الفَقد له معي باع طويل وللامانه رفيق وفي لجميع مراحل العمر ..فكان اول موعد لي مع الفقد والخساره عندما كان عمري ٥ سنوات ..اتذكر كم بكيت على فقدان لعبتي..
الى ان أتت صديقتي وشاركتني العابها ..
وما ان كَبرت قليلآ ..كَبُر معي حجم الخساره كأننا في علاقه طرديه .. ولكن كان هناك سحر خفي يجعل من اليأس سراب.. اجدهُ دائمآ في ضحكة جدتي التي لم تقطع املي بغد اجمل...كما هو الحال شعر ابي اللؤلؤي الذي لم يخذل طموحي يومآ ..وصبر امي وتحملها تربيتي واخوتي منفرده عندما كان ابي في جبهات القتال جعلني اسبق سنين عمري شجاعه وحكمه ... ففي كل الظروف كنت على يقين بأن هنالك من سيعوض خسارتي...نظرت صديقتي ..ضحكة جدتي ..شعر ابي ..صبر امي ..حنان اخوتي ..فقد كان هذا عالمي القابل للحياة والقادر على التعويض بحب...ولكن لم اجد الى الان مايعوض خسارت وطني ..عدتُ الى العاب الطفوله فوجدت الاطفال رجالآ بعمر الخمس سنوات يفترشون الصحراء ملعبً ..خذلتني صديقتي لاول مره وهاجرت ...فقدت جدتي في واحده من ضرائب الحياة ..وشعر ابي بداء يتساقط ..وامي في حالة قلق دائم على حياة اخوتي ..وهنا فقط عرفت حجم الخساره
وانها اقصى مرحلة من مراحل الفقد انه ‫#‏الوطن‬ اعزائي انه البيت والعائله..الحبيب والصديق ..الامل والاحلام..الماضي والمستقبل
نحن نخسر كل هذا دفعه واحده بخسارة الوطن...