جالس على كرسيه في إحدى المقصورات وهو ينظر من النافذة إلى الصحراء القاحلة التي يسير بها القطار حين توقف فجأة وماهي إلا دقائق قليلة حتى حظر إليه رجل ليقول :
_ تفضل بالنزول هنا محطتك سيدي
انصاع إليه دون نقاش ونزل دون أن يحمل شيئا من أمتعته
حال نزوله سار القطار في طريقه المعتاد وظل هو تحت أشعة الشمس يبحث عن مأوى دون جدوى .
قرر أن لايستسلم للموت وسار بمحاذات السكة عسى أن يمر قطار آخر.
إن هي إلا ساعات حتى غربت الشمس وخفت الحرارة وزرع النسيم الأمل بمضي الوقت لحين وصول قطار آخر.
غلبه النعاس والجوع والعطش فاستسلم للنوم حتى لفحت وجهه شمس الصباح فقرر أن يحث الخطى لعله يصل لمحطة قريبة .
سار ساعات دون جدوى حتى تمكن منه العطش والتعب وخارت قواه فإذا بقطعة قماش قديمة متهالكة قد علقت بأطراف سكة القطار .
سقط على الأرض وبدأ يزحف نحو قطعة القماش سحبها من طرف السكة وفكر أن يجعل منها مظلة تنقذه من حرارة الشمس لحين وصول الغيث.
لم يجد مايسند به المظلة فقطع أطرافه الأربعة وجعلها مساند وسحب جسده النازف تحت المظلة وهو شبه مغمى عليه .
مر القطار على عجل وسحبت ريحه المظلة معه وظل هو قابع تحت الشمس
٢/٨/٢٠١٥
بقلمي