الفصل اﻷول
جريمة باسم الحب
الجزء اﻻول
قرية الطيب
على أطراف بغداد وفي قرية صغيرة تعم بالخضرة والجمال..والليل حين يسدل ستائره عن نور النهار ..يعم الهدوء والسكون إﻻ من جلسات السمر لبعض الشيب والشباب ﻻتفتئ ان تنتهي سريعا فالكل ينام باكرا...واﻷضواء تنحسر ليبقى نور القمر هو عروس السماء الذي ينير البساتين الخضر الجميلة والبيوت الريفية المتناثرة بين البساتين.
ففي كل بستان بيت صغير وصالة كبيرة تبنى في طرف المنزل كمضيف ﻻستقبال الضيوف وهناك باحة خلف الدار تتواجد فيها اقفاص الدجاج وأنواع أخرى من الحيوانات الداجنة وتنور من الطين لصنع الخبز واكوام اﻻغصان اليابسة بجانبه لاستعمالها كوقود للتنور..
هكذا هي الحالة في معظم بيوت القرية تتراوح بين سعة الرفاهية وضيق الحال..
وتفصل البساتين دروب ترابية ضيقة يتوسطها حديقة صغيرة تضم بيت صغير ومحل بقالة قد يضاهي البيت بسعته ..هو ﻷبو أحمد الشيخ الكبير الذي يأتي بحاجات أهل القرية من العاصمة ...
اتسم أبو أحمد بطيبة القلب وبراعة الحديث وحسن الخلق ..فأحبه الجميع
وفي طرف القرية كان بستان وارف الظلال كثير العطاء وبيت متواضع ..كان ﻷبو حليمة وإخوتها السبعة وكان يلقب أبو جمال
أبو جمال طيب القلب متعقل بتصرفاته حنون على عائلته نشيط بعمله في بستانه .. له سبعة أبناء وفتاة واحدة اسمها حليمة كان يراها كضوء القمر تنير سماء بيته بمرحها وطيبتها وخضوعها .. وجميع إخوتها أصغر معها سنا ..كلما تقدم لها خاطب رفضت الزواج لتبقى مع عائلتها ..ولم يحاول والدها الضغط عليها من فرط حبه لها
إخوة حليمة سبعة أربعة منهم في مراحل مختلفة مين الدراسة اﻹبتدائية وثلاثة صغار لم يبلغوا عمر الدراسة أصغرهم طفل رضيع..
حليمةاكملت اﻹبتدائية وتركت الدراسة كما هو معتاد لفتيات اهل القرية .. اتصفت بالطيبة وطاعة الوالدين وحنانها على إخوتها.. وحيويتها ونشاطها في المنزل
.. ...............
اما في رأس القرية كان بيت كبير ﻷبي منتظر شيخ القرية .. له بستانه الواسع كثير الثمر والحيوانات الداجنة ..
وفي أطراف البستان كوخ صغير ﻷم غزوان وابنها يتيم اﻷب ..فقد كان أبوه أخا ﻷبي منتظر وقد بنى الكوخ ﻷرملة أخيه وابنها ليبقيا تحت رعايته..
أم غزوان امرأة ريفية طيبة كان كل همها إسعاد ابنها المتمرد الذي ﻻيرضيه شيء وحقده الذي تملكه على أبناء عمومته وكل من يتمتع بأمان اﻷب ..
غزوان شاب متمرد لم يفلح في المدارس فتوقف عند الدراسة المتوسطة ..ورغم بساطة تعليمه اﻻ انه كان شاعرا موهوبا ..ومع هذا كان الكل يمقت اسمه إن جاءت سيرته لكنه تحت حماية الشيخ أبو منتظر عمه...فلا يتجرأ أحد على مسه بسوء .. ودوما يتحمل عمه شكوى الناس منه من أجل ذكرى أخيه.. وطالما وبخه دون جدوى فقد تملك شيطان الغيرة و الحقد من قلبه.. لكنه كان وسيما ذلق اللسان ان أسهب في الحديث..