على الرغم من وعورة تضاريس كوريا الجنوبية - فأغلبها جبال وعرة، وسواحلها صخرية شديدة الانحدار ومناخها قاري -وعلى الرغم من أنها واجهت تحديات هائلة في القرن العشرين، حيث خضع شعبها لسيطرة اليابان أكثر من خمس وثلاثين سنة، إلا أنها تمكنت من أن تجعل من تربيتها أداة فعالة في مسيرة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أرضها، وعلى الرغم من أن التربية في كوريا تعود جذورها إلى تاريخ بعيد حيث أنشئت أول مدرسة نظامية فيها عام 372م، لكن الصياغة التربوية والهيكل التنظيمي الحديث في الخمسين عامًا الأخيرة يشهد لها بالجودة والالتزام، فثمار التربية في كوريا الجنوبية تلمس وتُرى، والنظام التربوي فيها نظام حديث يهتم بصورة فعّالة بإكساب المهارات، وتعزيز القدرات الأساسية، ويهتم بالتطوير النوعي للتربية العلمية.. ويضع الثقافة الحديثة المتطورة نصب عينيه، وهو يشارك بدور كبير في عمليات التنمية من خلال بناء الإنسان الواعي المبدع والملتزم بالعمل والأخلاق، ويقف النظام التربوي بكل قوة ليعزز مكانة التربية والتعليم، فيهتم منذ مرحلة رياض الأطفال بتربية الأطفال وبناء أجسامهم وتنمية لغتهم وذكائهم وغرس قيم التكيف الاجتماعي في نفوسهم وسلوكهم. وينبع الاهتمام بالتعليم في كوريا من الفلسفة الكونفوشيوسية ومن النصائح البوذية، حيث تنظر الفلسفة الكونفوشيوسية إلى التعليم على أساس أنه المفتاح الوحيد للنجاح في المستقبل والحاضر. وهناك مذهب مثالي يقول «إن هدف التعليم هو استفادة كل الجنس البشري» وما زالت هذه التقاليد قائمة في الحياة الاجتماعية للشعب الكوري. ويعرف عن الكوريين أنهم يولون التعليم اهتمامًا عظيمًا كوسيلة لتحقيق الذات والتقدم الاجتماعي. ولقد كان -ولا يزال- للمتعلمين في كوريا دور رئيس في نموها الاقتصادي السريع الذي حققته في العقود الثلاث الماضية. فقد أدخلوا المدارس الحديثة في ثمانينيات القرن التاسع عشر. ومع قيام الجمهورية الكورية عام 1948م، بدأت الحكومة بوضع نظام تعليمي حديث. وشكل تحرير كوريا من اليابان عام 1945 نقطة تحول في تاريخ التعليم فيها. ومع انتقال البلاد من النظام الشمولي إلى النظام الديموقراطي، ركز اهتمام المسئولين فيها في المقام الأول على تزويد المواطنين بفرص متكافئة في التعليم. وشهدت الفترة بين 1945-1970 توسعًا كبيرًا في التعليم. وعلىالرغم من الدمار والمعاناة الاقتصادية التي جلبتها الحرب الكورية بين عامي 1950-1953م، غير أن كوريا نجحت في التغلب على الأمية، وفي عام 1953م أصبحت سنوات المرحلة الابتدائية الست الزامية. و ازداد عدد المدارس في الـ 46 عامًا التي تلت التحرير من 3000 إلى 19.693 مدرسة. وارتفع عدد الطلاب من 1.5 مليون إلى 11.5 مليون طالب (ربع السكان) وأصبح عدد جامعاتها نحو 300 جامعة رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 50 مليونًا. وتدل الأرقام على نمو الناتج الوطني الكوري بنسبة عالية في الوقت الذي تستوعب فيه المدارس الابتدائية أربعة ملايين طالب يمثلون 100% من الأطفال في عمر دخول المدرسة، إضافة إلى أربعة ملايين طالب في الوقت نفسه في المرحلة المتوسطة، وحوالي 825000 طالب في المدارس الفنية والثانوية.إن هذه الأعداد المتزايدة من الطلاب يتعلمون وفق مناهج دراسية تنمي لديهم السلوك الحياتي المفيد.. ولنا أن نتصور ما يحدثه منهج دراسي يعلِّم التلاميذ في المرحلة الابتدائية المواد الدراسية الآتية: التربية من أجل الأمانة. ومن أجل الحياة ذات المعنى، ومن أجل التمتع بالحياة والتربية الخلقية والتربية الرياضية والحِرَف والنشاطات اللاصفية. أهداف التعليم في كوريا الجنوبية يقوم النظام التعليمي في كوريا على الأسس التالية: وجود رؤية وفلسفة واضحة موجهة للتعليم في غضون ثلاثة عقود انتقلت كوريا من قائمة بلدان العالم الفقيرة إلى مصاف الدول الصناعية، ففي عام 1962 بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 11 دولارًا، غير أن