Sal-Irbid-jordan بلدة سال اربد الاردن

موقع يعنى بشؤون بلدة سال أربد معا لنرتقي ببلدتنا الحبيبة

اقراص العيد

 

كتبهانبيل خالد سعيد خصاونة ،

ها هو العيد قادم وتهيج معه الذكريات الى أيام مضت وولت وانطوت ذكراها الا بقايا في قلوب المحبين لذلك الزمن الجميل
زمان كان رمضان اطول بكثير من من رمضان الذي يمر علينا الان كل يوم وكل ليلة فيه كانت تمر ببطئ شديد لم يفلح مع نهاره كل انواع الالعاب والتسلية والحزازير والوقوف على شراء اللحمة البلغاري طوابير
ثم يشارف رمضان على الرحيل وتبداء الاستعدادات لاستقبال العيد كم كنا نفرح فيه بلبس الجديد والتهيؤ من ليلة الوقفة بحمام دافئ انه حمام العيد كانت امي تحممنا من الليل حتى نصبح نهار العيد نظيفين ونزهوا بلبس الجديد لا انسى أبدا ليفة أمي وهي تفرك اجسادنا الغضة الطرية وهي تردد بدي اطلعلك جلد جديد
آه يا امي كم كنت تتحملين عصبيتنا ونزقنا..فهذا القميص كمه طويل وهذا البنطال خصره ضيق وهذا يبحث عن زنار وهذا يرفض ان يلبس لان لونه غير مناسب و.و.و وكنت مع ذلك تبتسمين
ثم ينبلج الصباح واسمع صوت امي وهي تنادي ناولوني لقن العجين وتفوح في الغرفة روائح السمسم المحمص والقزحة وحبات اليانسون وانظر الى المعجن وقد طفطف بعجينه المصفر من لون الورس تعلوه قطرات من الزيت وكأنه يستغيث لافراغه من حمله وتهب امي مسرعة الى الفرن المركون في زاوية التسوية باحثة عن كبريته هل تذكرونها انها كبريتة ثلاث نجوم ويهدر الفرن ويزفر بنيران اللهب
لقد نسيت ان اخبركم هذا الخبز له طقوس فهو ليس خبزا عاديا هذا لا تعمله امي الا في يوم العيد وتنادي ناولوني قالب اقراص العيد كلنا يعرف اين تخبئه أمي فهو ملفوف بخرقة ومدهن بالزيت من العيد الماضي ومركون على ظهر النملية
كان قالبا من الخشب دائري نقشت عليه اشكال من المثلثات والدوائر جميلة عجيبة وفي وسطه خطوط غائرة. نحضره لها وتتناوله امي وهي تكثر من البسملة وتبداء برق قطع العجين الموشحة بالسمسم والقزحة عليه برؤوس اصابعها وكأنها تعزف لنا قطعة موسيقية ثم تلقمها في الفرن بحركة من يديها رشيقة فتنتفخ الاقراص من شدة الوهج وتخرج ووجها محمر وقاعها وردية ثم ما تلبث امي ان ترميها على طبق القش الذي ينتظرها بشغف
كنت ارى الرغيف يرقص بين يدي امي فرحا بالعيد وبطفولتنا البريئه نعم انه غنوة العيد وفرحه الذي انتظرناه طويلا
كانت اقراص العيد كثيرة وامي تقسمها وحبات العرق تتساقط عن جبينها بعد ان لفحها الفرن بحرارته اللهيبة وهي تقول هذول لدار اخوك وهذول لدار عمك وهذول خبيهن لعوني يوخذهن معه ودائما كان هناك رغيف مميز تصنعه لأبي لا ادري سره وكنت اشعر ان لونه وطعمه مختلف ونحن نسترق منه اللقمة مع انه من نفس العجين لكنها اصابع امي السحرية ورائحة ابي فيه بعد ان وضعه على طرف ركبته
آه يا امي كم اشتهي تلك الايام ايام ان كان للعيد سنام واليوم اصبح اعرجا بلا بهجة
كم اشتهي ان نتحلق ثانية حولك وانت تصنعين لنا اقراصنا الصغيرة
امي انت والعيد توأمان تتوجان الفرح بقلبي
أمي تروح أعياد وتأتي أعياد ولكن اجملها عيد لقائك وانا مرتم في احضانك واناملك تمسح على ما تبقى من شعر راسي فانا مهما كبرت ابقى امامك طفلا أحتاج الى عطفك وحنانك
امي كل النساء من بعدك تصنع خبز العيد ولكن هيهات ان يقترب من نكهة خبزك

اللهم ادم علينا اعيادنا وابق لنا امهاتنا وارحم امواتنا

Sal2012

الموقع انشئ ليكون صلة الوصل بين ابناء سال الاحباء في الداخل والخارج ومعرفة كل ماهو جديد من اخبار وصور في بلدتنا الحبيبة اتحفونا بمشاركاتكم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 275 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2012 بواسطة Sal2012

Sal2012@

Sal2012
للمساهمة بصورة عن البلدة موضوع مقالة اعلان صورة لمولود تهنئة بنجاح تخرج مولود جديد مشكله في البلد وفاة لاسمح الله يود نشرها ارسالها [email protected] ونعدكم بنشرها باسرع وقت مجانا لان الموقع انشئ ليكون صلة الوصل بين ابناء سال الاحباء في الداخل والخارج ومعرفة كل ماهو جديد من اخبار وصور في »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

135,468