04 - 11 - 2009
حاصرت اتهامات السرقة والقرصنة الصيادين المصريين، ضجت الدول المجاورة وغير المجاورة من اختراقات وغزوات ألف مركب صيد مصرى، دأبت منذ سنوات على اختراق المياه الإقليمية فى غزوات بحرية «صيدية» تغتنم منها ثرواتها السمكية،
وفى حين تحاصر اتهامات القرصنة السمكية التى روجتها دول اليمن والسودان وإريتريا (سوق الصيد الأساسية للمراكب المصرية، خاصة من عزبة البرج والسويس) ومروراً بليبيا التى قررت التعامل بنفسها وبالقوة مع «الغزاة المصريين» وحتى تركيا و تونس التى انصاعت للحلول الدبلوماسية،
يصر الصيادون المصريون على أنهم صيادون مهرة وليسوا قراصنة، كما تدعى تلك الدول، لكنهم يبررون لجوءهم للصيد فى أعالى البحار وخروجهم فى تلك الغزوات السمكية بسلسلة طويلة من المشاكل تواجههم فى السواحل المصرية التى دُمرت تماما وانهارت ثروتها السمكية
حسب قول الكثير منهم بفعل الصيد الجائر، وعدم تنظيم عمليات الصيد فى البحر فضلاً عن التعقيدات الروتينية والإدارية التى تواجه الصيادين الغلابة. ويصر أباطرة الصيد فى أعالى البحار على أنهم مضطرون إلى المخاطرة والمجازفة بأرواحهم والدخول للصيد فى أى مكان بمنطق البحث عن الرزق،
ويؤكد بعض البحارة العائدين من الأسر فى الصومال أنهم سيعودون للصيد فى نفس المناطق وبنفس الطريقة، فلا طريق أو حل آخر أمامهم سوى الموت جوعاً، حسبما قالوا، وأمام إصرار صيادى أعالى البحار على الاستمرار فى غزواتهم البحرية فى ظل تراخى و إهمال مسؤولى الحكومة والاتحاد النوعى فى استخراج تراخيص صيد دولية لهم يصطادون من خلالها،
فإن المسؤولين بدورهم يُصرّون على أن الصيادين هم السبب فى التوتر البحرى مع دول الجوار، والتى ضجّت بالشكوى ومنعت عن المصريين أى موافقات وتصريحات صيد، بسبب ممارسات «سيئة» ونهب لثروات تلك الدول حسب مسؤولى الحكومة.
وبين أباطرة البحار المصريين وتعنت مسؤولى الحكومات يقع الصيادون الفقراء بين فكى الرحى، فمن صراخ صيادى الأنفوشى بالإسكندرية من البحر الذى نضب من الأسماك وقلة حيلتهم، مروراً ب«ثورة مُلاك السفن» فى عزبة البرج من اختفاء الصيادين وتعطل 300 مركب عن العمل بعد هجرة صياديها إلى اليونان وأوروبا للعمل هناك بعدما ضاق بهم البحر فى مصر بما رحب وحتى البرلس التى يعانى المئات من صياديها من الجوع وقلة الرزق والحيلة، فلا مراكب تخرج لاعالى البحار عندهم، ولا مهنة أخرى غير الصيد يعرفون، ولا حل ولا مفر لهم غير البحر.
الصيادون يؤكدون أنهم «جائعون وفقراء»، ولا يجدون لقمة العيش فى البحار المصرية، مما يدفعهم إلى اللجوء للبحث عن الرزق فى أى مكان حتى لو كان المقابل حياتهم، والحكومات والدول المجاورة غاضبة أشد الغضب من قرصنة المصريين البحرية، ليبقى السؤال: الصيادون المصريون جناة أم مجنى عليهم..
اعداد : عبير ابراهيم
ساحة النقاش