01 - 01 - 2012
في تأكيد للدور الحيوي والشامل للباحثين البيئيين بمحميات مصر الطبيعية‏,‏ وتحديدا في المحميات البحرية الزاخرة بالشعاب المرجانية ببيئاتها وأحيائها الرائعة المتنوعة‏. ومن خلال واحدة من الدراسات البحثية التطبيقية المهمة, التي تعد نتائجها روشتة تشخيص لبدايات حالة مرضية في مراحلها الأولي تتطلب الوقاية والعلاج الفوري قبل أن تتفاقم, جاءت رسالة الماجستير للباحث أحمد غلاب عبيد الباحث البيئي بقطاع محميات البحر الأحمر, التي نوقشت بكلية العلوم جامعة الأزهر الأسبوع الماضي, وأشرف عليها د. محمد أبوزيد الأستاذ بجامعة الأزهر, ود. محمود حنفي بجامعة قناة السويس, ود. عبدالقادر محمد حسن المدرس بجامعة الأزهر, مؤكدة أن رسالة حراس البيئة لا تنحصر فقط في متابعة المخالفات والسلبيات التي تعانيها المحميات الطبيعية.
وفي استعراضه لمراحل الدراسة التي امتد فيها بالبحث والتنقيب لأكثر من ست سنوات غاص فيها في أعماق15 موقعا بالبحر الأحمر, ليكشف عما تعانيه من سلبيات قد يؤدي تفاقمها إلي الإضرار بواحدة من أهم مفردات عناصر الجذب للسياحة البيئية, يقول الباحث: كثيرا ما يتم رصد حيوانات ببيئة الشعاب المرجانية يؤدي تكاثرها إلي خطر عليها وتدميرها, وهنا لابد من تدخل البحث العلمي, ومن خلال البحث العلمي الذي استهدفته الرسالة تم إخضاع حيوان الكوراليفيليا فيوليسي, وهو من أنواع الحيوانات البطن قدمية البحرية التي تعيش في بيئات الشعاب المرجانية المصرية, ويتغذي علي الحيوان( البوليب) التي تعيش داخل الشعاب المرجانية, ومن ثم تفقدها حيويتها وتتسبب في موتها, وتفقد بذلك ألوانها البديعة الجميلة وتتحول للون الأبيض.
وتناول البحث دورة حياته وتغذيته وتكاثره وبعض الدراسات البيئية حوله, والمعروف أن عائلة حيوان الكوراليفيليا15 جنسا, ويوجد منه علي مستوي العالم200 نوعا, ومن خلال الدراسة تم إجراء مسح حقلي علي ساحل مدينة الغردقة أظهر وجوده في عشرة مواقع غوص, وسجلت جزيرة الجفتون الصغري وأمام ساحل ميريت أعلي نسبة كثافة لوجوده, وإذا كانت المرحلة الحالية لا تشكل خطورة كبيرة علي الشعاب المرجانية بفعل وجود هذا الحيوان في بيئاتها لوجود توازن بيئي بيولوجي, فإنه يجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة مستقبلا, تجنبا لأي تفاقم ينجم عن تكاثره بأعداد تهدد حياة وسلامة الشعاب المرجانية, فقد تلعب العوامل البيولوجية, والخلل في التوازن البيولوجي, وقلة المفترسات لحيوان الكوراليفيليا في تكاثرها وزيادة أعدادها بصورة تضع الشعاب في دائرة التهديد, وكان هذا ما حدث فعلا مع أحياء أخري, منها نجم البحر الشوكي.
وعن أهمية البحث يقول الدكتور محمد أبوزيد أستاذ البيئة البحرية والمشرف علي الرسالة: إن دراسة بيئة الشعاب المرجانية دراسة دقيقة أصبحت ضرورة ملحة, فالكثير من الحيوانات والملوثات يمكن أن تنتقل إلي تلك البيئات وتخل بالتوازن البيئي فيها, وتؤثر سلبا علي الحيوانات الموجودة بداخل الشعاب المرجانية( البوليب), وتقتله وتتسبب بذك في تدمير الشعاب المرجانية ذات الأشكال الرائعة, والألوان الجميلة المبهرة.
والشيء نفسه يحدث عند اتخاذ قرارات غير مدروسة, وعلي غير أساس علمي أو حقائق يدعمها البحث العلمي, ولقد شهدت العقود الماضية كثيرا من الافتراضات الخاطئة, الأمر الذي تم بموجبه اتخاذ قرارات غير سليمة وأضر كثيرا بها, فعلي سبيل المثال حملات الصيد الجائر لحيوان خيار البحر الذي قضي علي الغالبية العظمي منه في فترة وجيزة جدا كان بهدف تحقيق أرباح طائلة في فترة محدودة للغاية لارتفاع أسعاره عالميا, أخل ذلك بمنظومة التوازن البيئي والبيولوجي لحدائق المرجان, وكذلك بالنسبة للسماح بالصيد في أوقات غير مناسبة, أو فترات التكاثر, والحيوان الذي استهدفته الدراسة الكوراليفيليا يجب اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة حياله مستقبلا.

اعداد : عبير ابراهيم

المصدر: الأهرام اليومي

ساحة النقاش

Publishing
المهندسة/ عبير إبراهيم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

660,679