13 أبريل 2012
يعتبر التلوث الذي تعانيه مدينة قابس، من أشد المعضلات التي تعانيها المدينة منذ عقود وسط صمت من الساسة وأصحاب الشأن، وهو ما دفع العديد من الهيئات التي نشأت بعد الثورة لإطلاق نداءات استغاثة لمعالجة المشكلة التي باتت تقترب من الكارثة البيئية.
الوعي بخطورة الوضع البيئي بمدينة قابس جماعي فلا تكاد تجد مواطنا تونسيا هناك لا يحدثك بحماس عن ضرورة العناية بمشكل التلوث وايجاد حل جذري له ينقذهم من ويلاته ومخاطره على صحتهم أولا وعلى مختلف القطاعات النشيطة كالصيد البحري والفلاحة والسياحة ثانيا.
الدكتور عبد الله الزرلي ناشط في الميدان البيئي يؤكد أنه «رغم اجماع كل الناس على أن الوضع البيئي بلغ درجة لا تحتمل ولا تطاق لأن الفوسفوجيبس ألحق بالبحر ضررا واضحا وفادحا بما أدى الى تضرر الثروة السمكية في الخليج ضررا ملموسا، كما أضر بالبحر من ناحية الاصطياف والسياحة على نحو بالغ الأهمية يعاضده التلوث الهوائي لغاز النشادر والغاز الكبريتي والفليور لتتكاثر الامراض الناتجة عنها، أما الفحم البترولي فقد بلغ هذه الأيام من الخروقات حدا أدى الى استفزاز العمال المجاورين للميناء.
وبلغ بهم الاحتجاج أن منعوا باخرة من افراغ حمولتها بالميناء بعد أن ارتفعت الكميات المكدسة من هذه المادة أكثر من 7 امتار متجاوزة ما هو مسموح به بالاضافة الى عدم تغطيتها وحمايتها بشبكة واقية تمنع تسربه الى رصيف لا يتم غسله من حين الى آخر للتقليل من تلوثه».
ويواصل الزرلي حديثه: «كميات الفحم البترولي كانت مخصصة في البداية لتشغيل معمل اسمنت قابس لتتوسع شيئا فشيئا لتشمل معامل الاسمنت بالنفيضة وجبل الوسط ومعمل الاسمنت بالقيروان الذي سيفتح أبوابه قريبا مما سيجعل قابس مجمعا لنفايات خطيرة ستزيد من الوضع البيئي سوءا وتدهورا وهو ما أثر حسب قول العمال على أحدهم وأصابه بالسرطان وأدى الى تيقظ هذا المرض الخبيث لدى مهندس فرنسي».
ومع تواصل تجاهل المتسببين في التلوث لحق المواطنين في بيئة خالية من السموم وعدم الرد على تساؤلاتهم وكيفية الحد من مخاطر التلوث فإن المطالبات الهادئة قد تتحول الى احتجاجات ميدانية ومسيرات صاخبة.
اعداد : عبيرابراهيم
ساحة النقاش