ساروي لكم قصة قلم و ورقة يحكى أن قلماً كان بارعاً في الكلام ويملك أحرف جميلة يعيش قصة حب مع دفتر من أوراق بيضاء يعطيها حبراً نقياً وتهبه أوراقاً بيضاء ناصعة هكذا عاشوا بسعادةٍ وهناء وفي يوم من أيام آذار الباردة لاحت لهم طائرة ورقية تعلو وترفرف بالسماء وتملكُ ألواناً براقة بَهرَ كل من القلم و الورقة بها ...فقالَ القلم للورقة هل اناديها ونتحاور معها ؟ وافقت الورقة البيضاء فأتت الطائرة الورقية تزهوا بألوانها البراقة و دارت أحاديث عدة بينهم ...وعادت الطائرة الورقية من حيث أتت وتركت القلم مبهوراً مفتوناً فقالت له الورقة البيضاء لم تعجبني تلك الطائرة فقد لاحظت خبث وكذب تلك الطائرة الملونة بعدة ألوان تسرق الأنظار لتخفي قبح صفاتها لكن القلم فتن بها وأصبح يسامرها كل يوم يضحكان ويمرحان معاً، حاولت الورقة أن تستعيد نقاء القلم وطلبت منه أن يكتب شيئاً كما كانا سابقاً فكتبَ القلم لكنٌ حبره هذه المرة كان جافاً وقاسياً فمزقَ الورقة البيضاء حزنت الورقة وبكت ، فاعتذر لها وأخبرها أنه لا يقصد .. ولأنها كانت تحبه سامحته وبدأت تداوي جروحها ومرت شهور وهي تتألم والقلم يبتعد و أصبح يكذب ويتلون بألوان تلك الطائرة الورقية مبهوراً بخبثها ونفاقها إلا أن أصبح نسخة عنها وتلونَ بألوانها فيكتب لها ويبتسم لها وأخبرها أنه يريد أن يطير معها إلى السماء حيث هي طائرة بالهواء تجذب من يحلو لها ببراعة وافقت الطائرة وأعطته خيطها وقالت له : أنت لي .....
ومهما طال خيطي لكنه بيدك و سأخذك معي وطارت الورقة بعد أن ربطت القلم بخيطها فلم تقوى على الطيران ...فأخبرته أنه ثقيل يجب أن يتخلى عن بعض الأشياء التي يملكها وافق القلم وتخلى عن ورقته .. لكنه لم يطير فتخلى عن أصدقاءه ...ولكنه لم يطير فتخلى عن ضميره وحاولت جاهدة نقله لكنها لم تفلح مدعيةً أنه يجب أن يتخلى أيضا فهو ثقيل فتخلى عن عائلته وهو حزين فارغ لم يعد يملك أي شيء ... لكنها أخبرته بعد أن تخلى عن كل شيء لأجلها أنها طائرة ورقية لا تستطيع نقله من مكانه واقترحت عليه أن يبقى مربوطاً بخيطها وهي ستطير محلقةًً بالسماء نسمة آذار تداعبها وتشرين يقسو عليها هي مازلت طائرة والقلم مازالَ عالقاً فارغاً ينتظر نسمة قوية ليقلع مع طائرتهِ الورقيه المصنوعة من ألوانٍ مغشوشة ..... ومازلت الورقة تداوي جراحها برفقة أقلام رصاص ثابتة لا هدف لها سوى أن تعود الورقة لنقائها و لأبتسامتها الدائمة .
بقلمي....