بسم الله الرحمن الرحيم
"وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا{2} وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَـاـثَ وَرُبَـاـعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا{3}" النساء4
"وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖفَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا{129}" النساء4
===
حقائق:-
1- العدل بين زوجات متعددة معدوم.
2- القسط ليس هو العدل.. فالقسط منظومة لتدقيق وضبط ومعايرة المعاملات ومنها المكاييل والموازين والحقوق.. ولأن المنظومات لا يقدر على إنشائها أفراد؛ فالأمر الموجه هنا لولي الأمر وليس للأفراد.
3- الشرط الأول الموجه لولي الأمر يعطيه الحق في منع التعدد إذا حقق إقامة منظومة لضمان حقوق الأيتام.
4- إذا لم يستطع ولي الأمر إنشاء تلك المنظومة وترك باب التعدد مفتوحا فالشرط التالي موجه لمن هو متزوج بالفعل، وهذا الشرط يمنع تكرارالزوج زواجا آخر إذا كان خائفا من حقيقة انعدام العدل المذكورة سابقا.
5- يخاف الزوج من انعدام العدل على زوجة صالحة ووفية.. ولا يخاف على زوجة ينقصها شيء من دعائم الزواج الأساسية ولا يريدان الطلاق لوجود مصالح مشتركة بينهما.
لماذا شرع الله التعدد بهذه الشروط؟
في كل العصور هناك سلبيات اجتماعية تؤرق المجتمع.. من هذه السلبيات ظهور أيتام بلا عائل يتسببون في إزعاج المجتمع بتسولهم وأحيانا يسرقون ويسيئون بإساءات عديدة تؤدي لمزيد من السلبيات.
فكان لزاما حل المشكلة وإلا تفاقمت المساوئ والمشاكل وربما تؤدي لانهيار للمجتمع.
فجاء الحل متمثلا في اتجاهين أولهما يوقف التالي.. الأول هو إنشاء منظومة تضمن حقوق هؤلاء الأيتام فلا يسببون حرجا للمجتمع ومشاكل مهددة لكيانه.
هذه المنظومة سوف تحتوي كل الأيتام وتؤهلهم لكي يكونوا أعضاء نافعين للمجتمع وينخرطون فيه كأي فرد عادي.
إذا لم تتحقق هذه المنظومة بكفاءة فيأتي الحل من الاتجاه التالي وهو استيعاب الأيتام في كنف أسر تكفيهم شر السؤال والتسول والانحراف.. ولن يكون هذا إلا بزواج الأمهات الأرامل أو البنات اليتيمات.. (ليس شرطا على من يريد الزواج أن يتزوج أرملة أو يتيمة؛ ولكن المقصود هو إنقاص عدد المطلوبات للزواج بتكرار الزواج) فيتم امتصاص أكبر عدد ممكن منهن بهذه الطريقة وبالشرط المشار إليه سابقا.
والملاحظ هنا أن الزواج المتكرر ليس لإشباع الرغبات والأهواء وإنما لحماية أمن المجتمعات من التفسخ الداخلي.