لم تكن كأى عروس ليلة زفافها كل من يتطلع إليها يتمتم لماذا هى عابسة هكذا !، يأتون ويرحلون وهى صامتة ترمى ببصرها هنا وهناك تبحث عن ماذا؟ لا تبتسم لمن يلقون عليها التحية والتبريكات لا ترى منهم سوى أشباح تسير هنا وهناك ، لا يدرى أى منهم ما يدور بخلدها ، الكل يتكهن ، والبعض يسأل ، والحيرة تملأ الوجوه ، صمت يلف المكان ، انتقلت عدوى عبوس العروس إلى الضيوف ، الموسيقى الصاخبة هدأ عزفها ، الراقصون على السمبا عادوا إلى هدوء الفالس ، مرت دقائق طويلة عليها بقدر علو الأرض عن السماء ، تغلق عيناها عن الناظرين وترنوا بها إلى السماء تستعطفها ، تسترد ذكرى حالمة مرت بها منذ شبت عن طوق البنات وحنّت إلى رؤيا الأنثى بداخلها والتقت نظراتهما لترتب معها أشواق المراهقة وتنتقل بها إلى مصاف سيدات الدرجة الأولى فى العشق، فمرتبة عشقها صارت تصل إلى عنان السماء وهو القادم من بعيد يخطوا على هوادة تحمله يرقتان من الفردوس الأعلى ويحتضن كمال المرأه فى نفسى فيرتفع بى معه إلى غصن لا يميل مع نسمة الصباح إلا ويعلو مع هواء المساء المغادر لأرصفة الشوق إلى أرض العشق .
تضع على جانب فستانها زهور البنفسج التى يهواها وتلبس خاتم الزمرد بذات اللون وتغطى شعرها بطرحة بيضاء بلون قلبه النقى ، -الكل ينظر إليها انها تبتسم – باغتتها ابتسامة لامست شفتاها فتورد الخد وتلامست يداها ارتفعت إلى صدرها إلى شفتاها إلى جبينها ،- لست أنا بل هو –من راوض النفس الحيرى إلى الحب ووهبها بسمة الفجر العالق بين خطوط السواد لينشق فى بهاء الغدير الصافى ويبعث معه رياحين هواه التى تتغمدنى كلما اشتقت له ، هكذا حالى الأن يا من تحملقون بى أنا فى دنياه هو لا دنياكم الصاخبة العالقة بين جدران صماء وشفاه تلتوى مع كل عام يمضى ، أنا معه الأن فى تلك الحجرة التى تضاء بالشموع وتلك الأنية المغطاة بالورود ويد تداعب خصلات تدلت بفعل النسيم أنا معه الأن ، أراه يمسك بخاصرتى يراقصنى ويدور حولى يدفعنى ويجذنى فتتوه معالم الحياة وننتقل إلى لوحة أخرى بقصر آل كابيوليت حيث روميو وجولييت متنكران يتيهان عشقا وهياما يخطفان بصر الحاضرين ، ولكنى لست ابنة عدوه فانا معشوقته وعروسه فى هذا المساء ، انفرجت شفتاها أكثر وعلت ضحكاتها فقد تواصلت الأرواح الثائرة وسط الحشود وتحولت إلى أجساد التصقت فى حميمية ، لم يتواصلا من خلال النظر ولكن عقليهما وقلبيهما متصلان كجسد واحد وعاد للموسيقى صخبها وعاد الراقصون يضربون بايديهم وارجلهم على أنغام السامبا فأخيرا أبتسمت عروس الليلة .

المصدر: سمير احمد القط
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 235 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2013 بواسطة SAMIRALSHEIR

مجلة (( نسمات عربية )) لشعبة المبدعين العرب

SAMIRALSHEIR
مجلة الكترونية ناطقة لحال الشعبة العامة للمبدعين العرب رئيس مجلس الادارة سمير عبد الرازق رئيس التحرير سمير احمد القط »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

36,567