أفسدت الخروق الإسرائيلية لتفاهمات 'التهدئة'، فرحة الصيادين الغزيين بالإبحار لمسافات أبعد في عرض البحر والتي طالما حرموا منها منذ بدء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة قبل نحو ست سنوات.

وتنص تفاهمات 'التهدئة' التي تم التوصل إليها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي بعد عدوان إسرائيلي استمر ثمانية أيام، على السماح للصيادين الفلسطينيين بالصيد لمسافة ستة أميال بحرية بدلا من ثلاثة.


ومنذ 'التهدئة' تقوم الزوارق الحربية الإسرائيلية بملاحقة الصيادين في المنطقة المسموح بها واعتقلت العشرات منهم بعد إطلاقها النار على قواربهم وتخريبها.



وعّبر الصياد أمجد الشرافي (35 عاما) من مدينة غزة، عن غضبه الشديد من ممارسات البحرية الإسرائيلية بحق الصيادين بعد 'التهدئة'.

'كنا ننتظر بفارغ الصبر زيادة مساحة الصيد التي حرمنا الاحتلال منها لسنوات طويلة'، قال الشرافي وهو يجهز قاربه الصغير للنزول للبحر.


وأضاف لـ'وفا':' مسافة الستة أميال لا بأس بها، وهي أفضل من المسافة السابقة التي أدت إلى تردي أوضاع الصيادين بسبب قلة الصيد'.


الشرافي الذي اعتقلته البحرية الإسرائيلية قبل شهرين برفقة عدد من أشقائه، أكد أن الاحتلال لا يلتزم بأي اتفاقات.


وتنص اتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والجانب الإسرائيلي على السماح للصيادين بالصيد لمسافة 20 ميلا بحريا.


وأدت الممارسات الإسرائيلية إلى هجران الكثير من الصيادين لمهنة الصيد، نتيجة قلة مردودها الاقتصادي.


ويتمنى الصياد الشرافي أن تتوقف ملاحقتهم من قبل البحرية الإسرائيلية حتى ينعموا بصيد وفير طالما حرموا منه لسنوات طويلة.

وأوضح أن الصيادين تمكنوا بعد 'التهدئة' من زيادة كميات الصيد لأنواع مختلفة من الأسماك كانوا لا يستطيعون صيدها في السابق، مطالبا بوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.

وفي مكان قريب كان يجلس الصياد محمد بكر (45 عاما) على شاطئ البحر يتفقد شباكه مستغلا اعتدال الطقس.

وقال، 'إن نزول البحر رغم زيادة مساحة الصيد لا يزال محفوفا بالمخاطر، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية'.


وأضاف أن قوات الاحتلال اعتقلت يوم أمس 13 صيادا من أفراد عائلته أثناء صيدهم في المنطقة المسموح بها.


وتابع: 'قوات الاحتلال تلاحقنا في المناطق المسموح بالصيد فيها، بهدف التضييق على الصيادين وإجبارهم على ترك مهنة الصيد'، لافتا إلى أن الكثير من الصيادين استشهدوا وأصيبوا واعتقلوا من قبل قوات الاحتلال.


وأضاف أن الاحتلال يحاول تضييق البحر عليهم رغم مساحته الشاسعة، مؤكدا أنه سيستمر بالعمل في مهنته التي ورثها عن والده رغم المضايقات الإسرائيلية.


بدوره، ندد نقيب الصياديين في قطاع غزة نزار عياش، بالممارسات الإسرائيلية بحق الصيادين والتي تخالف نصوص 'التهدئة'، مشيرا إلى أن البحرية الإسرائيلية تلاحق الصيادين وتطاردهم في منطقة الستة أميال بحرية التي سمح للصيادين العمل بها.


وقال عياش في تصريح لـ'وفا' إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية 'التهدئة' أكثر من 21 صيادا ودمرت 'ماتورين' واستولت على مركب كبير، وأربعة قوارب صغيرة (حسكات).


وأشار إلى أن مهنة صيد الأسماك تعيل 50 ألف فرد في قطاع غزة، ويعمل فيها 3700 صياد.


وحسب نقيب الصيادين، فإن مساحة الستة أميال بحرية غير كافية لأن هذه المساحة بعد أسبوع أو أسبوعين على أبعد تقدير، ستفرغ من الأسماك كما فرغت مساحة الثلاثة أميال.


وأضاف عياش: 'نحن نطالب على أقل تقدير بمسافة عشرين ميلا بحريا وفق ما نص عليه اتفاق أوسلو، حتى يتمكن الصيادون من القيام بعملهم على أحسن وجه'.


وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين الفلسطينيين في مياه قطاع غزة، داعيا إلى الوقف الفوري عن سياسة ملاحقة الصيادين الفلسطينيين، والسماح لهم بركوب البحر وممارسة عملهم بحرية تامة.


وطالب المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، بالتدخل من أجل وقف كافة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين فورا، والسماح لهم بالصيد بحرية تامة.

أعدته للنشر/ دالياعمر

المصدر: شبكه رايه الاعلاميه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 257 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2012 بواسطة PRelations

الإدارة العامة للعلاقات العامة إحدى الإدارات العامة التابعة للمدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

PRelations
تحت إشراف مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة (دكتوره/ أمانى إسماعيل) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

607,222