قصورالثقافة : رسالة الثقافة الى مصر
فاذا بالمراكز تسرق الثقافة ....!!
(عبدالوهاب حنفى )
كانت فى خمسينات القرن الماضى ما تسمى (الجامعة الشعبية ) وتطورها الى أن أصبحت الهيئة العامة لقصور الثقافة ،تجعل من رسائلها نشر الثقافة من أعلى الى أسفل ، أى أن تنتقل الثقافة من الراق الأعلى ( المستوى الثقافى من المجتمع ) للمستوى الأدنى ( القرى والنجوع ) وأن تنتشر الثقافة الأدنى من مستوى القرى الى الراق الأعلى ( من حيث التراث الشعبى والقيم ) من هنا كانت ولا زالت مهمتها الأساسية هى نقل الأنشطة الفنية والأدبية والفنون المسرحية , والتشكيلية . واقامة الندوات التى تصب فى عروق بها من الجمهور ما كنا نتناوله فى رسالتنا الثقافية ، بل كان البعض من مراكز الشباب يفتح لنا أبوابه لتقديم عرضا مسرحيا ، أو أمسية فنية فى أحدى ليالى الاحتفالات القومية فى مصر ، فقد كان معظم بيوت الثقافة فى أحدى غرف الوحدات المحلية وكان بيت الثقافة يعرض ما ينتجه على جمهور مركر الشباب ، وكنت ممن يرون هذه الاحتفالات فى وسط الجماهير، بما فيهم قيادات مراكزالشباب ، الذين كانوا يطلبون المزيد من هذه الأنشطة (فقد كنت مديرا للثقافة فى محافظة الجيزة )
وفى الآونة الأخيرة لا تنتج بيوت الثقافة والقصورالتابعة للمراكز الأنشطة التابعة لها، أو قل تنتجها بدون جمهور ...!!! لأنه ليس هناك من يتفرغ للبحث عن الجمهور( من قيادات الثقافة ) ،،،وكل ذلك لأسباب سابقة ، منها :
0 عندما تحولت قصور الثقافة الى هيئة ثقافية، كان المتبع أن تتبع مديرياتها فى المحافظات الى الحكم المحلى ،تتحول ميزانياتها الى المحافظة مثل الشباب والرياضة ، والتعليم ، والصحة ...ألخ ، ولكن – بقدرة قادر- كان الأستاذ حسين مهران هو أول القادة لتلك الهيئة الثقافية.
0 كان الفنان فاروق حسنى وزيرا للثقافة (آنذاك) ، اجتمع بنا ذات مساء فى مسرح السامر، وقال لنا أن الأسناذ حسين مهران هو من سيتولى قيادة الهيئة ,,,, ولما كنا قد ارتبط عزمنا على ترشيح أحد الكوادر الثقاقية المشهود لها وسط المديريات المختلفة ، من أمثال مدير أسيوط , والشرقية ,,,, فقال لنا وزير الثقافة : أن الأستاذ حسين مهران هو الوجه الأمثل لتكوين درجات أعلى فى الهيئة ، وقد كان ،،، وعلى مدار عامين كانت الهيئة مليئة من مثل هذه المناصب ،،، ولكن كانت مناصب ( على مافيش ) ومعظم من شغلوا هذه المناصب ليس لديهم فكرة عن بواطن الأمور فى ركيزة الثقافة ( مديريات وقصور وبيوت ) كان حسين مهران رجل مالى وادارى جيد ، ولكنه ليس فى مكانة سعد الدين وهبة ( ثقافيا ) أصرمهران على أن تكون المواقع الثقافية بالمحافظات تابعة للهيئة مباشرة ،،، !!! وبالتالى كانت المحافظات بعيد كل البعد عن مراقبة المواقع الثقافية فى داخلها ، وبالتالى كان لها أن لاتصرف مليما واحدا على الأنشطة الثقافية ،،، مثل ما تنفقه على مراكز الشباب والتعليم والصحة وووألخ ، وبالتالى كانت الرقابة غير متاحة فى شأن انتظام العاملين بالمواقع الثقافية بالمحافظات، فكان معظم العاملين بها لا يذهبون الى المواقع الا يوم الحصول على المرتبات فقط ...!!!
فقد حدث ( بالهىئة ) أن تكدس العاملين بمواقعها الى أضعاف مضاعفة بموافقات من الأستاذ حسبن مهران ( الذى كان أخيه يعمل أمينا عاما لمجلس الشعب ) من جراء الطلبات التى كانت توجه اليه من الأعضاء فى المجلس والتعيين بالقرى التى كانت بها بيوتا للثقافة , فقد كانوا فقط يصلحوا للعمل بأى مصلحة أخرى للحكم المحلى ولا يصلحون للعمل الثقافى ...!!!!
ومع وجود أفرع للهيئة فى أقاليم مصر المختلفة ، لم يكن لها من التفتيش الأدارى ما يمكن أن يسمح لهذا التفتيش أن يكشف مايدور فى احدى بيوت الثقافة التى تبعد عنه كثيرا أو قريبا , لذلك كانت رؤيتا لتبعية القصور والبيوت الى الحكم المحلى فى التفتيش الأدارى ، وتكون الرؤية الثقافية للهيئة فقط ....
وفى ثمانينا القرن الماضى كانت هيئة قصور الثقافة تبحث عن مزيد من جمهورها فى مواقعها ، وكان الأستاذ نفيس عكاشة يعمل مديرا لفرع القاهرة ، وهو صديق للدكتور عبد الحميد حسن ، فقد اتفقا على يفتح بيت ثقافة فى كل مركز شباب ، وقد كان , فزاد الجمهور بعد هذه الخطوة .
ومع مرور الزمن , فوجئنا بمراكز الشباب ( فى الوقت الحالى ) بعد أن سرقنا منها الجمهور ، فاذا بها تسرق من بين ايدينا ( الثقافة )....!!!!!
ستة برامج فى الراديو كلها تنادى بمراكز الشباب وما يدور بها من أنشطة ثقاقية وترفيهية ورحلات ومسابقة ابداع ومسابقات فى كل الأماكن ,,,, ألخ وتنام بيوت الثقافة بموظفيها فى نوم عميق ، لا نعرف له سببا الا أن ترد هيئة قصور الثقافة وتجيب ، لوكان لها اجابة ....!!!!
(عبدالوهاب حنفى )