أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور طارق بن موسى الزدجالي أن المنظمة سوف تركز عملها في مصر خلال الفترة القادمة على دعم جهود الحكومة في تنمية شبه جزيرة سيناء كأولوية لها .
وقال الزدجالي في حوار خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالسودان ، إن المنظمة تحاكي في ذلك طموحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يضع تنمية سيناء على رأس أولوياته، ويتبنى فكر التنمية من أجل السلام والاستقرار، والمنظمة تعمل على ضوء هذه النظرية ، واستلهاما بها وانطلاقا منها". وأوضح الزدجالي أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ساهمت في العمل على تنمية سيناء ، وذلك بإنشاء عدد كبير من البحيرات الجبلية في جنوب سيناء وسانت كاترين ، بهدف توفير المياه للزراعة وغيرها مؤكدا استمرار عمل المنظمة في هذا المجال خلال الفترة القادمة ، دعما للمشروعات التنموية في هذا الجزء الهام من مصر.
وأضاف أن المنظمة نفذت عدة مشروعات أخرى في مصر، أهمها تجربة استخدام مياه الصرف الصحي في زراعة نبات الجتروفا الذي يستخدم كوقود حيوي ، وكذلك توزيع عدد كبير من فراطات الذرة بعدة مناطق ومحافظات بالإضافة إلى برنامج تسليم الأسر الفقيرة رؤوس ماشية ومناحل ، لتوفير دخل ثابت لها ، مشيرا إلى أنه منذ تولى مسئولية المنظمة ، ارتأى أن تكون أعمالها في الدول العربية على أرض الواقع ، بدلا من إجراء الدراسات والأبحاث.
وقال إن المنظمة نفذت في السودان دولة المقر، عدة مشروعات تنموية زراعية وريفية في ولايات دارفور الخمس ، كما أسست البرنامج العربي لـ لاستزراع السمكي في المياه العذبة ، مقره السودان ، وسيكون له مردود كبير على الزراعة السودانية ، فيما يختص بـ الأسماك ، وكذلك على الأمن الغذائي العربي بشكل عام، مشيرا إلى أن هذا المشروع مخطط له أن ينتج سنويا أكثر من 100 مليون إصبعية سمكية " أكبر حجما من الزريعة" ، وسوف يساهم في رفع إنتاجية السودان وحدها من الأسماك ما بين 30 و40 ألف طن سنويا.
وأشار إلى أن المنظمة تقوم بتدريب الكوادر البشرية من كافة الدول العربية ، ونجحت منذ إنشائها حتى الآن في تدريب 35 ألف كادر من دول الوطن العربي. وقال الزدجالي نحن مستمرون في تنمية الموارد البشرية ، لأننا نؤمن أن هذا أساس مهم جدا ، وكذلك مستمرون في تعزيز التكامل والتعاون العربي ، في مجالات التنمية الزراعية والغذائية.
وأضاف إن المنظمة أنشئت بالأساس كي تعزز التنسيق والتعاون والتكامل العربي في مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائي، وهناك استراتيجية عربية للتنمية الزراعية المستدامة ، وتمت الموافقة عليها في القمة العربية بالرياض عام 2007 ، وكذلك برنامج التكامل الغذائي العربي الذي أطلق في الكويت عام 2009 ، وهما المرجعيتان الأساسيتان لكل أعمال المنظمة.
وتابع "نحن في المنظمة نسعى لكي نحقق مستويات عالية من إنتاج الغذاء من داخل جغرافيا الوطن العربي ، لكي يكون الإنتاج عربيا ، لأننا نؤمن أن الأمن الغذائي هو جزء من منظومة الأمن القومي ، ولهذا نحن نعول كثيرا على التعاون والتكامل العربي في التنمية الزراعية ، ودورنا يأتي أساسا في توثيق علاقات التعاون بين الدول العربية وتنمية الموارد البشرية ، وكذلك تسهيل التجارة البينية والنهوض بالاستثمارات الزراعية العربية في إطار دول المنظمة".
وأوضح أن المنظمة تحتفل غدا الثلاثاء، بيوم الزراعة العربي السنوي الذي يتزامن مع تاريخ بدء عمل المنظمة بمقرها في الخرطوم في 27 سبتمبر عام 1972 ، لافتا إلى أنها أنشئت بقرار من مجلس الجامعة العربية في مارس عام 1970.
وقال: «إن المنظمة تحتفل بيوم الزراعة العربي تحت شعار " الحد من فاقد وهدر الغذاء لتعزيز الأمن الغذائي العربي" ، لأن الحقائق تؤكد أن هناك هدرا كبيرا في المنتج الزراعي في الوطن العربي ، يصل إلى 30% من إنتاج الحبوب ، وقدره نحو 68 مليون طن سنويا ، بالإضافة إلى وجود فاقد رهيب جدا في الغذاء، مضيفا : نحن نعتقد أن الفاقد في الحبوب وهدر الغذاء إذا تمت مواجهته ، يمكن أن يساهم كثيرا في تحقيق الأمن الغذائي العربي ويقلل فاتورة الواردات للدول العربية» .
وشدد مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية على ضرورة اعتماد الدول العربية على الإنتاج المستدام من داخل دولها، خاصة بعد انخفاض أسعار البترول عالميا ، والذي كانت تستخدم عائداته في استيراد المنتجات الأخرى، ومع نقص متحصلاته سيكون هناك تحديات كبيرة أمام العالم العربي.