جمعية صهيب الليبية الخيرية لضمور العضلات

خاص بمرضى ضمور العضلات والحثل العضلى

أحكام صلاة المريض وطهارته

هذه كلمة مختصرة تتعلق ببعض أحكام طهارة المريض وصلاته

الجزء الأول (طهارة المريض):

لقد شرع الله سبحانه وتعالى الطهارة لكل صلاة،فإن رفع الحدث وإزالة النجاسة -سواء كانت في البدن أو الثواب أو المكان المصلي فيه - شرطان من شروط الصلاة.فإذا أراد المسلم الصلاة وجب عليه أن يتوضأ الوضوء المعروف من الحدث الأصغر ،أو يغتسل إن كان حدثه أكبر .ولابد قبل الوضوء من الاستنجاء بالماء أو الاستجمار بالحجارة في حق من بال أو أتى الغائط؛لتتم الطهارة والنظافة.

وفيما يلي بيان لبعض الأحكام المتعلقة بذلك:

فالاستنجاء بالماء واجب لكل خارج من السبيلين؛كالبول ،والغائط.

وليس على من نام أو خرجت منه ريح استنجاء ،إنما عليه الوضوء؛لأن الاستنجاء إنما شرع لإزالة النجاسة،ولا نجاسة هاهنا.

والاستجمار يقوم مقام الاستنجاء بالماء ،ويكون بالحجارة أو ما يقوم مقامها ،ولابد فيه من ثلاثة أحجار طاهرة؛لما ثبث عن النبي (صلعم)أنه قال :"من استجمر فليوتر“،ولقوله (صلعم)أيضاً"إذا ذهب أحدكم إلى الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار،فإنها تجزئ عنه "

ولنهيه (صلعم) عن الأستجمار بأقل من ثلاثة أحجار، (رواه مسلم)

ولا يجوز الاستجمار بالروث والعظام  والطعام ،وكل ماله حرمه.

والأفضل أن يستجمر الإنسان بالحجارة وما أشبهها ،كالمناديل ونحو ذلك ،ثم يتبعها الماء،لأن الحجارة تزيل عين النجاسة،والماء يطهر المحل ،فيكون أبلغ.

والإنسان مخير بين الأستنجاء بالماء أو الاستجمار بالحجارة وما أشبهها أو الجمع بينهما ،عن أنس رضي الله عنه  قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة،فيستنجي بالماء ). متفق عليه ، وعن عائشة رضى الله عنها أنها قالت لجماعة من النساء :( مُرْنٓ أزواجكُن أن يستطيبوا بالماء فإني أستحييهم ،وإن رسولٓ الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله )،قال الترمذي:هذا حديث صحيح .

وإن أراد الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل ،لأنه يطهر المحل ، ويزيل العين والأثر ،وهو أبلغ في التنظيف ،وإن اقتصر على الحجر أجزأه ثلاثة أحجار إذا نقى بهن المحل،فإن لم يكف زاد رابعاً وخامساً،حتى ينقي المحل ،والأفضل :أن يقطع على وتر ؛لقول النبي صلى الغه عليه وسلم (من استجمر فليوتر)،ولا يجوز الاستجمار باليد اليمنى؛لقول سلمان في حديثه: (نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى أحدنا بيمينه)،ولقوله صلى الله عليه وسلم (لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول،ولا يتمسح من الخلاء بيمينه)،وإن كان أقطع اليسرى أو بها كسر أو مرض ونحوهما،استجمر بيمينه للحاجة،ولا حرج في ذلك .وإن جمع بين الاستجمار والاستنجاء بالماء كان أفضل وأكمل.

ولما كانت الشريعة الإسلاميه مبنية على اليسر والسهولة،فقد خفف الله سبحانه وتعالى عن أهل الأعذار عباداتهم بحسب أعذارهم ؛ليتمكنوا من عبادته تعالى بدون حرج ولا مشقة؛قال تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ ).سورة الحج الأية 78 وقال :(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...)،  البقرة:185)،وقال:(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (التغابن:16)،وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )،وقال :(إن الدينٓ يُسْرِّ).

فالمريض إذا لم يستطع التطهر بالماء بأن يتوضأ من الحدث الأصغر،أو يغتسل من الحدث الأكبر ،لعجزه أو لخوفه من زيادة المرض أو تأخر برئه ،فإنه يتيمم ،وهو:أن يضرب بيديه على التراب الطاهر ضربة واحدة،فيمسح وجهه بباطن أصابعه،وكفيه براحتيه؛لقوله تعالى :يقول الله تعالى، {وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً} (المائدة: 6)والعاجز عن استعمال الماء حكمه حكم من لم يجد الماء ؛لقول الله سبحانه :({ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }. (التغابن :16)،ولقوله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر :(إنما يكفيك أن تقول َبيديك هكذا)،ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة،ثم مسح بهما وجهه وكفيه.

