بتنا نسمع هذه الكلمة في ايامنا هذه كثيراً واصبحت متداولة على الالسن لدى الناس كافة واصبح البعض يتشدق بها ليبن لك مدى فصاحته او سعة علمه وحكمته وربما لم يعرف لها معنى ولكن من باب الاستعراض والتفاخر فيرمى بها كل حين وفي كل مناسبة ، وبغض النظر عن ذلك فالرويبضة هو شخص تافه ليس له قيمة ربض عن طلب معالي الأمور وكسل عنها وتمسك بسفاسفها وتوافهها وهو انسان سفيه يتكلم في امور المسلمين ويتحدث في قضاياهم ويصدق رأيه ويعتد به ويتبعه الرعاع وقليلو الدين من الناس والجهلة والدهماء الذين عظمت الدنيا في نفوسهم وتناسوا امر الاخرة ومافيها واصبح الدرهم والدينار والريال اهم عندهم من العلماء والحكماء والرجال واصبحوا ينشرون كلامه رغم تفاهته وعدم مصداقيته وجهله والمصيبة الكبرى انه شخص ليس للاحترام عنده مكان وهمه مصلحته فهو شخص لايوقر ولا يحترم لاي عالم او حكيم مكانته بل يمدح من جاء على هواه ويصول ويجول في عرض من خالفه ونهى عن اتباع هواه ، لذلك يعرف الرويبضة بكثرة كلامه وخوضه في كل مجال سواء عرف فيه او لم يعرف واختفاء مصطلح كلمة ( لاأعلم ) لديه فهو عالم في كل المجالات ومتعدد المواهب وخوضه في كل ماهب ودب وفد ساهم الانترنت في ذلك ايما اسهام فجعل للرويبضة مجال واسع لكي يبدع ويسرح ويمرح ومااكثر الرويبضات في الواقع الافتراضي فتاره يجلس وراء لوحة المفاتيح يبدع ويخوض فتارة تراه صلاح الدين وتارة تراه عمر بن الخطاب وتارة تراه عمر المختار وتارة تراه احمد شوقي وتارة تراه تشي جيفارا وتارة جورج واشنطن والاعجب من ذلك ان جمهوره يزيد ومشجعيه يكثرون فاللهم سلم سلم نسأل الله السلامة والعافية وان يختم اعمارنا قبل قيام الساعة وان لاتقوم علينا ونحن احياء .
خاطرة :-
قال الشاعر :-
خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها
وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
وأكرمُ الأُسْدِ محبـوسٌ ومُضطهدٌ
وأحقرُ الدودِ يسعى غير مضطهـدِ
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ
حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ
وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ
وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ
وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَدِ
احسان الصالحي