إنّي أراها
تقولُ أنَّكَ تهواني
تنثرُ الوجدَ بصقيعِ كياني
فيسيلُ ترياقُ الغرامِ
من رؤوسِ أناملي
وبأنّي بساتينُ وردٍ
تطايرتْ ذرّاتٍ لأقصى مداها
ألستَ الذي رواها؟
لكنّي أراها
معلقةٌ بين أهدابِكَ
تسبحُ بيَمِّ عينيكَ
تمُدُّ لسانَ المَكرِ شامتةً
بأنَّها التي تهواها
أراها نعم أراها
تنتقلُ بين أنامِلِك
عزفاً مشاكساً
تُقبِّلُ بهدوءٍ رؤوسَ أقلامِكَ
تستحلِبُ حروفَ الغزلِ
من حبرِ دواتِكَ
أتلصَّصُ والغيرةُ أفعى تتلوّى بنبضي
تحرقُ ما بقيَ من أمل
يتراجعُ كلّي
أقدامي تسمَّرتْ مكانَها
أراها
تأتيك بغفوةٍ منكَ
ترمي عليكَ غلالتَها
فتصبحَ مسحوراً بعصاها
أراك وأراها
تحاولُ طردَها بأدبِ شاعرٍ
تصرخُ والصراخُ صامتُ
ثم تذوبُ وتسحرُكَ عيناها
خضراوانِ كمروجٍ وليدةٍ
تنثرُ الشمسُ فوقها بعض ضيائِها
بأم عيني أراها
بقلبي المتمرِّدِ أعزفُ عنك َ
بلهفتي العرجاءَ ألوي الدربَ
وأعاودُ الرحيلَ إليكَ
مهزومةٌ أمنياتي والوهنُ تجلّاها
أراها
حبيبتُك الشقراءُ
لو رأتْ ولهي عليكَ
لتنازلتْ عن دلالِها
لأنزلتْ من قلبِك راياتِها
ولقدَّمتْك لي أجملَ هداياها
نعم أراااااك وأراها
وددتُ الرحيلَ
أحملُ ظلّي الحزين
تُرهقُني قَتامةَ سوادِه
مشفقٌ يمسحُ على قلبي
يُخبرُني أنّني أميرة
ترتدي تاجَ النُّبلاء
بعرفهِم تُداسُ القلوبُ
وتبقى العزَّة تاجَ العظماء
سأسْكِتُ قلبي بجميلِ الهدايا
أهبُه ثراءَ العطايا
سأُسكِرُهُ بأغنيةٍ
كانت ذكرى بيننا
أُشغلُه كطفلٍ لحوحٍ
يأبى إلا مطلَبه
سأُدندِنُ له من نغمِ الحزنِ موّالا
حتى يغفو مسالماً بكلِّ براءة
سأُفرغُ منّي كلّي
لأبقى هيكلاً أجوفاً
وبعدها أرحلُ منتصرةً
على جميلٍ حبٍّ
ليس إلاّ
ذكرى عبرتْني لاهثةً
بكتني بحرقةٍ
اعتذرتْ ورحلتْ
وبقيتُ خيالَ مآتةٍ
يُلاعبُها ظلُّ عصفورٍ
تخشاها الجوارحُ والكواسر ُ
وتهزمُها غيرةٌ بدوامِ اشتعالِها
بكلِّ عجزي
أراكَ وأراها
نداء
