"قمة العشرين وش الخير علي مصر.. بدعوي من رئيس جمهورية الصين شي جين بينج للرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور قمة العشرين المقرر انعقادها غدا بهانجتشو الصينية، والتي تعد بمثابة منتدي اقتصادي عالمي بحضور الدول الصناعية الكبري ويضع مصر بقدم وثاق علي سلم التصاعد الاقتصادي وتخطي كل العوائق امام تحقيق التنمية المستدامة 2030.
فماذا ستضيف قمة العشرين لمصر وما الرؤية التحليلية بإختيارها ضيف شرف في هذا التوقيت ولأول مرة .. التحقيق التالي يوضح ذلك....
"نقلة نوعية"
قال الدكتور السيد إبراهيم الشويمي، الخبير بالشأن الصيني، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين للمشاركة في قمة العشرين بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج تدل علي حرص الصين علي تقوية العلاقات المصرية- الصينية ودالة أيضا على قيمة مصر كواجهة حضارية في القمة وموقعها بين الدول الأخرى.
وأوضح"الشويمي" في تصريح خـــاص لـ"صدى البلد"، أن الزيارة ستنقل مصر نقلة نوعية وتفتح باب الاستثمارات علي مصراعيه مع الدول المشاركة في القمة، مشيرًا إلى أنه سيتم مناقشة القضايا الاقتصادية والسياسية علي مستوي الساحات الاقليمية والدولية.
وأشار إلي أن الصين لديها مقترحات بإنشاء مصنع للطائرات في منطقة قناة السويس إضافة إلي العديد من مزارع الثروة السمكية والتي تصب في صالح الاقتصاد القومي.
"استفادة مزدوجة"
ومن جانبه،قال محمد إبراهيم الدسوقي، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن الصين تشكل أهمية كبيرة لمصر وذلك لمجموعة اعتبارات اذ انها
من أكبر دول العالم اقتصاديا، وبالتالي هناك حاجة ملحة لتوطيد العلاقات معها.
وأضاف"الدسوقي" في تصريح لـ"صدى البلد" أن الصين تدرك جيدا دور مصر المهم في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يضع أمام مصر فرصة التواجد وسط مجموعة من الدول الأكبر اقتصادا في العالم، مشيرا إلى أن هناك ضرورة لعرض برنامج الإصلاحي لمصر وحشد الدعم الدولي خلال زيارة الرئيس السيسي للصين.
وأوضح أنه يمكن الاستفادة من تجربة الصين التنموية والصناعية التي من أهمها الاعتماد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأنها تغذي المشروعات الكبرى وبالتالي يصبح هناك استفادة مزدوجة، لافتا إلى أن الجانب المهم أن نتعلم من تجربة الصين إدارة الأزمات لأنها واجهت الكثير من الأزمات في عام 97، وكيفية الاستفادة من مواجهة المشكلة.
" توجه جديد"
وفي السياق ذاته، قال سامي القمحاوي، الخبير في الشأن الصيني، إن ترشيح الصين لمصر وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ"قمة العشرين" كضيف شرف يعكس قيمة مصر سياسيًا، لافتًا إلي أن الصين كسرت القاعدة في توجيه الدعوة لدولة نامية وغير مجاورة لحدود الدولة المقام بها القمة.
وأوضح "القمحاوي"، في تصريح لـ"صدي البلد"، أن هناك توجهًا جديدًا في هذه القمة بحضور مصر كصوت معبر عن الدول النامية وسط الدول العشرين المشاركة والتي تمثل 85% من قوة الاقتصاد العالمي.
وأضاف أن مشاركة مصر بالقمة يساعدها في جذب استثمارات جديدة وإقامة شراكات بين مصر والصين في مشروعات محور قناة السويس، والطرق والكبارى والسكك الحديدية، فضلا عن مشروعات تخص الموانئ البحرية والملاحة، مما يجعل مصر شريكا قويا للصين تسعى لجذبه، مؤكدا أن مشاركة مصر تعد ترويجا لنفسها كوجهة أمنة أمام أهم 20 دولة فى العالم.
"فرصة ذهبية"
كما، قالت الدكتورة نادية حلمي،خبيرة بالشؤون الصينية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين للمشاركة في قمة العشرين والتي ستقام الأحد المقبل، تعد تواصلا مع القوى العظمى فضلا على مواصلة مصر طريق استرداد الريادة علي المستوي الاقليمي والدولي، وإضافة هامة جدًا لمصر لا سيما أن الصين إحدى الدول الصناعية الكبرى، ما يعني زيادة حركة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين والدول المشاركة.
وأوضحت"حلمي" في تصريح خــاص لــ"صدى البلد"، أنه من خلال استضافة الصين لمصر في هذه المناسبة، ستناقش المشاكل الاقتصادية التي تمر بها مصر ووضع الحلول المناسبة لمعالجة التباطؤ الاقتصادي وإنكماش حركة التجارة العالمية إضافة إلى توفير خدمات التمويل والقروض للشركات وتقديم التسهيلات أمام المستثمرين، مشيرًة إلى أن شعار هذه القمة "الابتكار والتنمية الابتكارية".
وأكدت على أن الرئيس سيصدق داخل المؤتمر علي خطة الاصلاح الاقتصادي التي تتبناها الحكومة المصرية ومزايا الاستثمار والتبادل التجاري وهي الخطوة التي ستقدم الاستثمارات إلى مصر "على طبق من ذهب".
"تمنحها العضوية"
بينما،قال الدكتور مدبولي عتمان، الخبير بالشئون الصينية، ونائب رئيس تحرير الجمهوررية، إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة العشرين كضيف شرف تأتي من حرص البلدين علي تعزيز رصيد العلاقات المتميزة بينهما على مدى سنوات طويلة، ومدي ثقل مصر في الدبلوماسية الصينية وزيادة التعاون المشترك فى كافة المجالات.
ولفت إلي أنها فرصة تستعرض فيها مصر خطة الإصلاح الاقتصادي أمام اقتصاديات الدول العظمي، تؤتي ثمارها باستثمارات ضخمة، إضافة إلي كونها فرصة جيدة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية.
ويشار إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة أقيمت بين الصين ومصر عام 2014، ويصادف العام الجاري الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ويواصل البلدان تعزيز التعاون في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات.
وأوضح عتمان، في تصريح خــاص لـ"صدي البلد"، أن هناك مباحثات ثنائية علي هامش الاجتماعات ستعقد مع زعماء الدول الكبري لمناقشة القضايا علي الصعيد الاقليمي والدولي وسبل التعاون الدولي.
وأضاف أن مصر لديها ما يمكنها من انضمامها للمجموعة كعضو ولا نكتفي بالدعوة كضيف شرف.
ويشار إلي أن مجموعة العشرين تأسست عام 1999 بهدف دعم آليات النمو الاقتصادى العالمى والدول المشاركة هي: الارجنتين ، استراليا، والبرازيل، كندا، الصين ،فرنسا ،ألمانيا ،الهند ،اندونيسيا، ايطاليا ،اليابان ،المكسيك ،روسيا ،المملكة العربية السعودية،جنوب أفريقيا ،كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبى.