومه المتغابي

فأَجْمِل بالأب في بيته، والمعلم في فصله، والمدير في دائرته، وإمام المسجد مع جماعته، وكل مسئول مع من تحت يده، أَجْمِلْ بهؤلاء كلهم أن يتحلوا بالإغماض عن الهفوات التي لا تمس دينًا، ولا تورث شرًا، وإنما هو حقوق شخصية!

ويتأكد التغافل عن الخطأ في حق من اشتدت مودته، وطالت صحبته، كما قال أبو فراس الحمداني:

لم أؤاخذك بالجفاء لأني       واثق منك بالوداد الصريح

وجميل العدو غير جميل       وقبيح الصديق غير قبيح

عندما تتعرض لمواقف مختلفة، وضغوطات عديدة، وردود أفعال غير متوقعة، ومضايقات مزعجة، أو انتقادات جائرة، فأنت لديك الخيارات المتعددة؛ الغضب، التوتر، التضايق، الاضطراب؛ ومن ثم تعب النفس وإسعاد الأعداء، أو الهدوء، الابتسامة، التجاهل، الصبر، الترفع؛ ومن ثم راحة النفس وقهر الأعداء.

قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55]؛ أي: لا نريد أن نكون من أهل السفه والجهل، فنجازيكم على باطلكم بباطل مثله.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قدوة حسنة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء»(8).

قال أبو علي الدقاق: «جاءت امرأة فسألت حاتمًا عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت، فقال حاتم: (ارفعي صوتك)، فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: (إنه لم يسمع الصوت)، فلُقّب بحاتم الأصم»(9).

ولقد دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض، فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته، وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه، وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: «ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها»، فقال: «خشيت أن أقطع عنه حاجته»(10).

فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل؛ حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال.

التغافل هو تصنُّع الغفلة والتظاهر بها، والمقصود، فيما ذكرتُ، التغافلَ عن الزلات، وعدم الالتفات إليها والاهتمام بها، فمهما بلغك من إساءة تراها أو تنقل إليك من شخص ما فتغافل عنها كأنك لم تعلم بها، وكذلك ما يقع من المواقف المحرجة للبعض، فمن حسن الخلق التغافل عن ذلك، وعدم إشعار صاحب الموقف بأنه شوهد أو شُعِر به، وهذا من حسن الخلق.

ضرورة التغافل:

إن المؤمن يتغافل عن العوارض ما أمكنه، ويتخطى العقبات بما اُشرق في قلبه من نور محروس، وهذه عادة المؤمنين العاقلين، وخبرتنا مع الشهادات المصورة والمسموعة على شبكة الانترنت تؤكد هذا المعنى، يقول ابن القيم: «العوارض المكروهة... قواطع أيضًا، ويتغافل عنها ما أمكنه، فإنها تمر بالمكاثرة والتغافل مرًا سريعًا لا يوسع دوائرها، فإنه كلما وسَّعها اتسعت، ووجدت مجالًا فسيحًا، فصالت فيه وجالت، ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت...، ويعلم أنها جاءت بحكم المقادير في دار المحن والآفات.

قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة: (العوارض والمحن هي كالحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما، ولم يغتم لذلك ولم يحزن).

فإذا صبر العبد على هذه العوارض، ولم ينقطع بها رجا له أن يصل إلى مقام التحقيق؛ فيبقى مع مصحوبه الحق وحده، فتهذب نفسه وتطمئن مع الله، وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه، وتعود جوارحه متابعة للأوامر، فيحس قلبه حينئذ بأن معية الله معه وتوليه له»(11).

ومعلوم أن ضعف اليقين والصبر يفتح مجالًا لاستفزاز الجهلة وحمق الحمقى، والأمر كما يقول أيضًا: «ومتى ضعف صبره ويقينه أو كلاهما استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء، فجذبوه إليهم بحسب ضعف قوة صبره ويقينه، فكلما ضعف ذلك منه قوي جذبهم له، وكلما قوي صبره ويقينه قوي انجذابه منهم وجذبه لهم».

ويقول في الوابل الصيب: «فلما أن بُلِي العبد بما بلي به اُعين [من الإعانة] بالعساكر والعدد والحصون، وقيل قاتل عدوك وجاهده، فهذه الجنود خذ منها ما شئت، وهذه الحصون تحصن بأي حصن شئت منها، ورابطه إلى الموت، فالأمر قريب، ومدة المرابطة يسيرة جدًا.

فكأنك بالملك الأعظم، وقد أرسل إليك رسله فنقلوك إلى داره، واسترحت من هذا الجهاد، وفرّق بينك وبين عدوك، وأُطلقت في داره الكرامة تتقلب فيها كيف شئت، وسُجن عدوك في أصعب الحبوس، وأنت تراه، فالسجن الذي كان يريد أن يودعك فيه قد اُدخله واُغلقت عليه أبوابه...، وأنت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاءً على صبرك في تلك المدة اليسيرة، ولزومك الثغر للرباط، وما كنت إلا ساعة ثم انقضت، وكأن الشدة لم تكن، فإن ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً} [الأحقاف:35]»(12).

فالمتغافل يتعمد الغفلة عن أخطاء وعيوب مَن حوله، مع أنه مدرك لها، عالم بها؛ لكنه يتغافل عنها كأنه لم يعلم بها؛ لِكرم خلقه، وكما قال الحسن البصري رحمه الله: «ما استقصى كريم قط».

