تقوم وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية حاليا بإعداد دراسة جديدة لتطوير الحدائق القديمة التابعة للوزارة بالقاهرة (كالاورمان والاسماك والحيوان) والمحافظات، يشارك فيها خبراء دوليون ومحليون تهدف للارتقاء بها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحى يتم وضعها على خريطة السياحة الدولية والمحلية، لزيادة عائد الاقتصاد المصرى من العملات الأجنبية.
وصرح مصدر مسئول بوزارة الزراعة اليوم "الأحد" بأنه يجرى أيضا إعداد خطة مستقبلية لحماية هذه الحدائق من أية تداعيات قد تحدث فى المستقبل ومنها ربطها بشبكة المعلومات الدولية والأقمار الصناعية وتوفير جهاز حماية متخصص لمنع وقوع آية عمليات تخريب أو إعتداءات في المستقبل.
وكلفت الهيئة، مجموعة من خبراء معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية للقيام بالمتابعة الدورية للأشجار، وتقليمها ومجموعة لإعادة التنسيق بالحديقة على أن يتواجدوا دائما بالحديقة وتكليف مجموعة عمل من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بمعاينة البرك والبحيرات الموجودة بالحديقة، واتخاذ اللازم لإعادة تطهيرها على أن يتم دعمها بالأسماك التى تتميز بها مصر مثل أسماك المبروك وغيرها.
من جانبه كشف الدكتور سيد خليفة، المشرف على مشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، أنه تم إدخال نظام رى حديث للمسطحات الخضراء، بطريقة علمية وسليمة للحفاظ على الجمال النادر الذى تتميز به هذه الحدائق القديمة.
وقال خليفة انه يجرى حاليا توثيق الاشجار والنباتات النادرة والقديمة التى تمتلء بها هذه الحدائق، مشيرا الى ان العلماء يطلقون على حديقة الأورمان على سبيل المثال اسم "متحف مفتوح" لأنها تحتوى على أنواع نباتية نادرة، على مستوى العالم، مثل أشجار الزينة والنخيل، موضحا أنه تم توثيق هذه الأشجار ليستفيد منها الأجيال القادمة.
يذكر ان حديقة الأورمان بالجيزة تعتبر من أكبر الحدائق النباتية في العالم حيث أنها مقامة على مساحة 28 فداناً، وتم إنشاء حديقة الأورمان في عهد الخديوي إسماعيل عام 1875 بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر والتي تم استجلابها من جزيرة صقلية باليونان وكانت الحديقة جزءا من قصر الخديوي والذي عرف آنذاك بسراي الجيزة.
وجلب الخديوي لهذه الحدائق أشجارا ونباتات مزهرة من جميع أنحاء العالم وقام بتصميم الحديقة على الطراز الطبيعي مهندسون فرنسيون وأشرف على تنفيذها المهندس (ج. دليشفاليرى) ومعه كبير البستانيين إبراهيم حمودة، وكانت مساحتها 95 فدانا وقت إنشائها وتضم ثلاثة أجزاء الأورمان,الحرملك ويقع الآن في الجزء الغربي لحديقة الحيوان، والسلاملك ويقع في الجزء القبلي من الحديقة.
وتم فصل الاورمان عن حديقة الحيوان عام1890 وظلت تابعة لقصر الخديوي حتى عام 1910 ثم تسلمتها وزارة الزراعة وعندما تم التخطيط لشارع الجامعة عام 1934 استقطع الجزء الجنوبي منها وضم إلى حديقة الحيوان فأصبحت مساحتها 28 فدانا وتقع الحديقة في محافظة الجيزة غرب نهر النيل وشرق جامعة القاهرة.
وكلمة أورمان كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش وهي من الحدائق النباتية النادرة في مصر حيث إنها تضم أكبر مجموعة نباتية تضم 100 فصيلة تشتمل على 300 جنس يتبعها 600 نوع. ويوجد بالحديقة قسم لتبادل البذور مع جميع الحدائق والمراكز البحثية في العالم. تتبع الحديقة الإدارة المركزية للتشجير والبيئة التابعة لوزارة الزراعة.