جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هجـمَتْ موجـاتُ صيــفٍ محمــومةٍ علـى جــرداءِ أرضــي ..وأخـذتْ أكفُــها تطـرق بـ كلِ قـوةٍ بـاب داري ..حتـى بـدأتْ تحـرقُ بــ جلـدي وآدمتـي .. ولهيــبُ الشـمسِ زادَ مـن سـمارِ وجـهي .. لا نسيـمٌ عليلٌ في الافقِ يحتضنُتني .. ولا شـجرةُ صفــصافٍ هنــاك تستــظلني .. ولا شــربةُ مـاءٍ بــاردٍ فيــها ترويــني .. وهـا انا قـد أستــنزفتُ اليوم كل طاقاتــي ..و نفِــدتْ منــي حتــى قطــراتِ العــرقِ ولــم تعــدْ تنضــحُ مــن جبيــني .. وكــأن الحــرور قد ذوّب كـل حواسـي وأحشــائي وعظامــي .. فـ وضعــتُ مــا تبــقى من يــدي في جيــبي .. و أنتشــلتُ قلمــي قبــل أن تجفّ قــارورة حبــره وتجــفّ معه بنــات افكــاري .. وتكــوّرتْ غوايــةُ الشِعــرِ والنثــرِ في ذهــني .. وأخــذتُ أستــرجعُ شريــطَ ذكريــاتي .. فـ دنــا منــي طيــفٌ أظنهُ طيفها .. قالتْ لـي : أيـها الرجــل المحتــرق بــ رمــادِ عواطــفه .. لا تجــعل مــن حــرارةِ الصيــفِ شمــاعةً تُـعــلّق عليــها خيبــاتك .. ســلّْ القدر .. لِمْ أصــابك الظمأ و فرَّ منك الماءُ ؟ لِمْ أشتهيتَ الحزن وفرّْ منك البكاءُ ؟ لِمْ تمنيتَ أن تعانق الثلج فـ لسعتكَ حُمــمُ السمــاءِ ؟ لِــمْ لا تَعــضّ علــى يديــك لــ تـنال رشــفة ارتــواء ..وكأنــي بـ غضـبِ الطبيــعةِ سيــظلُ يلاحــقُك .. فـ أنــتَ رجــلٌ نكــث كــل عــهوده معي ..و أنا إمــرأةٌ قـد مَزّقــتْ كــل أوراقــها .. وأشــعلتْ كــل عيــدان ثقابــها .. ومــا كــان يقــضُّ مضجــعها فــي الأمــسِ لــم يعـدْ اليــوم يؤرقــها ..!!