ولا يجوز التيمم إلا بتراب طاهر له غبار .

ولا يصح التيمم إلا بنية؛لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات،وإنما لكل امرئ ما نوى).

للمريض في الطهارة عدة حالات:

1-إن كان مرضه يسيراً لا يخاف من استعمال الماء معه تلفاً،ولا مرضاً مخوفاً،ولا إبطاءٓ برءٍ،ولا زيادة ألم ،ولا شيئاً فاحشاً،وذلك كصداع ،ووجع ضرس ،ونحوهما ،أو كان ممن يمكنه استعمال الماء الدافئ ولا ضرر عليه -فهذا لا يجوز له التيمم ؛لأن إباحته لنفي الضرر ولا ضرر عليه،ولأنه واجد للماء فوجب عليه استعماله.                        

2-وإن كان به مرض يخاف معه تلفَ النفس ،أو تلف عضو،أو فوات منفعة-فهذا يجوز له التيمم؛لقوله تعالى :( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) ( النساء 29)

3-وإن كان به مرض لا يقدر معه على الحركه ولا يجد من يناوله الماء -جاز له التيمم.فإن كان لا يستطيع التيمم يممه غيره ،وإن تلوث بدنه ،أو ملابسه،أو فراشه بالنجاسة،ولم يستطع إزالة النجاسة،أو التطهر منها -جاز له الصلاة على حالته التي هو عليها ؛لقول الله سبحانه:11‏/11‏/2007 - الآية السادسة عشر من سورة التغابن قال تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )ولا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها بأي حال من الأحوال بسبب عجزه عن الطهارة أو إزالة النجاسة

.4-من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره استعمال الماء فأجنب -جاز له التيمم ؛للأدلة السابقة،وإن أمكنه غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك ،وتيمم للباقي

.5-إذا كان المريض في محل لم يجد ماء ولا تراباً،ولا من يحضر له الموجود منهما -فإنه يصلي على حسب حاله،وليس له تأخير الصلاة عن وقتها ،لقول الله سبحانه:(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن :16    

6-المريض المصاب بسلس البولِ أو استمرار خروج الدم أو الريح ،ولم يبرأ بمعالجته، عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ،ويغسل ما يصيب بدنه وتوبه ،أو يجعل للصلاة ثواباً طاهرا،إن تيسر له ذلك ؛لقوله تعالى:(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ )  الحج :78، وقوله( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ  ) البقرة.   185 وقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )، ويحتاط لنفسه احتياطاً يمنع انتشار البول أو الدم في ثوبه أو جسمه أو مكان صلاته.

وله أن يفعل في الوقت ما تيسر من صلاة وقراءة في مصحف حتى يخرج الوقت فإذا خرج الوقت وجب عليه أن يعيد الوضوء،أو تيمم إن كان لا يستطيع الوضوء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة أن تتوضأ لوقت كل صلاة،وهي التي يستمر معها الدم غير دم الحيض . وما خرج في الوقت من البول فلا يضره بعد وضوئه إذا دخل الوقت.

وإن كان عليه جبيرة يحتاج إلى بقائها مسح عليها في الوضوء والغسل،وغسل بقية العضو ،وإن كان المسح على الجبيرة أو غسل ما يليها من العضو يضره كفاه التيمم عن محلها ،وعن المحل الذي يضره غسله .

ويبطل التيمم بكل ما يبطل به الوضوء ،وبالقدرة على استعمال الماء ،أو وجوده إن كان معدوماً،والله أعلم.

المصدر: عبد العزيز بن عبدالله بن باز مطوية (مدار الوطن للنشر)www.madaralwatan.com
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 172 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2013 بواسطة Sohub

Sohub

Sohub
تنبهت بمشيئة الله بمصاب أصاب إبنى إلى شريحة من المجتمع أحوج ما تكون إلى المساعدة والعون، ومن هذا البلاء وجدت اللذة الحقيقية فى مساندة هذه الفئه بهذا العمل المتواضع الذى لا أملك حلول سحرية ولا علاج لهذة الأمراض بل أملك الشعور والأحساس بهم وبمصابهم »

ابحث

تسجيل الدخول