التقطي قطراتِ الحبرِ المتساقطةَ من فوهةِ قلمي ... وأخمدي نارَ الكلماتِ المتطايرةِ من فمي .. وأمسكي تلك الطيورَ الهاربةَ من أعشاشها المسكونةَ في قصائدي ... وأخرجي تلك الآهاتِ الحمراءَ المتأججةَ من صدري .. فأنا رجلٌ لم يَعُدْ يقوى أن يصمدَ في وجه ِهذا الشتاءِ المزمن الموشومِ في روحكِ وفي وجه ذاك الجليد المزروع في عينيكِ .. كيف لا وأنا أرى كل شيء فيكِ ينطق .. ارتعاشةُ يديكِ مني تنطق .. ترقبُ عينيكِ لي ينطق .. حسرات أنفاسكِ لأجلي تنطق .. لم يبقَ إلا شفتاكِ فما زال يجثم عليهما صمتُكِ المطبق .. قالت : امرأة شرقية مثلي مازالتْ تعوم في بحور كبريائها .. والعصفورةُ التي في داخلي لا يمكنها أن تلتقطَ حباتِ القمح المتساقطةَ من سنابلِ حبرك .. ولا عذر لمن فرّطَ في قصيدةٍ ضاعت حروفُها من ذهنه حتى وإن كان شاعراً عاشقاً يستنطق حبره الدفين بــ دهاء ..!!