نقد أدبى لقصة (الحفرة ) لخالد بدوى ...بقلم الاديب محسن الطوخى

قصة قصيرة
الحفرة

فى القاع يصارع للنجاة بجسدة أنتهت كل محاولاته بالفشل فأستسلم ، كان سائرا فى منتصف الليل بالشارع المظلم دائما يحمل أكياسا مملؤه بإحتياجات البيت يشعر بنشوة الأنتصار ، لأنه أستطاع أن يلبى طلبات البيت كلها و هذه من المرات القلائل ، سقط فى حفرة عميقة أشتكى آلم ساقه الأيمن .
جالس ممد ساقيه ، يقلب فى أشياءه على ضوء خافت .
دفاتر ذات صفحات بيضاء تشقها خطوط سوداء وضحت مموجه أمامه ، أبتاعها لأبنائة ، موسم الدراسة قد بداء بعواصف .كتب على كل دفتر أسم أحد صغارة .ثم أمسك إحدى الدفاتر و رسم مثلث مقلوب .جعل القاعدة باللون الأبيض و منتصفة باللون الأحمر ، و قمته بلون الأسود يتخلله شعيرات بيضاء ، نظر مقطب الجبين لم يرض عنه فمزقه .
تذكر زوجتة و هى تتشدق فى الصباح بإحتياجات البيت .
أمسك بكيس به زيتون أخرج واحدة يتحسسسها أنها تشهبك ناعمة الملمس و قلبها متحجر لكن مع الوقت شهيه أشتهى طعمها .
أمسك بكيس البلح وضع على كل دفتر يحمل أسم واحدة .
ظلت بيدة ثمرته هو فلم يجد مكان لها فأعادها داخل الكيس مرة أخرى .
يقتل وقته بهذه اللعبة ، غلبه النوم فنام .فى الصباح فاه الحفرة دخان أتربة كثيف يعصف بالمكان ، أستيقظ الرجل حجر سقط فوق رأسة أسكته للأبد

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

النقد الادبى لقصة (الحفرة ) بقلم الاديب محسن الطوخى

القصة مليئة بالأفكار .. محتشدة بزخم من خيوط القص حتى صار من العسير على تلك الخطوط أن تلتقى فى نقطة .. لذلك رغم مهارة القص الا أن المتلقى يحتار فى الهم الرئيسى الذى يعانى منه البطل . لا أستطيع أن أحدد اذا ماكانت تلك سلبية أم ايجابية . فهى من ناحية عرض نموذجى لحياة المواطن المطحون بين شتى المشاكل والاحتياجات المادية والمعنوية لنفسه وأسرته ووطنه .. (1) الشارع المظلم يشى بفقدان الرؤية وتكاثف المشكلات .. ( 2) نشوة الانتصار لمجرد نجاحه فى تلبية طلبات البيت تعبير ماهر ورشيق عن مدى صعوبة تدبير الاحتياجات اليومية الأساسية .. (3) سقط فى حفرة عميقة , دلالة على عمق أزمة الشخصية التى لم تنته لمجرد تدبير الاحتياجات , اذ الأزمة أعمق من ذلك , فالحفرة تبتلعه بما ابتاعه من احتياجات . ( 4 ) .. الدفاتر ذات الصفحات البيضاء التى ابتاعها لأبنائه تعطى دلالة تطلعه لمستقبل باهر يأمل فى توفيره لهم . لكن الخطوط السوداء تشى بقلقه وعدم تيقنه من توفر الظروف والإمكانيات التى تيسر ذلك المستقبل . (5) الألوان الأبيض والأحمر والأسود دلالة واضحة فى اقتران حلمه بنهوض الدولة بحلمة فى صلاح أحواله وأحوال أولاده . وعدو رضائه عنها وتمزيقها يشى برؤيته السوداوية للأمر . فهو لا يأمل نظرا لمعطيات الواقع المتردى فى أن يعول على الدولة فى تحقيق حلمه . (6) .. المقارنة بين الزيتونة والزوجة ( نعومة الملمس , وصلابة القلب ) .. مقارنة رشيقة وتصلح مادة مستقلة لعمل قصصى , واشتهاؤه للثمرة تعطى دلالة أنه يلتمس للزوجة العذر فى خشونتها ولا يلقى بالتبعة عليها بقدر مايلقيها على ظروفه الصعبة . (7) .. دلالة البلح تشى فى النهاية بأزمته الشخصية , فهو فى خضم انشغاله بتسيير المركب بين الأنواء والعواصف وقسوة الحياة تمكن من تدبير موضع قدم لأفراد عائلته . أما هو فقد ضاعت ذاته وانمحت فهو يجد مكانا لكل بلحة , عدا بلحته الخاصة , لا يجد لها مكانا فيعيدها الى الكيس . لتأتى النهاية القاطعة الفاصلة , وربما المتسرعة لتصور نهاية قدرية لمتاعب الشخصية , لينقض عليه حجر حركته العاصفة فيقتله . ........ كما ترى صديقى العزيز خالد بدوى . حشدت قصتك بحشد هائل من الصور والعناصر حد التخمة . لكنك فى النهاية بذلت جهدا تستحق عليه التهنئة . بعض هنات اللغة لم تفسد العمل الجميل . كان يمكنك صنع أربع قصص على الأقل من نصك الجميل . لكنه اختيارك ونحن نقبله , ونحييك من أجله .. تحياتى لك .