الناتج المحلي الإجمالي قد تضاعف كل ثماني سنوات خلال الفترة من 1960-1985، وهكذا فإن هذا الناتج في تزايد مستمر، حتى إنها تحسب من الدول الغنية في العالم الآن، ويعزى ذلك إلى وضع سياسة وفلسفة واضحة تنطلق منها كل ممارسات العمل في النظام التعليمي بكل مراحله. تحقيق المساواة في فرص التعليم واستمراريته نجحت كوريا في فتح أبواب التعليم لكافة أبناء الشعب، وإزالة الحواجز أمام كل فرد للالتحاق بأنماط التعليم المختلفة، كما أنها تضمن له الاستمرار في إكمال تعليمه إلى أقصى حد ممكن وفقًا لقدراته واستعداداته وطموحاته. تمهين التعليم يعد التعليم المهني أحد الموارد البشرية التي تغذي الصناعة بالقوى العاملة الفنية، حيث يلتحق بهذا النوع من التعليم 35 % من الطلاب، وربما يلتحق بعدها الطلاب بالكليات التقنية أو الجامعات لمدة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات، ويقوم التعليم في هذه المرحلة على تعليم أكاديمي في نصفه تقريبًا وتعليم مهني في نصفه الآخر، ومن الجدير بالذكر أن حوالي 90% من خريجي التعليم المهني يلتحقون مباشرة بسوق العمل بعد تخرجهم، في حين يتابع الباقي دراستهم العليا، أما بالنسبة للعمالة الماهرة فقد اهتمت كوريا الجنوبية بإنشاء عدد من مدارس التدريب المهني النموذجية التي تتطلب الدراسة بها عادة جانبًا عمليًا في الشركات المحيطة. نظم إدارة التعليم يتضح نمط الإدارة المركزي من وجود وزارة التربية وتنمية الموارد البشرية، وهي المسؤولة عن التعليم، وتتحدد مهام وزيرها في اتخاذ القرارات التي تتضمن تنفيذ سياسة الحكومة الكورية في مجال التعليم، وعلى الرغم من الإدارة المركزية فهناك جهود أهلية واضحة تشارك في وضع وصياغة هذه السياسة واتخاذ القرارات بشأنها، وطبقًا للقانون الخاص بالتعليم الإقليمي الذاتي وتطبيق نظام الحكم الذاتي منذ عام 1991، توجد اختلافات في إدارة المدارس حسب المناطق، حيث تحدد الأقاليم والمدن والمدارس مراحل التعليم والتوجيهات التفصيلية، ولكن على أساس مراحل التعليم التي تحددها الحكومة المركزية، ويمكن تقسيم نمط الإدارة التعليمية في كوريا الجنوبية إلى مستويين، الأول: المستوى القومي، ويتمثل في وزارة التربية وتنمية الموارد البشرية، وهي المسئولة عن إدارة التعليم وتمويله بوضع سياساته ومتابعة تنفيذ تلك السياسات، والمستوى المحلي: حيث تقسم كوريا الجنوبية الجنوبية إلى عدة أقاليم، ويوجد بكل إقليم أو مدينة كبرى مجلس التعليم Board of Education يرأسه مراقب التعليم، ويتكون من سبعة أعضاء منتخبين من السلطات التعليمية المحلية، ويتمثل دور هذا التنظيم السابق في إدارة التعليم على المستوى المحلي سواء في الأقاليم المختلفة أو المدن الكبرى، ويشرف أيضًا فعليًا على أنواع التعليم المختلفة. تمويل التعليم في كوريا الجنوبية إن التعليم في كوريا الجنوبية يقف وراء تطويره جهاز متخصص هو المعهد الكوري للتطوير التربوي، الذي جاء معبِّرًا عما يحظى به التعليم من مكانة اجتماعية واهتمام من الجميع في كوريا الجنوبية، تلك المكانة التي تترجمها ميزانية الدولة، حيث تبلغ ميزانية التعليم في كوريا 29 مليار دولار سنويًا أي أكثر من 20% من ميزانية الدولة السنوية، كما أنها تخصص 2.6% من دخلها الإجمالي السنوي للبحث العلمي البالغ نحو 900 مليار دولار سنويا، وتتحمل الحكومة الكورية نسبة 35% فقط من جملة الإنفاق على التعليم، توجه معظمها إلى التعليم الابتدائي، أما النسبة المتبقية 65% فتمول من بنود أخرى، وبالتحديد يعتمد تمويل التعليم في كوريا الجنوبية على أربعة مصادر رئيسة، هي تخصيص جزء من الناتج القومي الإجمالي للدولة، والضرائب، والتمويل المحلي من خلال تحصيل الضرائب العامة، والشركات والمؤسسات الصناعية. السلم التعليمي في كوريا الجنوبية يتكون نظام التعليم في جمهورية كوريا من مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ذات الست سنوات والمرحلة الإعدادية ذات الثلاث سنوات والمرحلة الثانوية ذات الثلاث سنوات والمرحلة الجامعية ذات الأربع سنوات التي تسبق مرحلة الدراسة العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه. وبالإضافة إلى ذلك هناك نظام كليات ذات السنتين أو الثلاث سنوات وكليات مهنية، وفيما يلي وصف تفصيلي للسلم التعليمي في كوريا الجنوبية: مرحلة رياض الأطفال يلتحق بهذه المرحلة الأطفال من سن 4 – 6 سنوات، وتهتم هذه المرحلة بشكل خاص بتنمية الشخصية في خمسة جوانب أساسية هي: النمو الجسمي والنمو اللغوي ونمو الذكاء العام والنمو الوجداني والتكيف الاجتماعي، وعلى الرغم من أن نظام التعليم ما قبل المرحلة الابتدائية ليس إلزاميًا حتى الآن، فإن أهمية هذا النظام قد ازدادت في السنوات الأخيرة. ففي عام 1980، وصل عدد رياض الأطفال إلى 901 روضة في كل أنحاء كوريا. وفي عام 2002 وصل عددها إلى 8343 روضة، وتنفذ الحكومة الكورية مشروعًا شاملاً لتربية تلاميذ رياض الأطفال منذ عام 1999، وهو يهدف إلى تربية أطفال الأسر ذات الدخل المنخفض، كما يقدم للأطفال المعدمين أفضل الفرص للتعليم قبل المرحلة الابتدائية من خلال إنشاء البيئة التعليمية العادلة. وقد تم توسيع حجم المشروع لتقديم فرص للتعليم المجاني وبنسبة 20 % من أطفال تحت سن 5 أعوام وذلك اعتبارًا من عام 2002. المرحلة الابتدائية تستهدف هذه المرحلة تطبيق التعليم الأساسي الضروري لحياة الشعب، وهو تعليم إجباري ومجاني، وتبلغ نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية 99.9%، ويرجع ذلك لاهتمام الشعب الكوري وحكومته بالتعليم، ويلتحق الطفل الكوري بالمدرسة الابتدائية من سن السادسة حتى الثانية عشرة، أي أن فترة الدراسة في تلك المرحلة ست سنوات في معظم المدارس الخاصة والحكومية، ولا يوجد فرق كبير بين مناهج المدارس الحكومية والخاصة. ويدرس التلاميذ في هذه المرحلة اثنتي عشرة مادة دراسية بالإضافة إلى الأنشطة اللاصفية، وهذه المواد هي: اللغة الكورية، والحساب والتربية الخلقية والدراسات الاجتماعية والعلوم والتربية الرياضية والموسيقى والفنون الجميلة ومادة الحِرَف التي تبدأ من الصف الرابع الابتدائي، ويتم انتقال التليميذ في المرحلة الابتدائية نقلاً آليًا من صف إلى صف أعلى. والمدرسة الابتدائية يقف في قمة جهازها الإداري مدير مسؤول لا يصل إلى هذه الدرجة إلا إذا أمضى خمسة وعشرين عامًا في مهنة التعليم، ويعد هذا الشرط مؤشرًا لرفع كفاية العملية التعليمية، ويزيد من فاعلية المدرسة في أداء وظيفتها. ويبقى القول إن تميّز التعليم في كوريا الجنوبية – بصفة عامة - يعود إلى اهتمام الدولة بالمدرسين في المرحلة الابتدائية، فاختيار المدرسين للتدريس في تلك المدارس، يتم عبر انتقاء أفضل 5% من الخريجين المتفوقين لتدريس المرحلة الابتدائية حتى يكون أساس التعليم قويًا في البداية. المرحلة المتوسطة (الإعدادية) يعد التعليم المتوسط (التعليم الثانوي الأدنى) المرحلة التعليمية التمهيدية للتعليم الثانوي الأعلى، حيث يبدأ في التعليم المتوسط تشعيب التلاميذ، حيث توجد مدارس متوسطة تخصصية يدرس بها بعض المجالات مثل التربية الرياضية والفنية والعلوم للتلاميذ المتفوقين في هذه المجالات ويتم انتقال الطالب من المدرسة الابتدائية إلى الإعدادية دون امتحان منذ عام 1969، مع مراعاة المدارس القريبة من مسكن الطالب، وفترة الدراسة 3 سنوات، وهي أيضًا إجبارية ومجانية. ونسبة المدارس الخاصة في المرحلة المتوسطة أعلى من المدارس الخاصة في المرحلة الابتدائية، ولا يوجد فرق كبير في المناهج بين المدارس الحكومية العامة والخاصة، وتبلغ نسبة الالتحاق بالمدارس الإعدادية 99.5 % ممن ينهون مرحلة التعليم الابتدائي، وتبلغ نسبة التلاميذ للمعلمين في المدارس الإعدادية 19.3 تلميذًا للمعلم الواحد عام 2002. ويدرس التلاميذ في هذه المرحلة ثلاث عشرة مادة دراسية، فضلاً عن مواد اختيارية كأنشطة منهجية، وهذه المواد هي: التربية الخلقية واللغة الكورية وتاريخ كوريا والمواد الاجتماعية والرياضيات والعلوم والتربية الرياضية والموسيقى والفنون الجميلة واللغتين الصينية الكلاسيكية واللغة الإنجليزية. وهذه المواد الدراسية التي يتم تدريسها سواء أكان ذلك في المرحلة الابتدائية أم الإعدادية قادرة على التأثير الفعال في بناء الشخصية، وبناء الذات القادرة على العطاء المتميز في الحياة. إن هذه المناهج يتم دراستها خلال عام دراسي تصل أيامه في حدِّها الأدنى إلى مائتين وعشرين يومًا. هذا المنهج الموجه في عام دراسي طويل وجاد يؤدي إلى آثار إيجابية بعيدة المدى تنتج عن مدرسة لا تقيم وزنًا كبيرًا للاختبارات، بل تجعل اهتمامها مُنصبًا على امتلاك طلابها للمعلومات والمهارات والمفاهيم الأساسية، ولو تَطَلَّب الأمر أن يستمر المدرسون مع الطلاب إلى ساعات متأخرة من الليل، حتى تتأكد المفاهيم، وترسخ المهارات، وتنمو المعارف.. المرحلة الثانوية يتقدم التلاميذ في نهاية المرحلة المتوسطة لامتحان قبول التعليم الثانوي، وتنظم الامتحانات من قبل الإدارات التربوية المحلية، وتبلغ نسبة الالتحاق بالتعليم الثانوي من خريجي التعليم المتوسط 94%، ويهدف التعليم في المدرسة الثانوية إلى تطبيق التعليم التخصصي الأساسي اعتمادًا على تعليم المرحلة المتوسطة، وفترة الدارسة بها 3 سنوات وليست مجانية وغير إلزامية. ويتم الالتحاق بالمدارس الثانوية العادية على أساس القرعة، وعلى أساس المدارس القريبة من سكن الطالب، في حين يتم الالتحاق بالمدارس التخصصية حسب رغبة الطالب. وتنقسم المدارس الثانوية إلى مدارس ثانوية عامة (أكاديمية)، ومدارس مهنية (فنية)، ومدارس تخصصية (زراعية، وتجارية، وصيد أسماك، ومهنية)، بالإضافة إلى مدارس شاملة، تقدم برامج دراسية تشمل المقررات الأكاديمية والمقررات المهنية، ويلتحق بالتعليم الثانوي العام نحو 65 % من الطلاب، أما التعليم الثانوي المهني (الفني) فيلتحق به 35 % من الطلاب، وبعد الانتهاء من التعليم الثانوي يمكن للخريج الالتحاق مباشرة بسوق العمل، وهو ما يحدث بالفعل بنسبة 90 % من الطلاب أو أن يلتحق بالكليات التقنية أو الجامعات لمدة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات. ويعد التعليم الثانوي المهني عصب الحياة الاقتصادية في كوريا الجنوبية؛ لأنه يمد سوق الإنتاج والعمل بالقوى العاملة المدربة، فهناك 283 معهدًا للتدريب المهني لتخريج أكثر من 60000 من العمال نصف المهرة، وكذلك 23 معهدًا للتدريب المهني لخريجي المدارس المتوسطة تحت إشراف وزارة العمل ولمدة عام واحد لإعداد العمال المهرة. الكليات المهنية تقدم الكليات المهنية برامج ما بعد تعليم المرحلة الثانوية، وتستهدف هذه الكليات إعداد مهندسين بمستوى متوسط، يتلقون نظريات وتقنيات في تخصصهم. وتم إضافة التخصصات التالية: الهندسة، والزراعة، والشؤون البحرية، والتمريض، والصحة، والأسرة، وخدمات اجتماعية، والفنون والرياضة. وتوجد حوالي 150 كلية مهنية، منها 10 كليات حكومية وعامة، كما أن الرسوم الدراسية أرخص من رسوم الجامعات، تتراوح مدة البرامج بين 2-3 سنوات حسب التخصص. أما التخصصات التي تتطلب فترة 3 سنوات فهي التمريض، والصحة العامة، والعلاج الطبيعي، والأسنان والأشعة، أما بقية التخصصات فتتطلب مدة الدراسة سنتين. ويسهل على خريجي هذه الكليات العثور على عمل، أو مواصلة الدراسة في الجامعات. الجامعات يهتم الكوريون بالتعليم، وهذا شجع الدولة لأن تضع رؤية جديدة للتربية والتعليم تستند إلى الإنترنيت والتقنية العالية, وهذا التطور التعليمي الكبير أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاب الكوريين في الجامعات إلى 80%، وهي من أعلى المعدلات في العالم، وتنقسم الجامعات إلى جامعات وطنية، وعامة، وخاصة حسب مؤسسها، ومعظم الجامعات في كوريا جامعات خاصة، وتمنح الجامعات شهادة البكالريوس بعد انتهاء الدراسة لمدة 4 سنوات. وتوجد في كوريا الجنوبية أكثر من 250 جامعة حاليا. وبالنسبة لكليات الطب، والطب الشرقي، والأسنان، فمدة الدراسة 6 سنوات، وتعد الجامعات الكورية جامعات شاملة، ويوجد بها العديد من الأقسام وفقًا للكليات، وتفرض معظم الكليات على الطلاب الحصول على 24 درجة للفصل الدراسي الواحد كحد أدنى، والدرجات المطلوبة عند التخرج 140 درجة. ولدى كل جامعة لوائحها الخاصة بالدرجات المطلوبة لكل فصل وحتى التخرج. ولأن كوريا دولة صناعية فان توجهات الطلاب الجامعيين تتجه لدراسة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والهندسة بكل أقسامها، ولذلك فإنها تركز على التعليم الإلكتروني لأنه خيار المستقبل للدولة، مع العلم أن الدولة تقدم أجهزة الكمبيوتر لكافة الطلاب في المدارس الكورية مجانًا منذ عام 1996، وربما هذا هو سبب نمو التعليم الإلكتروني الآن. وتؤكد أن التعليم من خلال الإنترنت مهم جدًا للمجتمع المعلوماتي، وتطبق التربية الكورية حاليًا نظام/ يو بي كوتس/ للتعليم عبر الإنترنيت ويتاح التعليم للجميع داخل وخارج كوريا. برنامج الجامعات الخاص بالطلاب الأجانب يتكون برنامج الجامعات الخاص بالطلاب الأجانب كما يلي: برنامج منتظم: فصول منتظمة عامة: مثل برنامج لطلاب التبادل: وفقًا لاتفاقية تبادل الزيارات بين الجامعات التي تربطها علاقات أخوة، وبرنامج موسمي: برنامج دوري في الإجازة، ودراسة اللغة الكورية وغيرها. فصل خاص باللغة الإنجليزية: تقوم الجامعات التي تهتم بعولمة التعليم الجامعي بتقديم محاضرات باللغة الإنجليزية بنسبة 30% من إجمالي المحاضرات. ونسبة المحاضرات باللغة الإنجليزية في الدراسات العليا أعلى من محاضرات البكالوريوس. وتقدم بعض الجامعات جميع المحاضرات باللغة الإنجليزية في كلية الدراسات الدولية. مرحلة الماجستير والدكتوراه يمكن الحصول على درجة الماجستير بعد إكمال الدراسة الجامعية، تستغرق مرحلة الماجستير ما بين 2-3 سنوات، والدكتوراه ما بين 2-4 سنوات. في معظم الجامعات في كوريا. ولا توجد صعوبة في الالتحاق بهتين المرحلتين. التربية الخاصة ازداد عدد مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة في السنوات الأخيرة مع زيادة الوعي باحتياجات هذه الفئة من المجتمع، حيث يوجد هناك 136 مدرسة يدرس فيها 23453 طالبًا في عام 2002 منها 12 مدرسة للمكفوفين، و20 مدرسة للصم والبكم، و18 مدرسة للمعوقين بدنيًا، و86 مدرسة للمعوقين عقليًا. وبالإضافة إلى هذه المدارس الخاصة، تقدم بعض المدارس العامة برامج تعليم شاملة لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال فتح فصول دراسية خاصة. ومن أجل تحسين نوعية التربية الخاصة قامت الحكومة بإنشاء المعهد الوطني للتعليم الخاص في عام 1994 الذي يتحمل مسئولية تطوير برامج التعليم الخاص وتقديم برامج تدريبية للمعلمين. التعليم المفتوح في كوريا الجنوبية بدأ الاهتمام بالتعليم مدى الحياة أي بناء مجتمع التعليم المفتوح open-learning society، حيث بدأت الحكومة الكورية - بالتعاون مع وسائل الإعلام وغيرها من منظمات المجتمع المدني- بوضع إطار لتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة كما يلي: - توسيع قاعدة التعليم الجامعي. - تعليم الكبار والتعليم مدى الحياة المعتمد على المدرسة. - التعليم الإضافي (التكميلي). - التدريب أثناء الخدمة. - تعليم الكبار والتعليم مدى الحياة الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية. وقد قدمت جامعة كوريا المفتوحة الوطنية للشباب والبالغين العاملين مناهج تعليمية لمدة أربع سنوات، وهي خاصة بمجالات التجارة والإدارة والزراعة والتعليم والإدارة العامة والاقتصاد. وتبث هذه الجامعة برامجها التعليمية لمدة 14 ساعة ونصف من خلال الإذاعة، وساعة ونصف من خلال قناة إي بي إس التلفزيونية، و18 ساعة من خلال شبكة الجامعة التعليمية وقناة كابل التلفزيون والقنوات الفضائية يوميًا، ويحصل من يكمل المواد المقررة في هذه الجامعة على نفس الدرجة التي يحصل عليها الخريجون من الكليات العادية والجامعات. كما توجد برامج المدارس الثانوية المتعددة مثل مدارس المراسلة الثانوية ومدارس التعليم عن بعد الثانوية. وتشتمل أنواع أخرى من البرامج التعليمية غير التقليدية على عديد من الدورات التدريبية المتعددة والمقدمة من قبل الوكالات الحكومية والمؤسسات الخاصة. ويتم تعليم المواد المتنوعة مثل التعليم المهني الخاص والتقنية الفنية، وهذا النوع من المدارس يهدف إلى مساعدة الشباب والبالغين على رفع مستوى أدائهم الوظيفي وتقوية أنشطتهم الترفيهية. مميزات التعليم في كوريا الجنوبية - التقدم في العلوم التطبيقية والتكنولوجيا الحديثة: تفتخر كوريا الجنوبية بتقدمها في مجال المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى الآلات، والكيماويات، وبناء السفن، وصناعة السيارات لتحتل مراتب متقدمة في العالم. حيث احتلت المرتبة الأولى في مجال تقنية معلومات الاتصالات، والاتصالات المتنقلة في العالم. كما يستخدم معظم الكوريين شبكة الإنترنت في المنزل ويتعدى عدد المنازل التي تستعمل شبكة الإنترنت 20 مليون منزل. - انخفاض تكاليف الدراسة: تعد تكلفة الدارسة في كوريا اقتصادية مقارنة بالولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا والدول الأخرى الناطقة باللغة الإنجليزية. وبفضل تقديم المنح الدراسية للطلاب الأجانب، يمكن للطلاب الأجانب الدراسة هنا دون عبء اقتصادي كبير. خاصة بعد أن أعلنت الحكومة دعمها وتخفيف القيود على الطلاب الأجانب وذلك عن طريق تقديم المنح الدراسية، والسكن الجامعي، وتوفير فرص العمل أثناء الدراسة. - تميز مجتمع التعلم: توجد حوالي 400 مصلحة تعليمية عليا، ذات منشآت تعليمية مكتملة للبحث، حيث تتوفر فصول دراسية، ومعامل وسكن طلاب لتقدم بيئة دراسية ملائمة للدراسة والتحصيل، ومعظم الأساتذة من حملة شهادات الدكتوراه، ويملك أكثرهم خبرات بحث وقدرات علمية عالية. - موروث تعليمي أصيل: إن موضوع التربية والتعليم في كوريا من أهم الموضوعات التي يركز عليها المجتمع جل اهتمامه. ومنذ عهد بعيد اعتبرت التربية والتعليم لأبناء البلاد من أهم أهداف الدولة، ومع اهتمام وحماس الشعب الكوري بالتعليم، بلغت نسبة الالتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية 100% تقريبًا، واحتلت نسبة الالتحاق بالجامعة المرتبة الأولى أو الثانية، وأدى هذا الاهتمام والحماس بالتعليم إلى رفع كفاءة الدراسة لتكون الأكبر في العالم.. - دولة الثقافة العريقة: إن كوريا دولة ذات تقاليد وثقافة عريقة، وتحتفظ بآثار ثقافية وتقاليد متنوعة. ولا يزال يحتفظ مجتمعها بثقافة تقليدية سواء أكانت مقتنيات أثرية أم إنسانية، وقد نتج عنها تاريخ يبلغ عمره آلاف السنوات. لا توجد منطقة خالية من آثار ثقافية في كوريا، وتوجد ثقافات معنوية عديدة. تبنت كوريا العديد من الأديان بما فيها أديان غير سماوية، مثل البوذية، الكونفوشوسية. إضافة للأديان السماوية مثل المسيحية، ونتج عنها أثار ثقافية وهي الثقافة الكورية القائمة على تعدد الأديان خلال السنوات الماضية. ــ طيبة الكوريين والمجتمع الكوري الآمن: يعامل الكوريون بصورة عامة الأجانب بصورة طيبة. كما يدفعهم الفضول للتعرف على ثقافة الأجانب، ولهم حماس قوي للتعلم من حضارات الغير الجديدة ويشعر غالبية الكوريين في البداية بالحياء، ولا يحاولون الاقتراب من الأجانب، وهو مجتمع آمن تتوفر فيه بيئة آمنة. - الطبيعة الجميلة: لقبت كوريا منذ زمن بعيد بلقب «كومسوكانغسان». تعني هذه العبارة «دولة جميلة مثل رسمة على الحرير». وهي محاطة بالبحار من ثلاثة جوانب، وبها مناظر جميلة متنوعة ناتجة عن الطبيعة عند التقاء الأرض والبحار. وتوجد أربعة فصول في كوريا، وبالرغم من ضيق الأرض الكورية، غير أن لكل منطقة سمات مميزة. وتوجد جبال صخرية في شمال شرق شبه الجزيرة الكورية وفي الجنوب والغرب حقول خضراء ممتدة. إعداد المعلم في كوريا الجنوبية أولت الحكومة الكورية اهتمامًا بالغًا بالمعلم، وأسندت له دورًا