بغداد / علي الكاتب 
تعد ظاهرة الصيد الجائر في مناطق الأهوار حالياً من المشكلات والكوارث التي تهدد الثروة السمكية في هذه المناطق  ، لاسيما الصيد باستخدام الصعقة الكهربائية ، التي لا تهدد الحياة البيئية للأسماك فحسب بل لها مخاطر على حياة الأحياء المائية في الأهوار التي تعد بمجملها منظومة حياتية لها فوائد اقتصادية وحياتية كبيرة للمواطنين

 والطبيعة في آن واحد.يقول التدريسي في جامعة بغداد الدكتور علي فالح الربيعي لـ (المدى ) : إن من أهم الحلول الناجعة لهذه الظاهرة هو تطبيق قانون تنظيم الصيد واستغلال الأحياء المائية وحمايتها بالرقم ( 48) لسنة 1976 ، والذي لا يزال ساري المفعول  لحد الآن، وكذلك حظر بيع المواد السامة والمبيدات، حيث لا  يتم صرفها الا بعد استحصال موافقة وزارة الزراعة أو من  اللجان التي تتشكل بالتعاون مع المحافظات ومجالس المحافظات المعنية والدوائر الأمنية والمديريات الزراعية والبيطرية والثروة السمكية، مع تفعيل دور شرطة البيئة - الطرف المعني بشكل رئيس  بالمشكلة. وأضاف: يجب ان تشكل لجان حماية مكونة من دوائر الزراعة والصحة والجهات الأمنية مدعومة من قبل الوحدات الإدارية بالنسبة للأقضية والنواحي ، والاستعانة بالوحدات العسكرية الموجودة على ضفاف الأهوار وإصدار تعليمات من جهاتها العليا بمتابعة موضوع الصيد وفقا للمقررات الجديدة، ومنح إجازات صيد للصيادين وتوقيع تعهدات بالصيد وفقا للقانون. ولفت الى أهمية منع صيد الأسماك دون حجم (30 سم) فقط من أنواع (الخشني أو الشوكي)، ومنع صيد الأسماك خلال أشهر التكاثر حتى من قبل المجازين، كما من الممكن التعاون مع شبكة الحماية الاجتماعية لضم المستفيدين من الصيد إليها كإعالة مادية مؤقتة أو التنسيق مع دائرة الرعاية الاجتماعية.

فيما قالت عضو الجمعية العراقية لإحياء وتطوير الأهوار زينب الحسيني لـ (المدى ): إن الجمعية نفذت برنامجا لمعالجة مشكلة الصيد الجائر في مناطق الأهوار ومصادرها، ابتداءً من محافظة ميسان ولمدة خمسة وثلاثين يوماً، حيث تضمن البرنامج ندوات تثقيفية وجولات ميدانية على عموم مناطق الصيد ولقاءات مباشرة مع الصيادين لشرح تأثير الصيد غير الشرعي وغير القانوني في الثروة السمكية والإنسان على حد سواء مع التنبيه  لحدوث كارثة بيئية واقتصادية للثروة التي أخذت تستشري في مناطق الأهوار.

وأضافت ان ذلك تمخض عنه تشكيل لجنة من الجهات المعنية برئاسة الجمعية لتقوم بدور المحاور مع مجالس المحافظات التي توجد فيها الأهوار لوضع الحلول الناجعة لهذه المشكلة وهذه اللجنة تطوعية مهمتها الحفاظ على ثروة الأهوار وما تحتويه من موارد وثروات اقتصادية كبيرة.   

وأكدت أن طريقة الصعقة الكهربائية في الصيد لها تأثيرات خطرة في الأحياء المائية ، حيث لا يمكن توجيهها باتجاه خاص بل توجه إلى  الأحياء المائية بكل أحجامها وأنواعها، فيما التي يتم جمعها بالصعقة الكهربائية هي اسماك صغيرة لا تزال في دور النمو خلافا للقانون والأعراف، حيث تعد كارثة كبرى ومساهمة فاعلة في تدمير الاقتصاد الوطني.

إضافة الى أن الأسماك المصعوقة والتي تفلت من شبكة الصياد تصاب بالعقم على مستوى التكاثر والنمو حيث أنها لا تستطيع النمو بعد الصعقة الكهربائية وفي حال إن كانت كبيرة ومهيأة للتكاثر فان بيوضها لا يمكن أن تلقح وغالبا ما تموت في بطن السمكة وتطرح على شكل دم، أي يعني الصيد بهذه الطريقة يقطع تماما نسل السمكة المصابة. 

