أبحاث وفكر

أبحاث منطقية في القرآن الكريم، وموقف القرآن من قضايا العادات الموروثة

 

الشك والريب

الشك هو حالة عدم استقرار نفسي لعدم رجوح أحد البديلين حول صدق أو كذب فكرة، وهو حالة منطقية لا مهرب منها، وينشغل بها [الفؤاد]، حيث يظل متعطشا لمزيد من البيانات ليستقر على أحد البدائل، مثل انشغال فؤاد أم موسى على ابنها طوال مدة احتمال قتله أو فقده أو رجوعه إليها سالما، وعندما علمت باستقرار وضعِه في بيتِ فرعون، بعدها فرغ فؤادُها من دائرة البحث عن المرجِّحات واستقر.

أما الريب فهو حالة تخبط وحيرة واضطراب ناتجة عن قلق غير مبرر منطقيا، لعدم الاعتراف بأحد عوامل الترجيح بالتعدي على [الحق]، أو لعدم وضوح عوامل الترجيح أو صعوبتها، وعندما يذكر الله تعالى أنه "لا ريب في شيء ما" فإن وسائل الترجيح ليست مبهمة وليس صعبا على الإنسان أن يراها أو يكتشفها بلا أي مجهود يُذكر.

وريب المنون هو اضطرابات الزمن والأحداث.

"وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{10}" القصص28

"فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{94}" يونس10

"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{104}" يونس10

"قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ{10}" إبراهيم14

"وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{20} وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ{21} قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ{22}" سبأ34

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4} أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{5} رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{6} رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ{7} لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ{8} بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ{9}" الدخان44

الآيات السابقة ذكرت الشك، ثم ساقت وسائل الترجيح التي يجب الأخذ بها لطرد الشك، إلا الآية الأخيرة قدمت وسائل الترجيح ثم ذكرت شكا غيرَ مُبَرَّرٍ للذين يغضون أبصارَهم لعبا عن سياق الأدلة الترجيحية وتواترها.

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، الم{1} ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْب فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ {2}" البقرة2

"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{15}" الحجرات49

 

 

"رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ{9}" آل عمران3

"اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا{87}" النساء4

"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، الم{1} تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2}" السجدة32

"أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ{30}" الطور52

"إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ{45}" التوبة9

"قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ{62}" هود11

"أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ{24} مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ{25}" ق50

وتعبير مريب هنا يعني مثير للفتن والاضطرابات.

"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ{34} الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ{35}" غافر40

ومن الواضح تماما أن كل الآيات التي ذكرت تعبير [ريب] لم تسق أدلة الترجيح، وكلها تحمل ذما للمرتاب والمريب.

 

 

المصدر: http://www.mediafire.com/download/bswg4kzfr2jlrfp/141013khlk_elect.doc مبادئ خلق وترقي الكائنات - التعريفات الاشتراطية لتعبيرات القرآن الكريم
SaidAM

عدم تعريف الألفاظ يربك القارئ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2014 بواسطة SaidAM

سعيدعبدالمعطي حسين عبدالمعطي

SaidAM
مواطن مصري يحب بلده، ويحب العالم كله، له فكر مستقل حر، درس القرآن منذ عام 1967م وحتى الآن، له العديد من المؤلفات والاختراعات الهندسية الالكترونية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

48,033

تعريفات التعبيرات

عندما يكتب معبرٌ ما نصًا؛ ولا يُعَرِّفُ معاني تعبيراتِه يُصبحُ النصُّ كلُّه غامضًا.