جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الفصل اﻻول
جريمة باسم الحب
الجزء السابع
اعﻻن الحب
رجعت حليمة إلى البيت وهي كطير ﻻيسعه المشي على اﻷرض هوينا..كانت تريد أن تحلق في السماء لترافق روحها غزوان .. داعبتها اﻷفكار كثيرا ..
ترى من يكون ؟
كيف يحيا؟
ماذا يهوى وماذا يكره؟
..رغم أنها تسمع عن أبي منتظر عمه شيخ القرية ..لكنها ﻻتجرء على السؤال عنه ﻷي أحد.. ظل غزوان حلما يراودها في صحوها ونومها . في كل لحظة تتذكر كلماته ونظراته الجميلة، وطوله الفارع ، ووجهه الصبوح .الذي لم تلفحه حرقة الشمس كوجه ابيها..فوسامة غزوان ونظراته الجميلة آسرت قلب حليمة ابنة السابعة عشر ربيعا .. حتى تملكها الشوق لرؤيته مرة أخرى..
لم تكن حليمة تخرج إلى محل البقالة يوميا ..فيمر يومان او ثﻻثة دون أن يحتاج المنزل للتسوق فمعظم احتياجاتهم من محصول البستان وانتاج الحيوانات الداجنة من بيض وحليب ولحوم .. سوى لبعض الحاجات المصنعة التي يضطرون لشرائها
......... ... ...............
كان غزوان يأتي كل يوم يقضي نهاره تحت تلك الشجرة الضخمة وظﻻلها ..ينتظرها لعلها تطل عليه بوجهها المﻻئكي كلون الياسمين اﻻبيض فما زالت غضاضة الطفولة في وجهها وعينيها السوداوين الواسعتين بنظراتهما البريئة الساحرة ..ويتذكر تلك الشفتين المدورتين الممتلئتين كأنهما خاتم ماسي ..وكم سحرته عندما حدثته ..كم تمنى لو أنه رأى شعرها أو قوامها ..فقد كانت عباءتها تخفي كل مفاتنها..وعلى الرغم من هذا سلبت عقله وغيرت أحواله كلها ولليوم الثالث يرجع للبيت خائبا لم يمتلك جنته بلحظات رؤيتها دخل البيت واجما وكأنه مغيب لم ينتبه ﻷمه وتخطاها لغرفته حتى لحقته
فقالت له كأنها تعاتبه :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فرد بهدوء حزين :
- السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته..آسف أمي لم انتبه
قالت له :
- أﻻ يكفيك صمتا وتخبرني بما يحدث
فانطلق بالكلام وكانه اكتفى من الصمت يود من يشاركه ماهو فيه
فقال :
- أمي أريد أن أتزوج !
فتهلل وجهها فرحا
قائلة :
- أنه يوم عيد..سأختار لك أجمل النساء وأحسنهن نسبا وخلقا
قاطعها منتفضا :
- ﻻأمي أريد أن أتزوج مﻻكا رأيته في القرية ..
لم تعرف اﻷم بم تجيب !!هل جن إبنها؟ عن أي مﻻك يتحدث وقبل أن تسأل جاءها الجواب حين
قال :
- أمي أتعرفين بيت أبي جمال في الطرف اﻵخر من القرية؟
تساءلت باستغراب :
- أي أبي جمال تقصد؟!!
قال :
- أنه ذاك الرجل اﻷسمر الذي لديه سبعة أوﻻد وبنت واحدة في البساتين التي تقع خلف محل أبي أحمد
و كأنها تذكرت قائلة :
- اااه نعم تذكرت أعرف زوجته ﻻأعرفه.. وأنت تصف لي الرجل ..أنهم عائلة طيبة وأخﻻقهم عالية
نظرت إليه بتساؤل وكأنها تقول وماذا بعد
فأردف قائﻻ :
- أمي أني أريد أن أتزوج إبنته حليمة
إنتفضت حينها مستنكرة وقالت :
- أين رأيتها ؟ وكيف عرفتها ؟ وكيف عرفت إسمها؟ وهل كلمتك وهي غريبة ﻻتعرفك؟!!
فقاطعها معترضا :
- لحظة لحظة ماكل هذه اﻻسئلة ..
قالت له :
- يجب أن أعلم خلقها ومدى علاقتك بها
وبعصبية وكأنها مست حبيبته قاطعها
قائلا :
- أوﻻ هي لم تكلمني ولم أكلمها إنما رأيتها عند أبي أحمد البقال مرت من أمامي وسحرتني .
.وعﻻ صوته بعصبية قائﻻ:
- أنها حتى لم تنظر لي وأنا من تبعها ﻹعلم من تكون ومن أهلها وكنت أجمع المعلومات عنها
فهدأت مطمئنة حينها وقالت :
- إبني ﻻتزعل مني فان لي الحق أن أطمئن على خلق زوجة إبني واعلم أنهم عائلة كريمة وأهل خلق
فهدأ غزوان حينها
وقال لها :
- أكتمي اﻷمر اﻷن.. أريد التاكد أوﻻ من بعض اﻷمور وحينها أخبرك أن تتحركي للخطبة أردت أن أريح تساؤﻻتك ..واعلمي أني أن لم أتزوج حليمة لن أتزوج غيرها
ثم تغيرت نبرة الحزن لديه وكأنه أزاح الهم عن كاهله وزرع اﻷمل في قلبه
فقال ﻷمه ضاحكا:
- لكن يجب أن أكون حيا ﻷتزوج وأنا سأموت جوعا
فنهضت مبتسمة وهي تقول :
- أﻵن احضر ألذ الطعام للعريس.
9/6/2015
بقلمي