وأشارت الى ان تدمير الكائنات الأخرى مثل البكتيريا التي تعيش على سيقان القصب وبين النباتات الطبيعية الأخرى والتي يمكن إحصاؤها بأكثر من ( 150 ) نوعا يعيش قسم منها في الأنهر الجارية وآخر في الأهوار التي تستخدم الجراثيم في تمثيلها الغذائي وتطرح الأوكسجين المذاب بالماء والذي يساهم في تحسين نوعية المياه الواردة من المصادر والتي تمر بمياه الصرف الصحي، التي تكون جزءا منها أو المياه شبه الراكدة أو بطيئة الحركة كمياه الأهوار ، والصعقة الكهربائية تفجر البكتيريا المذكورة وتقضي تماما على حالة ايجابية وموازنة جيولوجية موجودة للوقاية.كما لا يؤثر الصيد بالكهرباء في الأحياء المائية المتحركة فقط بل له تأثير كبير في النباتات الأصلية التي تعيش بالمياه وتتحول إلى أحراش أو تكون ضعيفة النمو والزهو نتيجة لتايين جزئيات الماء أثناء عملية الكهربة - وبحسب قولها - فانه من الصعوبة معرفة ضآلة المياه  ومستوى رداءته خصوصا في مناطق الأهوار كونها الأقل حركة وفقا لمستويات التصريف وهذا النوع من الصيد يشكل جزءاً من مشكلة ضحالة المياه.

من جانبه قال الخبير الزراعي  كريم صبار لـ (المدى ): إن هناك تأثيرات كبيرة للسموم المستخدمة في الصيد  كالقتل الجماعي للكائنات الحية الموجودة في المنطقة المسمومة من اسماك وأحياء أخرى كالديدان التي تعيش عليها الأسماك إضافة إلى الأنواع المختلفة من الزواحف والحيتان والطيور، فضلا عن ان امتداد استخدام السموم للصيد في نهر دجلة والأنهر الفرعية الأخرى في الآونة الأخيرة يعد مشكلة كبيرة أخرى يتعرض لها الإنسان والحيوان الذي يستخدم المياه المسمومة للشرب.

واضاف صبار أن للسموم تأثيرات سلبية في الكائنات الحية والنباتات الأصلية والنباتات الطافية خلال عملية الصعقة الكهربائية ، وكذلك يتأثر حيوان الجاموس بالمناطق المسمومة حيث يمتنع الحيوان من دخول المنطقة المصابة بالسم.

وتابع أننا نقف أمام مشكلة اقتصادية وبيئية كبيرة، مكتوفي الأيدي، وكأننا نعيش في كوكب آخر ولا تحيط بنا جملة من المشكلات  كالقضاء التام على الثروة السمكية في الجنوب التي تعد الشريان المهم في الاقتصاد الوطني، والقضاء على الأسماك الأصلية التي تعد ثروة العراق التاريخية مثل اسماك القطان والبني والشبوط .

وبيّن وجود مخاطر أخرى كالدمار البشري، حيث أن أوكسيد الزئبق المستخدم في الصيد يساهم في قتل الإنسان بشكل مفاجئ والسموم الأخرى تساهم في انتشار أمراض السرطان التي انتشرت مؤخرا في المناطق السكنية القريبة من الأهوار، ورداءة المستوى البيئي في مناطق الأهوار بشكل ملحوظ، والتي من الممكن التأكد منها خلال متابعة الفحوصات نصف الشهرية والشهرية لمياه دوائر البيئة ومركز انعاش الاهوار، والتأثير السلبي في مياه الشرب نتيجة للسموم المستخدمة في دجلة وفروعها، وتقليل مناطق الرعي للجاموس الذي يهرب مبتعدا عن المناطق المسمومة وهذا يؤثر سلبا في مستوى الثروة الحيوانية في الأهوار كذلك الطيور، فضلا عن التأثير السلبي في النباتات الأصلية في المناطق المائية.

أعدته للنشر / دالياعمر

المصدر: موقع المدى الاليكترونى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 295 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2012 بواسطة PRelations

الإدارة العامة للعلاقات العامة إحدى الإدارات العامة التابعة للمدير التنفيذى لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية

PRelations
تحت إشراف مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة (دكتوره/ أمانى إسماعيل) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

600,692