جمعية صهيب الليبية الخيرية لضمور العضلات

خاص بمرضى ضمور العضلات والحثل العضلى

البحت عن الرنين المغناطيسى للأطفال!!!

 وقد دخلنا للعيادة حوالى الساعة الثالثة والنصف ظهراً ونحن ننتظر فى دورنا للدخول على الدكتور وغادرناها ليلاً مهمومين وأحسسنا بشعور مختلط من التعب والأرهاق والقلق وبدأنا فى هذه المرحلة وهى مرحلة البحت على رنين مغناطيسى للأطفال.....اين نجده؟

كان ذلك اليوم الخميس يعنى غداً الجمعة والى يوم السبت لانستطيع عمل رنين .......

وجاء السبت ولن اذكر هذا السبت كم بقى عاماً لكى يأتى ونحن ندعوا الله بأن يكون المصاب فيه اللطف وأسرح بمخيلتى الى منظر الدكتور وهو يفحص ظهر صهيب وكل تركيزه على النقطة التى أسفل ظهره وتشديده على ان لا نلمسها وغير ذلك أتمنى فى تلك اللحظة ان ياتى السبت لكى نعمل الرنين ونعرف مرض صهيب ...............وجاء يوم السبت!!!!!!

وقيل لنا ان الرنين للأطفال لا يعمل الا فى المستشفيات الحكومية عادة لانه يحتاج الى التخدير وأغلب العيادات الخاصة  التى ذهبنا لها يوم السبت كان هذا الجواب وكنا نريد ان نعمل الرنين بأسرع وقت ولهذا لجأنا الى القطاع الخاص يعنى فى ذلك اليوم الى نهايته لم نتمكن من عمل الرنين وأحسسنا بأن الموضوع ليس بالسهل  كما كنا نعتقد.......

فقررنا أن نذهب من الصباح الى المستشفيات الحكومية ونأخد موعد لذلك،وذهبنا من الصباح الى مستشفى الطبى لحجز موعد ومن هنا وهناك بالتدخل  من البعض لمساعدتنا بعد أن عرفوا بأننا فى ذلك الوقت ليس من سكان المنطقة ونسكن في ذلك الوقت  فى مدينة تبعد حوالى 700كيلو متر ليس من السهل ان نذهب ونرجع فى اليوم التالى لكى نقف فى الطابور  من جديد لأخد الموعد يعنى بعد عناء وأنتظار ممل جاء دورنا لكى نأخد موعد وأخد الدكتور منا البيانات المطلوبة وإعطانا الورقة التى كتب فيها تاريخ الموعد الذى صدمنا عندما رأينا التاريخ لم يكن متوقع نهائى متى ؟بعد حوالى أربعة أشهر .......!!!!!!

دكتور أنا من الخميس الى السبت مابينهما كان أطول وقت مر على فكيف بعد أربع أشهر يعنى كم قرن سأنتضر ولا أستطيع معرفة مرض إبنى إلا بالرنين هل هذا يعقل ...؟

كانت الإجابة انتى احمدى الله غيرك ينتظر حتى أكثر لكي يحصل على الموعد الذي يصل  حتى الى الستة أشهر وأكثر ، وانتى أتيتي اليوم وتحصلتي على الموعد بعد أربعة أشهر وغير راضية....؟؟؟

لن أصف لكم شعورى عندها .......فقط ضعوا أنفسكم مكانى لتعرفوا شعورى....!!!!!

وغادرنا المستشفى وأنا مذهولة وذهبنا الى مستشفى أخر وهنا بواسطة كبيره تحصلنا على موعد يعتبروه قريب وفعلاً مقارنة بالموعد الأول قريب جداً ولاكن بالنسبة إلي عشرة أعوام إنتظار  الموعد بعد عشرة أيام ........

إتصلت بمستشفى حكومى فى الجنوب لعلى أجد موعد أقرب وسوف نسافر فى نفس اليوم وكان الجواب أغرب من الأول والثانى .....

نحن لا نجرى رنين للأطفال لأن مشكلتنا لا يوجد لدينا دكتور تخدير خاص بالأطفال ......

عندها قررنا الذهاب الى تونس لإجراء صورة الرنين هناك ........

ولاكن عند الذهاب الى تونس هناك عراقيل أخرى ...!!!!!!!

لابد من الحصول على الموافقة الأمنية للسفر خارج البلاد وإجازة من العمل وترتيب أمور أخرى يعنى هذه الإجراءات تأخد وقت ليس بأقل من تلك المواعيد التى إيسرهاالموعد الذى بعد عشرة أيام ...

ومع هذا تابعنا البحث فى العيادات الخاصة ،وكل من يدلنا على عيادة نذهب اليها وقد زرنا أكثر من ستة عشر عيادة الى ان وجدنا عيادة لديها دكتور تخدير أطفال وأخدنا معهم موعد هذا بعد أن دفعنا مبلغ وقدره 400 دينار قال بعد المساعدة لأنهم يعملوا فيها بستمئة دينار ولو طلب أكثر لم نتأخر دقيقة ليس لأن المبلغ لايعنى لنا شيئاً لا ،لأننا فرحنا بأننا وجدنا مكاناً يعمل الرنين ،وهذا اول خبر يفرحنى بعد تلك الأيام .........

