ترجع العلاقات الدبلوماسية المصرية الصربية لأكثر من قرن مضي ويتجلي ذلك في تطابق الرؤى بين القيادتين في معظم القضايا السياسية ولاسيما دعم جمهورية صربيا لمصر في مسارها الديمقراطي منذ ثورة 30 يونيو، وتعاونها مع مصر في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية ، وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي عمق الروابط التاريخية بين الدولتين والتي ترجع لعهد الزعيمين الكبيرين عبد الناصر وتيتو في الخمسينيات من القرن الماضي .
وتؤكد صربيا دوما علي متانة العلاقات الثنائية من خلال برامج العمل المشتركة بين الدولتين في كافة المجالات وأبرزها ما صرح به مؤخرا سفير جمهورية صربيا فى القاهرة دراجان بيسنيتش باحتياج مصر الى دعم عريض من قبل المجتمع الدولي كي تعبر هذه المرحلة وتتغلب علي الصعوبات الحالية وأبرزها تأثر قطاع السياحة بشكل كبير.
وقال دراجون خلال اجتماعة بوزير الآثار د.خالد العناني ان التراث المصري ليس مصريا فقط انما هو من خزانة الحضارة الإنسانية ككل ، معربا عن اهتمام بلاده بمشاركة علماء الآثار من صربيا في كل مجالات البحوث الأثرية المصرية لما تمثله من أهمية عالمية للتاريخ الانساني بشكل عام . وقد ترجم بالفعل هذا التوجه الايجابي من قبل صربيا بشكل عملي ، حيث تم الاتفاق علي عدد من المبادرات للتعاون بين مصر وصربيا في مجال الآثار والحضارة المصرية .
كما أكد دراجان أن بلاده لم تصدر أمر منع علي الاطلاق لرعاياها الصرب من زيارة مصر، لافتا لتدفق السائحين الصرب لقضاء اجازاتهم علي شواطئ المنتجعات السياحية المصرية .
وامتد أيضا النشاط الصربي في مصر خلال الفترة الماضية ليشمل قطاع الزراعة حيث تم الاتفاق في لقاء بين وزير الزراعة واستصلاح الأراضى د. عصام فايد والسفير الصربي دراجان بيسنيتش علي التعاون الزراعي بين البلدين متمثلا في مساهمة الجانب الصربى فى مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان . وعلي أثر هذا الاتفاق سيقوم وفد من الشركات الصربية بزيارة مصر خلال الفترة المقبلة ، للتعرف عن قرب على كيفية المساهمة في هذا المشروع القومي العملاق من خلال مذكرة تفاهم لتحديد بنود العمل المشترك . كما سيشمل التعاون أيضا الاستثمار في مجالات الثروة السمكية والانتاج الحيواني والداجني وتبادل الخبرات بين الدولتين في هذا القطاع العريض.
وقد ذكر السفير الصربي خلال اللقاء أن بلاده تستورد من مصر منتجات زراعية مختلفة من الفواكه والخضراوات ،هذا الي جانب المنسوجات المصرية ، لافتا لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الماضية والذي سيرتفع بشكل أكبر بعد تنفيذ المشروعات المشتركة التي تم الاتفاق عليها مؤخرا بين البلدين في مختلف القطاعات.
