متى يوقف المجلس العسكرى هذهالمكلمة ؟                             لماذا لا يريح المجلس العسكرى نفسه ويريح الجميع ويفضها سيرة من قصة «حوار» و«وفاق» مرة وطنى وأخرى قومى، ويدعو إلى مؤتمر ضيق جدا لممثلى الأحزاب والكتل السياسية للتباحث حول القضية التى تمثل شغل المصريين الشاغل الآن وهى: الدستور أولا أم الانتخابات أولا؟

 


إن كل الوقائع على الأرض تقول إن مصر ليست مؤهلة لإجراء انتخابات برلمانية بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن، ذلك أن بطن البلد لايزال مفتوحا، بعد جراحة 25 يناير، وهناك العديد من الملفات لم تحسم بعد وتتعلق باستكمال ما بدأته الثورة، ناهيك عن أن الأحزاب القديمة والجديدة والمستجدة لم تتهيأ بعد لمثل هذا الاستحقاق المهم، فضلا عن أن المناخ الأمنى لا يساعد على الذهاب إلى الانتخابات فى ظل وجود نصف مليون بلطجى مطلقى السراح فى شوارع مصر حسب تصريح لوزير العدل.

ووفقا لمعطيات المشهد الراهن هناك رغبة حقيقية من مختلف الكتل السياسية التى شاركت فى صناعة الثورة لأن تصل إلى نقاط التقاء وقواسم مشتركة، ولدينا مبادرة إخوانية تدعو إلى كلمة سواء، ويقابلها دعوات من قوى ورموز سياسية محترمة للتوصل إلى رؤية وطنية جامعة تخص المستقبل القريب، وبالتوازى مع ذلك تبدو الحكومة حسب تصريحات الدكتور عصام شرف، وعدد من الوزراء من بينهم الدكتور جودة عبدالخالق تميل إلى التريث وعدم الهرولة إلى الانتخابات بينما لم يستعد لها أحد الاستعداد الكافى بعد.

ويضاف إلى ذلك أيضا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن ويعلن أنه على مسافة واحدة من كل الأطياف السياسية، بجانب عدم ممانعة لفكرة التوافق الوطنى حول هذه المسألة، وعليه فالأجدى فى هذه المرحلة أن تتوارى مؤقتا مهرجانات الكلام الفضفاض فى جلسات الحوار الوطنى أو الوفاق القومى، بعد أن ثبت أنها ليست سوى مظاهر استعراضية أكثر منها ميادين نقاش مجتمعى حقيقية يمكن أن نتوقع منها نتائج ملموسة أو توصيات يمكن أن تأخذ شكل القرارات أو الإجراءات الفعلية.

ولعل ما جرت بها الأقلام والميكرفونات حول عبثية الاختيارات فى هذه الفعاليات ما يجعلها بالفعل أقرب إلى «قعدات» تمتد وتنفض دون أن تترك أثرا، اللهم إلا نفقات نحن أحوج ما نكون لتوفيرها لما هو أجدى وأهم.

ولا غضاضة فى أن يدعو المجلس العسكرى الآن قيادات الأحزاب والقوى السياسية إلى حوار صريح وشفاف بشأن الدستور والانتخابات، بحيث نصل إلى رؤية توافقية تصاغ فى وثيقة وطنية تلتزم بها جميع الأطراف، وإن لم يحدث فعلى الذين تقدموا لإدارة البلد أو حكمها فى المرحلة الانتقالية أن يكونوا جاهزين بمشروع بديل يجرى تنفيذه بصرامة لكى نخرج من طاحونة الجدل المستعر، تلك التى تأخذ الجميع بعيدا عن إكمال الثورة التى لم تنجز إلا   بقلم وائل قنديل               أقل من نصف ما قامت من أجله حتى الآن. 

 

 

المصدر: بقلم وائل قنديل الشروق المصرية
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 180 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ساحة النقاش

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

734,621

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته