جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ما أشبهَ الليلة بالبارحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 أكتوبر، 2011
.
.
أَعِـــدْ حُــرِّيَّـتـي.. إنْ كُــنـتَ حُـرَّا
ولا تَـــمــلأ فَــمــي ذَهَــبــًا ودُرَّا
.
أَعِـدْ وَطَـني الـذي ضَـيَّعتَ يـا مَن
أبَـــحــتَ جَــلالَــهُ بَــحــرًا وبَــــرَّا
.
أَعِدْ وطني، أعِدْ شَعبي، أَعِـدنِي
فَــقَــد أنْـهَـكْـــتَـنِي كَــــرًّا وفَــــرَّا
.
لِــمــاذا كُـلـمَّـا عـانَـقـتُ رُوحِـــي
تَـرَبَّـصَ بــي سَـــرابُكَ واكْـفَهَرَّا !
.
أَأَنــــتَ خَـلَـقـتَني لأكـــونَ عَــبْـدًا
تُـسَـيِّـرُ أَمْـــرَهُ خَــيـرًا وشَــــرَّا !
.
أأنــتَ دَحَـوْتَ هـذي الأرضَ حـتى
تَــكُـونَ الــواحـدَ الــفَـردَ الأَبَــرَّا !
.
أأنـــتَ مَـلَـكْـتَهَا مِـــن قَـبـلِ عــادٍ
لِـتُـنـذِرَ بـالـهَـلاكِ لِــمَـن تَـجَـرَّا !
.
وهـل أَنْـجَبتَ فِـيها الـشَّعبَ حَتى
يُــراعِـي فِـيـكَ إِحـسـانًا وبــِرَّا !
.
.
.
وأَمَّـــا بَـعـدُ: يــا هَــذا الـــذي إنْ
سَـئـمْـنَا وَجــهَـهُ فِـيـنـا.. تَـعَــرَّى
.
ويــا هــذا الــذي شَـطَرَ الـمُصَلَّى
وكــالـرِّيـحِ الـخَـبـيــثَةِ فــيـهِ مَـــرَّا
.
وعـــادَ مُـرَقَّـعًـا مِـــن كُــلِّ وَجـــهٍ
يُــواجـهُ بـالـتَّـحَرِّي مَـــن تَــحَـرَّى
.
ويــا مَــن لـلـرَّمادِ عـلى جـراحِ الـ
سَّــعــيـدةِ مَــــدَّ سَــاعِـــدَهُ وذَرَّا
.
ويـــا مَــــن يَـــزرَعُ الأحـقـادَ فـيـنا
لـيَـقـتُـلَ بــالـذي أَغــــوَى وغَـــرَّا
.
ويــا هــذا الــذي أَفْـنَــى وأَقْـنَـى
وأبـكَـى واسـتَبــَـى... وهَلُمَّ جَرَّا
.
لـــمــاذا كــلــمَـا قُــلـنـا انْـتَـهَـيـنا
مـن الـدَّربِ الـطَّويلِ بِـكَ اسْتَمَرَّا !
.
أتُــدرِكُ مــا الــذي يَـعـنيهِ شَـعبٌ
عــلـى نَـــزعِ الـكَـرامَةِ قَــد أَصَــرَّا
.
أتَـسمَعُ صَـرخَةَ الأيـتام؟ قُـل لـي
أَمَــا أَصـغَـى فُـــؤادُكَ واقْـشَـعَرَّا !
.
أمَــــا رَقَّـــت شِـغـافُـكَ لـلـثَّـكالى
وقَــــد أقــفَـلــنَ لـلـعَـودِ الـمَـمَـرَّا
.
أمَــا أطـرَقـتَ مِــن خَـجَلٍ لـشَعبٍ
مِـــن الـوَجـهِ الـمُـصَفَّحِ قَــد تَـبَـرَّا
.
مَـلايـيـنُ الـوُجـوهِ هـنـا اسـتَـقَرَّت
وكـالـحَرباءِ وَجـــهُـكَ مـا اسـتَقَــرَّا
.
أيــا هــذا الــذي أحـصَى الـضَّحايا
فــمــا ارتَـجَـفَـت يَــــدَاهُ ولا أقَـــرَّا
.
أتـطـمَعُ أنْ تَــذوقَ الـشَّعبَ حُـلوًا
وقـــــد أشـبَـعـتَـهُ بـالـقَـمعِ مُـــرَّا
.
وقـــــد قَــابَـــلـتَ وَردَتَــــهُ بــنــارٍ
وكُـنـتَ عـلـيهِ فــي الـسَّـرَّاءِ ضَـرَّا
.
وقــــد أَمــطَـرتَ بـالـبَـارُودِ فِـيـمَن
يُـــؤمِّــلُ أنْ يَــــرى مَــــاءً وبُـــــرَّا
.
لـقـد فــاتَ الـقِـطارُ عـليـك.. إنـي
بـقَـولِـي (فَــاتَ) لا أُخـفِـيكَ سِــرَّا
.
وقـد جَـفَّت ضُـروعُ الـصَّبرِ فَاســأل
جُـحـودَكَ كــم عَـلـيهِ الـشَّعبُ دَرَّا
.
ورِفـقًـا بـي, وبـالأشعــــارِ يـا مَـن
أَكَـلـتَ الـشِّـينَ ثُــمَّ الـعَينَ والـرَّا..