ما حدت فى عيادة الرنين المغناطيسى!!!!!

وكان ذلك يوم ..../2008 ذهبنا الى العيادة وقال لنا الدكتور بأن يكون صائم وأن تكونوا الساعة التاسعة فى العيادة لعمل الصورة وكنا من الساعة السابعة والنصف جاهزين لأن صهيب يستيقض مبكراً وكنت خائفة بأن يطلب فطوره واليوم هو موعد الرنين ،فجهزنا أنفسنا لمغادرة المنزل وخصوصا بأنه طلب كوب الحليب الذى معتاد على شربه في الصباح  ....

 ولكن لا ينفع الحذر مع القدر عندما سبقنى هو للذهاب الى السيارة وضع قطعة صغيره من البسكويت في فمه، وعندما رأيته يضع شيئاً فى فمه أسرعت له كالصاروخ وأنتزعتها من فمه ولا أعتقد بأنه ابتلع شيئاً منها ،

وأنطلقنا الى العيادة والطفل مذهول لماذا أنا فعلت ذلك ويبكى ويصرخ ويريد حليب ويريد البسكويت وطوال الطريق لم يسكت ونحن نحاول إسكاته بشتى الطرق وكان الطريق مزدحم ووصلنا الى العيادة قبل الموعد ......ودخلنا الى العيادةوأصبحنا ننتظر دورنا ...........وجاء دورنا ودخلنا على الدكتور بعد حوالى ساعتين من وصولنا ،وسألنا الدكتور هل أكل شيئاً فذكرت له ما حصل ....وسألنى متى ذلك قلت له حوالى الساعة السابعة والنصف والأن الساعة تقارب الحادية عشر صباحا ً....

فقال لنا لننتظر حوالى ساعة اخرى إحتياط ولابد من مرور ثلات ساعات على ذلك وللإحتياط ننتظر ساعة أخرى ،إنتظرنا أيام ولا ننتظر ساعة ....!!

ورغم القلق والجوع والعطش الذى يشعر به صهيب كنت امسكه انا قليلاً ويخرج به والده قليلا أمام العيادة ،...وكنا نتبادل عليه الدور وجاء الموعد الساعة الأن الثانية عشر ظهراً ،وكنت أنتظر أن ينادوا علينا ولاكن لم يحدث ذلك فسألنا الإستعلامات عن السبب.... فقالت انتظروا قليلا لقد خرج الدكتور من العيادة ونصف ساعة ويكون هنا .......

يا الله هذا ما عبرت به عن غضبى وجلست انتظر وجاءت النصف ساعة وتلتها الأخرى وصهيب قد علي  بكاؤه وصراخه والجميع فى العيادة يلقى بنظرات الشفقة على هذا الطفل الذى لم يسكت ولن يسكت حتى يأكل أو يشرب الأمر طبيعى .........وتأخر الدكتور ولانستطيع ان نعطيه شيئاً لان فى كل مره نسأل فيها على الدكتور لماذا تأخر؟

 الطفل جائع وعطشان وتاعب من الجلوس ولا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك ومن السابعة وهو مستيقظ ونحن لا نستطيع أن نؤجل الموعد لأن فى ذلك معاناة ما بعدها معاناة و...........الأجابة فى كل مره الدكتور أتى فى الطريق خمس دقائق ويكون هنا .......!!!!!!

صهيب لم يتوقف لحظة من البكاء والصراخ وكل مره يأخد وضع على الكرسى الموجود فى صالة الأستقبال الصغيرة المزدحمة بالمرضى كلاً ينتظر دوره أو دور إبنه أو والده أو والدته أو .........مختلف الأعمار ومختلف الحالات من عجزة وذوى إحتياجات خاصة وأطفال وأمهات تركن أطفالهن فى المنزل لوحدهم والجميع يشتكي  ويحكى ظرفه لعل يسمح له بلدخول قبل دوره ،ولاكن صدقونى كنا فى ذلك اليوم المميزون فى صالة الإنتظار ،الجميع ينظر الى صهيب بشفقة صراخ ساعات ،جوع عطش قلق،لدرجة إن أحد النساء الجالسات سألتنى هذا السؤال ........

هل هذا الطفل إبنك ؟ أجبتها نعم ولماذا السؤال قالت إنها مستغربة منى كيف متحملة صراخة من الجوع والعطش  ، ولو إنها مكانى أعطته أكل وشرب وعندما فهمتها السبب وما عانينا لكى نحصل على هذا الموعد تفهمت ذلك ..........وماتحملي لكل هذا الصراخ والألم الذي ألم به صهيب الإ لكي نعرف مصابه ونسارع في علاجه............

