أنا سيدة بلغت من العمر 40 عاماً متوسطة الجمال ومتعلمة تعليم عالي وموظفة حكومياً وزوجي يبلغ من العمر أيضاً 40 عام ومتوسط التعليم ويعمل أعمال حرة مشكلتي بأنه أناني وعبد لشهواته ولا يقدر الحياة الزوجية وعلمت بهذا الأمر بعد الزواج بشهرين تقريباً والآن أنا في السنة العاشرة من الزواج وأعتقد أن اختياري خاطئ وعشوائي بحكم عمري وبحكم تشدد أهلي القبلي .
بالواقع زوجي له ماض ولم ينتهي هذا الأمر وإنما استمر حتى بعد الزواج وانشغالي بالعمل والحمل وزيادة بالوزن كلها شماعة للاستمرار بما هو عليه فإن تجرأت وناقشته بهذه الأمور أنكر وازداد في عناده , وقد أفنى زوجي أمواله بالإنفاق على المحادثات الفضائية والجوال والنت وكل شهر أعطيه مبلغاً من المال بحجة ضيق ذات اليد وكثرة متطلبات الحياة والأطفال وإن الحياة مشاركة وغيابي عن البيت بحكم الدوام، ودائماً ينتظر التغيير من الخارج لا يوجد أي استعداد بتغيير من داخله، والآن وصلنا إلى مرحلة بحيث لا أستطيع أن أجلس معه جلسة شاعرية بعدما شاهدت الخيانة بنفسي وبعد كل هذا يريد أن يحضر له خادمة خاصة به مع العلم بأن لدينا خادمة بالاضافة إلى خدمتي الدائمة له.
ساعدوني وشكراً لسعة صدوركم.
***** *** *** *** *** **** **** ** *** **** ****
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتداءً نقول بأن عقرب الساعة لا يرجع إلى الوراء وأياً كانت أسباب قبولك بزوج أقل كفاءة منك فإن الزواج قد تم ومرّت عليه سنوات وأنت الآن أم لثلاثة أولاد ومن المرجح أنك لا تريدين إنهاء الزواج بالرغم من كل مشاكله من أجل مستقبل هؤلاء الأولاد وسلامة نشأتهم، ولست الوحيدة في هذا الدرب، فإن الكثير من نساء عالمنا يعملن الشيء نفسه ويضحينّ براحتهنّ من أجل فلذة أكبادهن، فلا تنظري إلى الوراء وانس الزمن الذي ولّى وفكّري بنفسك وبأولادك الذين قدموا إلى الدنيا من خلالك ولابدّ من أن ينعموا بالسعادة منك لتنالي بذلك رضا الله تعالى وحسن ثوابه.
ومن المؤسف له أن كثيراً من الأزواج لا ينهضون بمسؤولياتهم ولا يؤدون واجباتهم ولكن الدنيا هكذا دار ابتلاء ويفشل في امتحانها الكثيرون، وعلى كل شخص أن يؤدي واجبه حتى لو قصّر الآخرون.
ولكن يمكن تحسبين الأمور والزمن كفيل بتعليم الآباء وتغييرهم فلا تيأسي ولا تستسلمي واستفيدي من ذكائك ومواهبك في ادارة البيت، من خلال التوجيه غير المباشر لزوجك، واجلسي وخططي بهدوء ـ دون غضب أو عصبية ـ لعودة زوجك إلى أحضانك وكي يكون محباً لأسرته مشدوداً إليها.
لا تواجهيه أبداً بما تظنين فيه، بل عامليه وكأن شيئاً لم يكن مذكوراً، عامليه بلطف وثقة واحترام وكرري المعاملة الطيبة معه مرة بعد أخرى حتى يعود لرشده ويجد فيك المرأة المعطاءة التي لا يرد جميلها.
إن السب قد يزيد الوضع سوءاً خصوصاً مع الرجل الشرقي الذي يجد في نقده طعناً في رجولته ويقابل ذلك بالثأر من المرأة فلا تواجهيه بذلك، خصوصاً أمام الأطفال والآخرين، وإذا ما كانت لديك ملاحظة فمرريها له في خلوتك معه على شكل عتاب محبّ.
إنك إن تهجريه فقد مهدت السبيل له ليقع في حب غيرك أو يستمر في علاقات أخرى ـ لا سمح الله ـ ولعل شغل المرأة وغفلتها عن زوجها أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الرجل عنها وميله إلى أخرى.. وعلى المرأة إذا ما وجدت زوجها يميل ببصره إلى هذه أو تلك أو تحس ببعده عنها أن تزيد من زينتها واهتمامها به فإن (زينة المرأة لزوجها تزيد في عفته) وتستطيع المرأة أن تعوض عن تقدم السن أو تغير الشكل بوسائل أخرى من طيب اللسان وحسن اللقاء واستعمال الطيب.. ويجب أن تعلم النساء أن الرجل يحتاج في زوجته إلى الأنس قبل أي شيء آخر، فإذا لم تكن الزوجة رفيقة وصديقة وجليسة وأنيسة له، فإن كل ما عندها لا يعوضه عن ذلك، ولذا قد يقع في (الخيانة الزوجية).
لذلك نجد رجال متزوجون من أجمل النساء، ولكنهم لا يحضون منهن بالمعاملة الحسنة والمعاشرة الطيبة.
أخيراً، إن بذل بعض المال من أجل سلامة العائلة ليس بالأمر الكثير ولكن في نفس الوقت فإن (التدبير نصف المعيشة) كما جاء في الأثر، لذا لابد أن تعملي ولو سراً من أجل توفير بعض المال لمستقبلك ومستقبل أولادك.
أما بخصوص الخادمة التي يريدها، فإننا نعتقد بأنك لو غيرت المعاملة معه وعاد إلى عشه الدافئ فإنه سيغير رأيه، ومن الأفضل أنك أن لا تعارضيه فعلاً بقوة، بل جامليه بالقول واطلبي منه إرجاء الموضوع بعض الوقت، حتى يمر الزمان ويغير رأيه، ولكن إذا أصر على طلبه وعاند فلا تجعلي هذه المسألة تحطم حياتك وأسرتك ولكن في نفس الوقت اطلبي منه تحمل المسؤولية المالية لذلك.
ساحة النقاش