جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كتبهانبيل خالد سعيد خصاونة ،
سبع جور كنا نحفرها كأنها صحون فوق الدبة ايام الربيع والصيف ونحيطها بسور من الحجارة على شكل حرف يو بالانجليزي ونحن نقف على اهبة الاستعداد للهرب سريعا. على بعد مترين الى ثلاثة يجلس احدهم على حجر وعادة يكون اصغرنا سنا كنا نسميه الدحال وبيده كرة صغيرة كنا نصنعها من الشرايط ونضعها في جرابة جيشية سودا غير مغسولة اصلا وريحة البسطار فايحة منها وتبدوا كأنها قنبلة وكل منا عند جورته وما ان يدحل الطابة وتستقر في جورة احدنا حتى يلتقطها سريعا ويصوبها الى اقرب اللعيبة الفارين من امامه فان اصابه وضع في جورته حجر صغير كنا نسميه دودة وان لم يصب احدا ينقلب الوضع وتوضع الدودة في جورته من اهم التعليمات ان الراس حي بمعنى لو الاصابة في الرأس فهي غير محسوبه (الراس مش جويز) وهكذا يستمر اللعب حسب التعليمات والقوانين الراسخه في دستور اللعبه والحاره والتي توارثناها من اجيال سلفت…حتى اذا ما بلغت الحجاره 12 حجرا (دودة) في جورة احدهم توقف اللعب ووقف ليقذفه اللاعبون اثنا عشر مرة بالكرة وارضاء لمن كان يدحل الكرة يحق له جلد المغلوب بكرتين اضافيتين على ان تكون الكرات متوسطة لا حامي ولا بارد يعني فوق ما هو مغلوب الكل بده يتجرى فيه حسايب وكل واحد لازم يحسب حساب انه ممكن بكره ينجلد بالكرة لذلك ارحم تُرحم وكان صياحنا وزعيقنا وهوشاتنا تعبي الحارة لا والله دغاي بدغى علي وانت متسلط علي والبعض يتخذها فرصة لتسوية حسابات قديمه مما يوجب تدخل الكبير قبل استفحال الامر وتحويلها لهوشة وتخريب اللعبه . والدحال يتعمد يدحل الكرة على جورة صاحبها قوي لانه ضربته بتوجع أكثر وعلى هالموال الى ما بعد الغروب ثم تخف اصواتنا ايذانا بدخول الليل ليخيم علينا السكون بعد ان يتوعد كل منا الاخر بكره بوريك والله غير اخلي جنابك زرقا…. في بعض الليلي المقمرة كنا نجلس ونولع نار نقعد حواليها ونسولف ونهرج عن الغولة والساكونة والجني اللي بطلع من ورى الدار وما نروح الا شعر راسنا واقف من الخوف لا يوجد معيار محدد لاعمار اللاعبين الا ان البعض كان يفضل الفرجة من بعيد خوفا من الاصابات وكل الموجودين كان يجمعهم شيء واحد هو الحب حب الحارة وجور الحارة وطابة الحارة وكل ما فيها أتساءل الان بيني وبين نفسي من اوجد هذه اللعبة ومن كتب تعليماتها من الذي شرع قوانينها لتسري على الجميع ويتناقلها الصغار عن الكبار دون كتابه لا ادري الا انني كلما قلبت صفحات من عمري حزنت على اجيال جاءت من بعدي فلم يعد لهم بيادر يلعبون عليها حتى اللعب بالتراب ممنوع عليهم احسن ما يمرضوا نسينا السبع جور وحجارها وخربت عقولنا التكنولوجيا بافكارها!!!! هل يعود ذلك الزمن الجميل؟؟؟؟
الموقع انشئ ليكون صلة الوصل بين ابناء سال الاحباء في الداخل والخارج ومعرفة كل ماهو جديد من اخبار وصور في بلدتنا الحبيبة اتحفونا بمشاركاتكم
