اليوم وفى المقالات التالية يبوح مديرنا بأسرار خطيرة كانت سببا مباشرا فى نجاحه وقوته وثروته...انه التفكير والتحرك الاسترتيجى...
التفكير والحركة نحو هدف أو أهداف بعينها هى قلب وعقل التفكير والحركة الاستراتيجية...
ولكن ما طبيعة تلك الأهداف الاسترتيجية؟
بداية توقعات العملاء تشكل محورا أساسيا للأهداف الاسترتيجية يليه الفرص المتاحة فى الاسواق وكذلك المميزات التنافسية لشركتك والمخاطر المحيطة بها واتجهات السوق والاكتشافات التكنولوجية الجديدة – كل هذا يشكل محاور التفكير والتحرك الاستراتيجى.
هنا قد يبوا للبعض أنهم بعيدون تماما عن هذه الموضوعات وأن دورهم كمديرين وطبيعة نشاط مؤسساتهم لا يتسق مع ما ذكرنا من محاور التفكير والتحرك الاستراتيجى...وهذا خطأ فادح... ان المدير الذى يتصور أن ليس له علاقة بالاهداف الاستراتيجية لشركته أو هيئته أو منظمته – ان هذا المدير يكتب قصة نهايته بيديه. ذلك أن المديرين – كل المديرين – لابد وأن يكونوا أدوات فعالة لتحقيق الاهداف الاسترتيجية لأماكن عملهم.
فلقد عايشنا حالات عدة من تحويل شركات حكومية "مستقرة" الى شركات خاصة "تنافسية" مما استحالت معه حياة المديرين "التقليدين" والعاملين جحيما لايطاق...
كما شاهدنا منافسة كبرى بين منظمات المجتمع المدنى والاحزاب السياسية على أكتساب أكبر شريحة من "السوق" و "العملاء"...
ولاحظنا تغير طبيعة المنافسة وشكل المنافسين لكبريات الشركات من منافسين كبار الى شركات صغرى لا يتعدى أفرادها خمسة أفراد...
كما أن المنافسة لم تعد محلية بأى شكل من الاشكال – ولكنها دولية – والعملاء لم يعودوا مضطرين للتعامل مع منتجات وخدمات محلية – فالآن – يمكن لأى عميل شراء أى خدمة وأى سلعة من أكبر منتجيها بأفضل الأسعار فى أى مكان وتصله الى أى مكان فى العالم...
وبذلك لم يعد المدير الماهر "فنيا" فى عمله – فقط – يصلح للاستمرار فى ظل هذه المتغيرات...ولا بد من تغير – وتغير سريع...
التفكير والتحرك الاستراتيجى ليس اختيارا ولا نزهة ولكنه معركة البقاء – لكل المديرين – فالمدير الذى لن يمكن شركته من البقاء فى خضم هذه المعركة التى قد لاتكون متكافئة – هذا المدير لن يستمر فى مكانه بعد اليوم...
فمدير نظم المعلومات لابد له من التفكير والتحرك الاسترتيجى ليبنى نظم معلومات تسرع وتسهل التواصل بين وحدات المؤسسة بأقل التكاليف ويمكن باقى المديرين من الحصول على مصادر معلومات عن السوق والمنافسين لحظيا...
ومدير المخازن لابد له من التفكير والتحرك الاسترتيجى لتنظيم حركة المخزون بأقل التاكليف وبأسرع قدرة على تنفيذ الطلبات فى أى مكان تبعا للخطة الاستراتيجية للمؤسسة...
ومدير الموارد البشرية لابد له من التفكير والتحرك الاسترتيجى ليوفر للمؤسسة العنصر البشرى المؤهل – فعليا – لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للمؤسسة بأقل تكاليف ممكنة...
وهكذا...ليس هناك أى استثناء فى أهمية التنفكير والتحرك الاستراتيجى لكل المديرين وفى المقالات التالية سوف يأتى تفصيل كيفية تفعيل التفكير والتحرك الاسترتيجى.