نرى فى كل تجمع يكون فيه هذا المخلوق المسمى – انسان – سواء أكان هذا التجمع شركة أو مصلحة حكومية أوغيره – نرى اناس يحقدون ويمكرون ونرى من يأكل الربا و يؤكله ومن يغتاب ومن يسير بين الناس بالنميمة...ونرى الفاسدين والمفسدين الذين يأكلون المال الحرام تحت كل مسمى ويصوغون اللوائح الداخلية – بل والقوانين – التى تقنن سرقاتهم – بل وتسكن ضمائرهم... والأمثلة أكثر مما تعد أوتحصى. ولو كان لديك الفرصة – وأحيانا الشجاعة – لمناقشة أى من تلك الشرذمة لوجدت أن الأسباب التى تدفعهم الى ما يقومون به تدور حول أمرين: الحرص و الطمع... الحرص على مكتسبات الدنيا من أموال سائلة و عقارات و سيارات ونساء (ورجال) وسلطات و نفوذ وشهرة...و...و...والطمع فى المزيد... دعونا نتحدث الى واحد من القوم... هل يمكن لك أن تتخيل بواقعية وموضوعية – ولو لمرة واحدة – ماذا سيحدث (ولابد له أن يحدث) حين يقدم ملك الموت...ويقول لك: يا أيتها النفس الخبثة...أخرجى الى رب غضبان.... عندها ستضمحل كل مكتسبات الدنيا...لتصل الى درجة الصفر عندها ستسلب منك كل الاختيارات – بعد أن كانت كل الاختيارات طوع يديك منذ لحظات عندها سيمر بك شريط الحياة – سريعا سريعا عندها ستترك كل شىء – بداية من ملابسك الشخصية الى ماعلاه عندها سيكون أمامك شىء واحد لتفعله: الاجابة على أسألة المحققيقن ان اختيار مهنة وممارستها على اعتبار أن الأيام القليلة التى نقضيها فى الدنيا هى الهدف الوحيد هو الخبل بعينه...وفى كل أسس التخطيط الاستراتيجى لابد من حساب المخاطر قبل و أثناء وضع أى خطة...فكيف اذا كان الخطر...مؤكد...نعم...مؤكد...وهو أن تفقد كل شيىء فى لحظة واحدة... ليس هذا فحسب بل وان ذلك الخطر المؤكد...ليس له موعد وليس له أى مؤشرات يمكنك من خلالها توقع متى سيحدث ان خطرا – شديدا – بل مدمرا – كالموت – لحقيق بنا أن نجعله العنصر الأول فى كل خططنا ولكن كيف نجعل المهنة التى نمتهنها والوظيفة التى نعمل بها طريقا الى نجاح مستمر – لايدمر حين يأتى ملك الموت؟ ان الأمر جد بسيط!!! نفهم مراد الله منا...نفهم كتابه...وسنة نبيه – صلى الله عليه و سلم فاذا قال الله – سبحانه وتعالى – فى كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم...يمحق الله الربا و يربى الصدقات...لانعمل فى وظائف فى مؤسسات ربوية...ولانتعامل بالربا – أخذا أو اعطاء واذا سمعنا الله – سبحانه وتعالى –يقول فى كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم...يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود...نطبق كل بنود العقد بيننا و بين الشركة ولانقول: على قد فلوسهم واذا سمعنا رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يقول: (من ترك شيئا لله...عوضه الله خيرا منه)...تركنا كل مهنة أو اجراء أو وظيفة أو شىء لله رب العالمين واثقين من العوض فى الدنيا كان او فى الآخرة وهكذا فى كل نصوص القرآن و السنه...يجب أن يتحول القرآن فى حياتنا الى حياة...ليس نصوصا تعبدية نحفظ ألفاظها ونجهل كل معانيها...نقرأها على موتانا ولاينتفع منها الأحياء كما أن أحاديث النبى الكريم – صلى الله عليه و سلم – وسيرته الشريفه – وصلت الينا بجهود لايمكن وصفها من أسعد الخلق – صلى الله عليه و سلم – وصحابته و من تبعهم لتكون لنا أسلوب حياة...كتلك الحياة المثالية التى عاشها الصحب الكرام – عليهم جميعا رضوان الله – حينما اتخذوا القرآن و السنه مهنج حياة هلموا الى مدارسة القرآن الكريم – بقراءة التفاسير- وما أكثرها على الأنترنت كتفسير ابن كثير و تفسير فى ظلال القرآن...وهيا نحيا سنه النبى الكريم – صلى الله عليه و سلم – وصحبه الكرام بقراءة يومية لحديث واحد وفهمه و تطبيقه ان مهنة نتخذها فى الدنيا تكون نهايتها ألم عند خروج الروح و ظلام فى القبر وضرب وعذاب من ملائكة شداد غلاظ - هذه مهنة يأسف كل ذى عقل على اختيارها...وعلى الطرف الآخر هناك مهنة تحول لحظة الموت الى فرح حقيقى – لايعقبه حزن بأى شكل – تلك مهنة يجب أن نسعى اليها سعى المجد...أسأل الله العظيم رب العرش العظيم...أن أرى منكم من كانت مهنته طريقا الى روح وريحان و جنة نعيم
صلاح الكاشف