مجلة رابطة عزف الـأقلام العربية

رئيس مجلس الـإدارة/ سيد منيرعطيه

الفصل اﻻول
جريمة باسم الحب
الجزء الرابع
احتراق الشوق
في اليوم التالي مثل كل صباح مر على حليمة لم يتغير من أمرها شيء ولم تكن بحاجة للذهاب لمحل أبو أحمد فلم تخرج من البيت وانشغلت بتنظيف المنزل ومشاهدة التلفاز ونسيت ماحدث أمس دون اكتراث
... .............
أما غزوان صحا مبكرا ليس كعادته ﻷنه لم يسهر مع أصحابه كما تعود كل ليلة ..كانت أمه تطعم الحيوانات وتفاجأت به خلفها
يناديها :- صباحك شمس مشرقة أمي
دهشت اﻷم ﻻستيقاظه المبكر وإسلوبه الرقيق المفاجيء!!
ضحكت وقالت :- سﻻم قوﻻ من رحيم !!.هل أنت متأكد إنك بخير بني
إبتسم بتهكم وقال :- ﻻيرضيك شيء ...هيا أعدي لي الفطور أكاد أموت جوعا
أجابت مع إبتسامة تمتزج بين الفرح واﻻستغراب :- من عيوني وقلبي ياأغلى البشر
داعبها بقوله :- الله الله ماأحلى الغزل من أمي الطيبة
رسمت الفرحة على وجه اﻷم
وقالت وهي تذهب ﻹعداد الفطور ﻹبنها:- اللهم أدم هذه النعمة
وبينما تعد هي الفطور كان غزوان يستحم ويتعطر ويرتدي أجمل لباس للخروج .. نادته أمه حينها ليفطر فأتى مسرعا حين رأته متأنقا متعطرا
قالت مازحة :- وكأني أراك عريسا يتهيأ لعرسه
أجابها مبتسما :- أﻻ يليق بي أمي
أجابته والفرحة ترقص في عينيها:- إنه يوم عيدي بني
جلس ليتم فطوره وسألها قبل أن يفطر:- ألن تفطري معي ..
أجابته :- لو كنت أعلم أنك ستصحو باكرا ﻻنتظرتك لكني فطرت منذ ساعة ..كل أنت بالهناء
جلست أمامه ترقبه بنظراتها التي تتراوح بين الدهشة والفرحة
سألته عسى أن تفهم شيئا :-غزوان ألا تخبرني ماالذي يحصل معك
أجابها وهو يأكل دون اكتراث :- وما الذي يحصل معي
ردت عليه :- حضورك مبكرا وعدم سهرك كعادتك وصحيانك المبكر ..واﻷكثر من هذا الفرحة التي تغمرك ولم أشاهدها منذ وفاة أبيك على محياك
أجابها:- أما حضوري باكرا وعدم سهري ﻷني انفصلت عن أصحابي فلم تعجبني تصرفاتهم. وأما صحياني باكرا لنومي مبكرا.. وأما ماترينه أنت من فرحة ﻻأرى سوى أنه أمر طبيعي وﻻأعرف له سببا
ثم أردف قائﻻ :- هﻻ كففت عن اﻻسئلة أم تراني يجب أن أرجع للسهر والعبوس
قالت وهي باسمة مترجية :- ﻻ بني لن أسأل بعد اﻻن يكفيني رؤيتك سعيدا
أكمل فطوره وخرج نحو الدروب التي مرت بها تلك الصبية وهو ﻻيعلم من تكون وﻻيجرؤ على السؤال عنها أي شخص..وظل دون جدوى طول النهار يتسكع بين هذا الطريق و ذاك و أي طريق محاذي له قد تسلكه..لكنها لم تحضر... وحين بدأت الشمس تغرب وقد علم إن بعد هذا الوقت ﻻيمكن لبنات القرية من الخروج بدأ اليأس والحزن يسيطر عليه..حزن هاديء عميق وهو ﻻيعلم لما هذا اﻹحساس .. رجع إلى البيت خائبا حزينا ..وبهدوء حزين سلم على أمه ودخل إلى غرفته .. ذهلت اﻷم لهذا التقلب في مزاجه..
فلحقت به إلى غرفته تسأله :- مابك بني هل أصابتك عيني فحسدتك ..لم أتنفس فرحتي بك بعد!!
رد ببرود :- ﻻشيء أمي فقط متعب ونعسان
أجابته وهي في حيرتها:- ألن تتعشى
رد قائلا :- ﻻأشعر بالجوع أريد النوم فقط
ردت عليه :- نم بني وسأحرق الحرمل والملح مع ورقة اثقب بها عيني وعين كل حاسد لك
رد عليها وكأنه منكسر :- كفاك أمي من يحسدني ؟! وعلى ماذا ؟!
ببراءتها وعقلها البسيط أجابته :- بني اﻷم بفرحتها تحسد أبناءها سأحرق الحرمل وورقة فيها أثقب العيون التي حولك. إنها مجربة ستجد خيرا
.........
وذهبت مسرعة إلى المطبخ ووضعت صفيحة من المعدن مدورة على النار وحين تجمرت من النار رشت عليها الحرمل والملح وأحضرت ورقة فارغة ودبوس وبدأت تعد مع كل ثقب تعمله بالورقة هذه عيني وهذه عين عمتك وهكذا تعدد أسماء كل من تعرفه ورمت بالورقة بين الملح والحرمل لتحترق...
..................................
مﻻحظة ..الحرمل نوع من انواع البخور وهي حبيبات سوداء تفرقع في الحرارة
5/6/2015
ايمان المحمداوي

Sayedmoner

الشاعر سيد منير عطيه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2015 بواسطة Sayedmoner

مجلة رابطة عزف الـأقلام العربية

Sayedmoner
التعريف بالمجلة وشروط النشر على صفحاتها ..... (( مجلة رابطة عزف الأقلام العربية )) : مجلة الكترونية تكتب باللغة العربية....متخصصه في الأدب (( شعر عمودي .. شعر عامي.. خاطرة أو ومضة )) كما إنها تولى عنايه كبيره بالحرف العربي لكل مبتدئ . .... مجلة ((رابطة عزف الأقلام العربية )) هدفها »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

86,392