قال الله تعالى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} [التحريم:3]، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبر حفصة بكل ما قالت؛ بل أخبرها ببعضه وأعرض عن بعضه، فلم يخبرها به ولم يعاتبها عليه؛ لحسن خلقه، وكريم نفسه.

والتغافل دليل قوي على حسن خلق صاحبه، كما قال الإمام أحمد رحمه الله: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».

وليس التغافل عن الزلات دليلًا على غباء صاحبه وسذاجته؛ بل هو العقل والحكمة، كما قال معاوية رضي الله عنه: «العقل مكيال، ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل».

ففرق بين أن تقصد الغفلة وبين الغباء، فالأول محمود، والثاني مذموم.

ليس الغبي بسيد في قومه       لكن سيد قومه المتغابِي

ومن تتبع سير العظماء وجد أن من أعظم صفاتهم التغافل، قال ابن الأثير متحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: «وكان صَبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.

وبلغني أنه كان يومًا جالسًا وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بسرموز فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه ليتغافل عنها»(13).

هذه هي أخلاق العظماء، وهذا سر عظمتهم.

ومن أعظم فوائد التغافل أنه يكسب صاحبه راحة في نفسه؛ ولقد أعطانا رسولنا صلى الله عليه وسلم مثالًا عظيمًا على ذلك، كما في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن المشركين كانوا يسبون النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟ يشتمون مُذَمَّمًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد!»(14).

مع أنه يعلم عليه الصلاة والسلام أنهم إنما قصدوه، ولكن كما قال القائل:

ولقد أمُر على السفيه يسبُّني        فمضيْتُ ثمةَ قلتُ لا يعنيني

أما الذي يقف عند كل كلمة، ويرد على كل خطأ، ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة، فهو أكثر الناس شقاءً، وأشدهم نكدًا، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «مَن لم يتغافل تنغصت عيشته».

كم من مشاكل وقعت في المجتمع كان سببها عدم التغافل، كم وقع بين الزوجين أو بين الأقارب والأصحاب من مشاكل كان سببها تقصي بعضهم على بعض، وتتبع الأخطاء والبحث عن المقاصد، ولو أنهم رزقوا التغافل لزال عنهم شر كثير، كما قال الأعمش رحمه الله: «التغافل يطفئ شرًا كثيرًا».

فكم نحن بحاجة إلى التغافل في حياتنا اليومية، كثير من الخلافات والمشاكل التي تقع بين الزوجين سببها أن الزوج يعاتب زوجته على خطأ، والزوجة كذلك تتتبع زلات زوجها، وتتصيد عليه الهفوات، وكثير من حالات الطلاق كان هذا سببها.

ولو أن كلًّا منهم تغافل عن زلات صاحبه، وغض طرفه عن هفواته لاستدامت لهم العشرة، وبقيت بينهم المودة؛ لكنهم حين فقدوا التغافل حصل ما حصل.

كم نحن بحاجة إلى التغافل مع أولادنا وغض الطرف عن أخطائهم، خصوصًا ما يقع منهم عفويًا ولم يكن متكررًا.

ولنعلم أنه ليس من الحكمة أن نشعر أولادنا أننا نعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة، وليس من العقل أن نحاسبهم على كل دقيق وجليل؛ لأن ذلك يكون سببًا في تحطيم شخصياتهم واكتسابهم عادات سيئة؛ كالعناد والكذب.

بل إن ذلك سبب لزوال هيبة الأب من قلوب أولاده وفقد محبتهم له؛ ولو أنه تغافل عن بعض زلاتهم وتجاوز عن كثير من أخطائهم لسلم من ذلك كله.

كم نحتاج للتغافل مع أصحابنا فلا نحاسبهم على كل كلمة خرجت منهم، ولا نحصي عليهم كل فعل صدر عنهم؛ لأننا إن فعلنا ذلك فقدنا محبتهم، وزالت عنا أخوتهم، وقد قيل: «تناسَ مساوئ الإخوان تستدم ودّهم».

وهذا قدوتنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا الأدب العظيم، فيقول لأصحابه: «لا يبلِّغني أحد عن أحد شيئًا»(15).

فلم يكن عليه الصلاة والسلام يتتبع زلات أصحابه أو يبحث عن أخطائهم؛ بل كان ينهى عن التجسس، وعن تتبع العورات وتفسير المقاصد، ولم يرض أن يخبره أحد عن أحد شيئًا؛ حتى يبقى صدره سليمًا محبًا لهم جميعًا.

فالذي يتغافل عن الزلات يعيش محبًا لمن حوله، محبوبًا منهم، سليم الصدر من الأحقاد والأضغان؛ ولهذا كانت العافية كلها في التغافل.

وقد قال بعض الحكماء هنا : «وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل».

ومن طبيعة الناس أنهم جبلوا على محبة من يغض الطرف عن هفواتهم، كما قيل:

أُحِبُّ من الإخوان كل مواتي      وكل غضيض الطرف عن هفواتي

وأعظم التغافل أن يتغافل الإنسان عما لا يعنيه، كما قال بعض الحكماء: «لا يكون المرء عاقلًا حتى يكون عما لا يعنيه غافلًا».

وفي الحديث المشهور: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»(16).

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 426 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2022 بواسطة TeachingValues

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,046