كبيرًا وبارزًا في المجتمع فاعتبرته وسيلة فاعلة من أجل تطوير المجتمع والنهوض به، وميزته ووضعته في مصاف الطبقة العليا , مما حدا بالحكومة إلى إعادة تسمية (وزارة التربية) إلى وزارة التربية وتنمية الموارد البشرية، ومنح وزير التربية منصب نائب رئيس الوزراء، مما يعكس الاهتمام بهذا القطاع الحيوي, وأصبحت منزلته لا تقل شأنًا عن منزلة (الملك والوالدين)، وأضفى ذلك على المعلم هيبة اجتماعية ترددها الأجيال ويكرسها المثل الشعبي (لا تقف على ظل المعلم) واعتبرت الحكومة والشعب مهنة التعليم من المهن المقدسة , لذلك استثنت الحكومة المعلم من أداء الخدمة العسكرية، وفي حالة التحاقه بها عند الضرورة فإنه يلتحق بدورات خاصة لتأهيل وتخريج الضباط، وأكدت أيضًا ضرورة الوقوف على رأي المعلم أثناء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها كوريا الجنوبية عام 1997، مما يعكس أهمية دور المعلم في الحياة الاجتماعية وألزمته الحكومة بعد تخرجه من الدراسة الجامعية في الانخراط بدورتين خاصتين بمجال التربية والتعليم، وبعد اجتيازهما يخضع المعلم لاختبارات ومقابلات خاصة، مما يعزز الجانب العلمي والتربوي لدى المعلم. كما أولت الحكومة الكورية أيضًا اهتمامًا بالمستوى المعاشي للمعلم، ولا يقل اهتمامها بالجانب المعنوي، حيث يتقاضى المعلم المعين حديثًا راتبًا شهريًا لا يقل عن (2000) دولار شهريًا، وهذا يكفي لتغطية نفقاته الشهرية ليعيش بمستوى يليق بمكانته الاجتماعية, ويزيد راتب المعلم استنادًا إلى زيادة خدمته ونشاطه النوعي؛ الأمر الذي يشجع العوائل الكورية دون استثناء على ضرورة إرسال أبنائها الى المدارس لإتمام دراستهم الجامعية من أجل أن يكون في كل عائلة معلم. كما دعمت التشريعات الحكومية المعلم بصورة مباشرة من خلال تقليل حصصه الأسبوعية وتخفيض عدد تلاميذ الصف الواحد ليصل إلى (35) تلميذًا، وجعل سن التقاعد (62) عامًا بدلًا من (65) عامًا, ويقوم المعلم بأداء واجبات متنوعة في المدرسة الكورية، فهو يقوم بالإشراف على التلاميذ أثناء تنظيف المدرسة، وذلك من خلال إعداد جدول خاص, علمًا بأن المدرسة الكورية لا تحتوي على عامل تنظيف سواء لصفوف المدرسة أم لمرافقها الأخرى, وكذلك الإشراف على أعمال المكتبة وزيارات المرافق التربوية والثقافية والسياحية كمساهمة تطوعية، ويستمر الدوام اليومي بالنسبة للمعلم الكوري من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الرابعة وأربعين دقيقة عصرًا، ويشمل ذلك جميع المعلمين وأصحاب المدرسة والإداريين دون استثناء، حتى إن لم يكن لديهم حصص مخصصة في ذلك اليوم, ويقضي المعلم الساعة الأخيرة في الإعداد وتهيئة مستلزمات دروس اليوم التالي، وكذلك تطوير قابلياته الفكرية والعلمية والثقافية. وتقسم مؤسسات إعداد المعلم إلى: - معاهد إعداد المعلم أو كليات المعلمين، وتمتد لمدة سنتين , ويعد فيها معلم التعليم الابتدائي. - كليات التربية لمدة أربع سنوات ويعد فيها معلم التعليم الثانوي. وقد كانت مؤسسات إعداد المعلم في كوريا الجنوبية مؤسسات وطنية (قومية) تخضع لإشراف وزارة التعليم، أما الآن فيسمح بإنشاء معاهد خاصة لإعداد المعلم، وفي مقابل ذلك فإن خريج هذه المؤسسات الوطنية عليه أن يعمل في مدارس محددة، تحددها وزارة التربية له خلال فترة معينة. لماذا تقدموا؟ ما الأسباب والدوافع التي أدت الى تقدم كوريا وتطورها حتى أصبحت في مصاف الدولة المتقدمة اقتصاديًا في فترة زمنية قصيرة..؟ وكيف استطاعت هذه الدولة الآسيوية، وهي دولة ذات موارد محدودة، تحقيق معجزة اقتصادية في فترة زمنية بدأت منذ ستينيات القرن الماضي؟ فهي دولة لا تملك ثروات طبيعية؛ حيث تستورد ما قيمته 256 مليار دولار من المعادن والطاقة، ثم تحولها بالعلم والتكنولوجيا إلى معدات إلكترونية وثلاجات وسيارات وغيرها وتصدرها للخارج بقيمة 288 مليار دولار، حتى أصبح متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي حوالي 20 ألف دولار سنويًا. التجربة الكورية تستحق الإشادة والدراسة ؛ إذ استطاع هذا البلد أن يتحول إلى دولة صناعية في فترة لا تتعدى الخمسين عامًا بفضل اهتمامه بالتعليم الجيد وتنمية القوى البشرية. وقد أولت الحكومة الكورية اهتمامًا بالغًا بالتلميذ وسعت إلى تهيئة كافة المستلزمات التربوية لإنجاح هذا الهدف ومن أبرز هذه الملامح: - التعليم الأساسي في المدارس الابتدائية والمتوسطة إلزامي ومجاني في جميع أنحاء الجمهورية الكورية. - هيأت الحكومة الكورية المناهج الدراسية بشكل مركزي ومتطور، حيث إنها تخضع للتغيير والتطوير كل خمس سنوات لمواكبة التقدم العلمي، ويمكن للمديريات العامة في المحافظات التصرف بالمناهج ضمن خطة وزارة التربية. - أولى النظام التعليمي في كوريا الجنوبية اهتمامًا ملحوظًا بالأنشطة اللاصفية وغالبًا ما يكون بعد ساعات الدراسة المقررة أو أثناء العطلة الشتوية والربيعية والصيفية، وتكون هذه النشاطات اختيارية وحسب رغبة التلميذ وبأسعار رمزية , إن هذه النشاطات تشمل مواضيع مختلفة (الموسيقى-الرسم-الأعمال اليدوية-الرياضة)، ويحظى هذا النشاط بدعم وتشجيع أولياء الأمور الذين يسهم بعضهم كمتطوعين لإلقاء المحاضرات وتقديم المساعدة. - وفرت وزارة التربية مطعمًا خاصًا بكل مدرسة يقدم للتلميذ وجبة غذائية متكاملة وبأسعار رمزية يعفى منها التلميذ ذو الدخل المحدود. - هيأت الحكومة الكورية كافة وسائل التعليم الحديثة الداعمة للعملية التربوية بدءًا من تكامل بناية المدرسة ومرافقها الأساسية (المختبرات، وقاعات الحاسوب، وقاعات الرسم، وساحات التربية الرياضية), وانتهاءً بتكنولوجيا التعليم الحديثة داخل الصف. - وفر النظام التعليمي في كوريا أجواء الديموقراطية لينعم التلميذ بنشأة سليمة خالية من الضغوط والشد النفسي، وبذلك يستطيع التلميذ أن يتلقى المعلومات والمعارف والخبرات بشكل انسيابي وبحالة نفسية جيدة, ويظهر ذلك بوضوح من خلال طريقة جلوس التلاميذ داخل الصف على شكل مجاميع صغيرة تتيح الحرية للتلميذ في التواصل مع زملائه وأستاذه. أن المدارس في كوريا الجنوبية تكون شاملة لكل المرافق التعليمية ومؤثثة بشكل جيد مع وجود ممرض في المدرسة يهتم بالجانب الصحي, ويخصص لكل تلميذ خزان صغير يستخدمه لحفظ حاجاته الخاصة, وأن جميع الوثائق الخاصة بالتلاميذ مدونة على أجهزة الكومبيوتر، وتتخصص المدرسة بنوع من الرياضة مما له علاقة بالجانب التاريخي للمنطقة، وتقوم كل مدرسة بإعداد بطاقة ملونة خاصة بالمدرسة يتم من خلالها التعريف باسم المدرسة وموقعها وعدد تلاميذها ونشاطاتها ومواعيد الامتحانات والفعاليات اللاصفية وتوزع هذه البطاقات على الزائرين. - تتألف المكتبة الوطنية للطفل من أربعة طوابق تطبق فيها التقنيات الحديثة بدءًا من الاستعارة إلى إعادة الكتاب، وتحتوي المكتبة على (250) ألف كتاب متخصص في مجال الطفل والبالغين من المرحلة المبكرة حتى سن (18) عامًا مع وجود قسم متخصص للباحثين في مجال الطفولة. - تحتوي المدرسة الكورية على صفوف للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير معلمين متخصصين بهذا الجانب، كما يهتم الكوريون بالموهوبين حيث توجد 15 مدرسة ثانوية للموهوبين والمتميزين في العلوم والرياضيات يدرس فيها 3738 طالبًا وطالبة، وهي مدارس حكومية مزودة بأحدث التجهيزات في المختبرات والمعامل. يجب أن يغطي التعليم مساحة الشعب كله، وهذا يعني أن علينا إحداث ثورة في برامج التعليم وثورة في فلسفته. وكان ما أراده الشعب الكوري. فنسبة التعليم في كوريا 96%، ونسبة الأمية 4%، وهذا يتقدم على نسبة التعليم في أمريكا! إن كوريا لاتملك سوى ثروتها البشرية، وهي ثروة تتمثل في شعب جيد التعليم. ليس لدى كوريا بترول أو مصادر أخرى للطاقة. ليس لديها سوى الإنسان، والمدرسة، والمدرسة هي الاستثمار الأول الذي ينتج لنا الثروة البشرية، وهذه الثروة هي المسؤولة عن تحقيق معجزة التنمية والتقدم.
د. حسن الباتع عبدالعاطي -مصر :
|
ساحة النقاش