.
سُـبْحانَ مَـنْ خَـلَقَ الأنِـينَ وخَـلَّقَهْ
فــي الـمُـعْدِمِينَ وبـالـقَناعةِ عَـتَّقَهْ
.
كَــمْ مُـعْـدِمٍ إنْ جــاعَ طِـفْـلُ أنِـينِهِ
قَـبَـضَ الـهَـباءَ بـشَـهْقَتَينِ وأطْـلَـقَهْ
.
بـحـجابِ شِـقْـوَتِهِ تَـوارَتْ شَـمْسُهُ
ما عادَ فيهِ سوَى التَّعاسَةِ مُشْرِقةْ
.
وبـبَـرْزَخِ الأحــلامِ يُـوغِـلُ بـالأسـى
ويَــجُـوبُ بــالآهـاتِ كُـــلَّ الأرْوِقـــةْ
.
يَـتَـصَـفَّـحُ الآتـــي بـدَفْـتَـرِ بُــؤْسِـهِ
فـتَـلُـوحُ فــيـهِ غَـيـابَـتانِ ومِـشْـنَقةْ
.
أسَـفـي.. كَــأنَّ لــهُ الـفَـناءَ هُـويَّةٌ
ودُروبـــــهُ بــالأُحْـجـيـاتِ مُـبَـنْـدَقـةْ
.
يُـمْسِي ويُـصْبحُ فـي رَصيفِ عَنائِهِ
مَـنْفاهُ يَـرْكُضُ فـيهِ كَـيْ يَـسْتَطْرقَهْ
.
ومُنَاهُ فــي رئَــةِ الـتَّمَـنِّي أجْـدَبـَتْ
وغَــدَتْ كـأصْداءِ الـخَريفِ مُـشَقَّقةْ
.
ضـاقَتْ بـهِ دُنـْياهُ , ضـاقَ بـها.. وما
لاقَى سوَى طَيْفِ الضَّياعِ ليَعْشَقَهْ
.
لَــكِــنْ لأنَّ غِــنَــاهُ يَــمْــلأُ جَــوْفَـهُ
قَــدْ صــارَعَ الإمْـلاقَ حَـتَّى أرْهَـقَهْ
.
إذْ ظَـلَّ كـ الأوْطـانِ يَـشْحَذُ نَـفْسَهُ
تَـبْقَى عـلى حَـبْلِ الـعَفافِ مُـعَلَّقةْ
.
مــــا مَــــدَّ كَــفـًّـا لـلـزَّمـانِ وإنَّــمـا
يَــوْمًـا تَـوَسَّـلَهُ دَمًــا كَــيْ يُـنْـفِقَهْ
.
طُـوبَى لـهُ , للكادِحينَ , لـكُلِّ مَـنْ
جَـعَـلوا عُـراهُـمْ بـالـقَناعةِ مُـوثَـقةْ
.
مـــا تــاجَـروا بــدَمِ الـبَـلادِ وأهـلِـها
كَلّا , ومـا كانـتْ لَـدَيْهم ( صَـنْدَقةْ )
.
أنـَّـى لَـهُـمْ.. وَهُــمُ الـذيـنَ إذا رأوا
بـأنِـيـنِهِم كُــلَّ الـجـِهـاتِ مُـطَـوَّقــةْ
.
عَــزَفُـوا نَـشِـيـدَ الأنـْبـيـاءِ لِـتَـغْتَدي
أرواحُــهُـم بـرُبـَى الـتَّـعَفُّفِ مُـورِقـةْ
.