وعند حوالى الساعة الرابعة مساء جاء الدكتور المنتظر .......دكتور التخدير الذى ينتظره صهيب والعشرات الجالسين منذ الصباح ....وعند دخوله وكأن شئ لم يحدت فقط القى السلام ودخل لم يوضح حتى سبب تأخره او يعتذر عن التأخير .......

وتمنيت أن يقدروا ظرف صهيب ويدخل أولاً . وعندما قلت للأستعلامات عن إنى أرغب فى الدخول بصهيب للدكتور أول حالة ،قال لاأستطيع لازم النظام وأحترام الدور ،على أساس عندهم النظام وتقدير المواعيد،.....لا تعليق!

رجعت وأردت ان نعمل محاولة مع المنتظرين أن يسمحوا لنا بالدخول أولا ً لأن الوضع لم يعد يحتمل ،......

الحقيقة وافق البعض مكره والبعض برحابة صدر ،وتشبتت أحد النساء بأن الدور لها وهى لها ظروفها ولا لن تسمح لنا بالدخول قبلها ،.......... هل تعلمون من هى هذه المرأه ،...!!!!هى التى قالت لى سابقاً هل هذا الطفل طفلك ........وكانت حزينة من أجلة ،وكانت تقول لماذا الدكاتره لذيهم  قسوة فى قلوبهم ولماذا لا يقدرون مثل هذا الطفل والمفروض يراعى لأنه مسكين لا يستطيع مقاومة كل هذا و..........أترك لكم التعليق أيضاً

وأنتظرنا إلى أن سمح لنا بالدخول ودخلنا للحجرة التي سوف نعمل له الرنين بداخلها

أسمحو لي أن أصف  لكم هذه الحجره عبارة عن فريز ،ثلج، جليد من شدة البروده عند دخولنا للحجره لم يستطع صهيب الدخول وعبر عن شدة البرد بداخلها ،كان هذا في فصل الشتاء، وسبب البرد في الحجرة تشغيل التكييف داخل الحجرة.

فأردت أن أطلب من الدكتور إغلاق المكيف ففاجئني قبل ان أتكلم بأن أخلع ملابس صهيب بالكامل وإبقائه مستور فقط ...

فقلت له كيف يكون ذلك والحجرة باردة جداً، وكنت أود أن تقفل التكييف لأنه طفل صغير ولا يتحمل كل هذا البرد، غير أن جسمه بارد جداً من شدة الجوع والعطش والتعب ......فرد قائلا مستحيل فإن الجهاز لا يعمل وسوف يعطل إذا وقفت التكييف واالجهاز غالي الثمن وسوف يكلف إذاحصل له إي عطل.......

تعجبت من هذا ولاكن لا خيار عندي لابد من عمل صورة الرنين لكي يثم تشخيص المرض

وخلعت ملابس صهيب وهو يرتجف ووضعه على سرير الجهاز ووضع عليه غطاء خفيف بعد أن قام بتخديره وطلب أن نخرج خارج الغرفة وشغل الجهاز .........،،،

وطوال هذه الفتره وانا أفكر كيف سيتحمل صهيب كل هذا البرد وكنت خائفة عليه وقلقة جداً .........

بقي صهيب فترة ليس بالقليله حوالي ساعة ونصف الساعة وخرج الدكتور ليعلن إنه أنتهى وعلينا الإنتضار قليلا ًلكي يستيقظ صهيب ......

الحمد لله أستيقظ صهيب وقد أهلكه الجوع والعطش والبرد،الحمد لله كثيراً بأننا عملنا الرنين وأنتهت هذه القضية الصعبه التي يتوقف عليها تشخيص المرض ،،،،،،،،،

وصلنا الي المنزل حوالي الساعة الثامنه ليلاً  منذ أن خرجنا منه صباحاً وكان يوم لا ينسى ........

نام صهيب من شدة التعب وبعد أن أكل وشرب قليلًا  لأن التعب والأرهاق كان له النصيب الأكبر

الحمد لله سوف ننتظر الصباح لكي نذهب إلي الدكتور ونعطيه صورة الرنين والتقرير ويقول لنا ماهو مصاب صهيب ........

وجاء الصباح وإيقضت صهيب وكان بالكاد ينهض رأسه وعللت ذلك من شدة التعب وما كان بالأمس ولاكن فجأة أنقلبت عيناه ولم يعد فيها إلا اللون الأبيض وقد غاب سوادها ويعض لسانه ويظهر رغوة بيضاءمن فمه  وكانت حرارته عالية جداً ، وذهبنا به مسرعين الى المستشفى لتبدأ مرحلة جديده لا تقل معاناة عن الأيام التي قبلها...يتبع في مستشفى الجلاء 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2013 بواسطة Sohub

Sohub

Sohub
تنبهت بمشيئة الله بمصاب أصاب إبنى إلى شريحة من المجتمع أحوج ما تكون إلى المساعدة والعون، ومن هذا البلاء وجدت اللذة الحقيقية فى مساندة هذه الفئه بهذا العمل المتواضع الذى لا أملك حلول سحرية ولا علاج لهذة الأمراض بل أملك الشعور والأحساس بهم وبمصابهم »

ابحث

تسجيل الدخول